سعد السعود ويعرف بالعقرب الثالثة وتسمى عقرب الدسم دلالة على الربيع فهي أول نجومه إذ يبدأ أرصاديا يوم 3/1 مارس وفعليا لحساب النجوم والمنازل القمرية يوم 3/7 مارس ( آذار ) عندما تكون السنة كبيسة وفي 3/8 مارس ( آذار ) عندما تكون السنة غير كبيسة الموافق مع دخول ثالث نجوم العقارب وفلكيا يوم 3/21 مارس حينما تتعامد الشمس على خط الأستواء ومن مواقيته ( مارس، أبريل، مايو ) وعدد أيام سعد السعود ( 14 ) يوماً في السنة الكبيسة و ( 13 ) يوماً في السنة الغير كبيسة وهذا يحدث كل أربع سنوات ،وسعد السعود ثلاثة نجوم أحدهما نيّر والآخران دونه وأغلب نجوم هذا البرج خافتة وفي هذا النجم يعتدل الجو خاصة في النهار وتكثر فيه العواصف ويكثر فيه العشب متى ماأنزل الله المطر وتخضر الأرض وتسمن المواشي ،فيه يكون قرآن القمر مع الثريا ويقول أهل البادية ( قران خامس ربيع طامس ) ويعني ذلك أن موسم الربيع في أزهى حلله والنباتات مكسوة بالأزهار ،وتكثر فيه الكمأ ( الفقع ) وتعود قصة تسميته بهذا الإسم كما يذكر في القصص والأساطير إلى أن العرب كانت تسعد برؤيته ولأن بزوغه في نظرهم مؤشر خير وذلك لأن الروح تعود في جذوع الشجر وأغصانه وقيل سمي بسعد السعود نسبة للسعدين ( الذابح وبلع ) وأنه فرح واستبشر بالخير عند خروج هذا النجم فخرج من مخبأه بعد أن كان محاصراً فيه لعدة أيام من شدة برودة الطقس التي كادت أن تودي بحياته وفي هذا النجم ترتفع الحرارة ويسخن الماء قليلاً وقت الظهيرة ويعرف عند أهل الحرث والمزارعين بالعقرب الثالثة وهو من النجوم اليمانية وتقول العرب ( إذا طلع سعد السعود لانت الجلود وذاب كل جمود وأخضر كل عود وانتشر كل مصرود وكره في الشمس القعود ) وتقول العامة ( في سعد السعود يدور الماء في العود ويدفأ كل مبرود ) وفيه تخضر الأشجار وتفرخ الأطيار ويتساوى الليل مع النهار ،حيث تبدأ أوراق جديدة تظهر على الشجر مثل العنب والرمان والخوخ وغيرها من الأشجار ففي هذا النجم يتساوى الليل مع النهار فكما هو معلوم أن ليل الشتاء طويل ونهاره قصير ثم يبدأ الوقت بالتدريج زيادة النهار ونقص الليل وبطلوع هذا النجم يعتدل الزمان وتزهر الأعشاب وتغرس النخيل ويستمر تلقيحها وترى دودة القز وتظهر به الحشرات كالبعوض والنمل ويزهر الورد ويورق الشجر ويثمر التوت وتزرع شتلات الموالح وتقلم أشجار العنب والتين وتروى الأشجار رياً خفيفاً عند الحاجة إذ أن تعطيشها ثم ريّها يتسبب في تساقط الأزهار كذلك تزرع الفاصوليا واللوبيا والباميا والقرعيات وزراعة البرسيم الربيعية أيضا يزرع فيه الذرة البيضاء والخيار والملوخية والقطن والفول السوداني والسبانخ والفجل والكراث والنعناع والكوسة والشمام والبطيخ والرجلة وكافة الخضروات وأشجار الفاكهة والحمضيات ويلاحظ في غرس الأشجار التي خضرتها دائمة ولاتسقط أوراقها في الشتاء أن تغرس بعروقها وترابها على سبيل المثال النخيل والبرتقال والليمون الإترنج واليوسفي أما الأشجار التي تطرح أوراقها فتؤخذ أغصانها الرطبة بدون تربة على سبيل المثال العنب والخوخ والمشمس والتين والرمان أما الأشجار التي أغصانها يابسة فهي غير صالحة للغرس وفي بداية هذا النجم هجرة الأوز الربيعي والكرك الصغير وهو وقت هجرة الطيور المهاجرة وتشاهد بكثرة في البر كالهدهد والأشول والفقاق والأصرد والمدقي والصعوة وغيره من الطيور كذلك تفرخ فيه الطيور البرية مثل الحمرة والورقاء والقوبع والحمام والعصافير ويكثر فيه أصوات تغريدها حيث موسم التزاوج والتفريخ .
ــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية