بسم الله وعلى بركة الله اكمل مابدأت ( كنت في رنية )
توقفت عن الأكمال خلال الفترة السابقة لأقيس مدى القبول لما كتبت فإن وجدته اكملت وإن وجدت غيره اكتفيت بما وصلت اليه
الحقيقة انني ومن خلال احد المجالس الكريمة وجدت ان هناك من يتابع ولو لم يعلق وينتظر ان اكمل مابدأت فأقول بعد الأتكال على الله
بعد ان انتهيت من سوق الخضار لفت انتباهي اسم يتردد مع اهل التمر وهو (حلوة رنية ) والحقيقة انها تمرة طويلة نسبيا بلحها اصفر وليست مشهورة وغير معروفة عند الأخرين من المناطق الأخرى الا اذا كانت تعرف بإسم غيره .
ركبت مع ابنائي وكان السؤال ماذا وجدت في السوق وماهي المنتوجات التي تشتهر بها رنية عن غيرها من محافظات المملكة . طبعا بعد ان اوضحت لهم ان اهل رنية قلة المياه حدت من استفادتهم من استثمار الأرض في الزراعة حيث ان الزراعة تعتبر من اقدم الحرف على مر التاريخ البشري ومنطقة الوديان ووادي الأغر مستوطنة بشرية اخذت حقها التاريخي وقدمها مقارنة بغيرها وقد يكون وجود الوادي المسبب الرئيس بعد الله سبحانه في امتداد حضارة الأستيطان في هذه البقعة من الأرض دون غيرها ,,,
سألني محمد هل اهل رنية اهل نخل ويحبون النخيل ويهتمون بها مثل اجداده ,طبعا كانت الأجابة ان اهل الوديان يحرصون على اقتناء النخلة والعناية بها ويشتهر تمر السري في هذه المنطقة وغالبية قبائل سبيع اهل نخيل فعندما يأتي وقت الصرام يدخلون المدينة ويصرمون نخيلهم وعند الأنتهاء يحملون تمرهم ويتبعون حلالهم ومناطق رعيهم بادية واهل حلال وهم على هذه الحال منذ القدم , ومثلهم القبابنة بعد نزوحهم من رنية - اردت ان ارسخ لهم الربط بين اجدادهم وبين هذه البقعة من الأرض - بعد ان نزح القبابنة من رنية بدأو يبحثون عن منطقة فيها نخيل وماء مثل رنية ووديانها فكانت الغيل هي البديل نهر جارى على وجه الأرض وماء عذب ونخيل ومنطقة جيدة التحصين وتصلح للبقاء اكثر من غيرها , فدارت بينهم وبين قبائل آل مغيرة التي كانت تسكن تلك المنطقة الغيل معارك طاحنة استمرت مايقارب ثلاثة اشهر بين كر وفر حتى اخذها القبابنة واستوطنو فيها الى الوقت الراهن . وكانت في ذلك الوقت من اهم مصادر المياه في الجزيرة العربية , لذلك حرصو على النخيل وبدأو بغرس السري في هذا الوادي واخذو بعدها حرضة وانشؤ قرية ستارة وانتشرو في الوطن الجديد ثم انتشرو في بقية القرى النجدية وديار القبابنة حاليا تاريخيا تمتد من حوطة بني تميم الى ان تصل الى ليلى , القصد هو انهم اهل نخل مثل اسلافهم ويحرصون على غرسه والعناية به وأقتنائه واجدادي القريبين في ضرماء بدأو في تملك النخيل منذ مايقارب 200 سنة كأقدم وثيقة تملك زراعية لهم في ضرماء . ومثلهم مثل اسلافهم عندما يأتي موسم الصرام يدخلون الى داخل البلدة للصرام وبعد الأنتهاء ينتقلون الى اطراف المدينة وهكذا الى وقت قريب جدا وآخرهم ابي غفر الله له ,,,
يقول احد كرماء رنية ومشاهيرها وهو الشيخ ماضي بن جويرية الشماسات غفر الله له في توضيح ينم عن خبرة ودراية بعمر النخلة من هي غرسة الى ان تصبح كاملة النضج مثمرة في عدة ابيات توضح لقارئها مدى اهتمام اهل رنية بالنخلة وعنايتهم بها
ياغارسين الغرس ينقاد لكم الرجى
عشر سنـوات مالحقنـا جمايلـه
منهن ثلاث سنين ننثر له النـدى
والرابعـة قدنـا نرفـع شلايلـه
والخامسة من بين الجريـد النقـا
والسادسـة قدنـا نفتـق جلايلـه
والسابعة فيـه المقيـاظ استـوى
والثامنـة يشـوق عيـن تخايلـه
والتاسعة يعجبك لاسلم من الردى
والعاشرة يشكي من الدبس كايلـه
بعد هذه النبذة التاريخية التي تخللها التوقف عند احد محلات التموينات الغذائية واخذت منها بعض مايهم ابنائي وهم مثل غيرهم حريصون على مايضرهم اكثر مماينفعم من المحفوظات الغذائية عديمة الفائدة , المهم في هذه التموينات انه يبيع فيها عاملان من الجنسية المصرية . وانا احاسبهم اسئل نفسي هل هذا المبلغ سيذهب الى ابن بلدي ام ان حمى التستر تمتد حتى في رنية الحبيبة , اتجهت الى المباني الجامعية وتوقفت امامها هل هذه المباني يمكن ان تخدم العملية التعليمية في المرحلة الجامعية وتسائلت
لماذا لاتبنى مبان جامعية تتلائم مع العملية التعليمية وتحقق الأهداف التربوية للمراحلة والتي تتوافق مع اهدافها الكبرى . وتخدم البحث العلمي الذي ترتكز عليه العملية التعليمية الجامعية ؟
بقي من الوقت القليل اتجهت خلاله الى حديقة ولكنها ليست حديقة - احترت فيها ماذا اسميها - المهم انها حديق بدون اشجار او ثيل او خضار , ماهو السبب ؟ اتوقع والله اعلم قلة المياه وشحها كان المسبب الرئيس لذلك , المهم انها حديقة مرتبة وجميلة ويوجد بها مساحات واسعة وملاهي للأطفال اكثرها معطلة بأعطال بسيطة جدا وهنا اسئل البلدية
اجتهدتهم وفي موقع جميل جدا وترتيب جيد لماذا لاتتم العناية بهذه الألعاب حتى تبقى عمرا اطول المطلوب فقط يوم صيانة في الأسبوع وتكون في عافيتها , ايضا عدم وجود دورات المياه لخدمة زوارها ,,,
كان لايوجد في الحديقة الا اسرة واحدة فقط ونحن الأسرة الثانية وفي هذه الأثناء بدأت تتغير الوان اشعة الشمس من اللون الذهبي المصفر الى اللون الذهبي المائل للحمرة وبداء الليل يرخي سواده من جهة الشرق , بعد مايقارب 20 دقيقة ركبنا راحلتنا على كلام المتقدمين - اي سيارتنا - رأيت مسجدا له منارتان قلت اذهب للوضوء حتى اصلي المغرب بعد ان اخرج من المدينة هنا طلب مني أبنائي ان نبيت ولو ليلة واحدة في رنية والتجول بها غدا فمالذي حدث ....
اكمل لاحقا بإذن الله