بددت شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض أحلام مدير فرع أحد البنوك بالعاصمة الرياض، بعد نجاحه في خيانة الأمانة وسرقة (230) مليون ريال من رصيد عميلين مميزين لدى إحدى البنوك بالعاصمة الرياض.
ووفقا لتقرير في صحيفة الجزيرة المحلية , كان مدير الفرع للبنك قد استغل نفوذه بالبنك وإيهام العميلين بأن حساباتهم البنكية صحيحة بعد مراجعتهما له في أوقات متفرقة، مطالبين بكشف حساب يؤكد أن حساباتهما البنكية صحيحة، وقام المدير بإعطائهما التقرير الذي يؤكد أن حساباتهما صحيحة ولم يتم صرف ريال واحد منها، فيما طالب العميلان اللذان حضرا للبنك بتوقيع كشف الحساب من قبل الإدارة العامة للبنك وبالختم الرسمي، وقام مدير البنك المتهم بخيانة الأمانة بوضع ختم لثالث مسئول في الإدارة العامة للبنك وتصديقه على صحة حساباتهما وأن الأرقام صحيحة ولم يتم سحب أي ريال منها دون علم المسئول.
وبعده ازدادت شكوك أحد العملاء والبالغ من العمر (79) عاماً، والذي يمتلك مبالغ مالية في حسابه البنكي بحكم أنه الهدف السهل للسرقة من قبل مدير البنك، وذهب للإدارة العامة للبنك لوجود اختلافات في الحسابات ما بين كشف الحساب وكذلك الظاهر بالشاشة عبر بطاقة الصراف، وكذلك دخول مبالغ مالية لحسابه وخروجها دون علمه ومشكوك في أمرها.
بعده استعانت الإدارة العامة بالبنك بشرطة الرياض وتحويل الشكوى برمتها للشرطة، والتي أوكلت المهمة لفريق بحث بشعبة التحريات والبحث الجنائي على درجة عالية من الكفاءة والخبرة والحس الأمني، حيث تكشفت تفاصيل لم تخطر ببال أحد.
وكشفت التحريات عن قيام مدير الفرع والذي يحمل الجنسية اليمنية بخيانة الأمانة وسرقة (230) مليون ريال، من رصيد عميلين مميزين للبنك وممارسة غسل الأموال والنصب والتزوير وتأسيس شركة وهمية وفتح حسابات بنكية في بنك بدولة مجاورة، كذلك قام بتزوير ختم ثالث مسئول بالإدارة العامة للبنك الذي يعمل به والتصديق على كشوفات رصيد العميلين التي تمت سرقة مبالغ من أرصدتهما عندما شكا في حساباتهما المالية بهدف التضليل وعدم انكشاف أمره.
وأكدت التحريات وفق معلومات حصلت عليها «الجزيرة» أن مدير فرع البنك قد اتفق مع مواطن سعودي يعمل مديرًا ماليًا لشركة كبرى بالرياض تعرَّف عليه بحكم عمله لفتح شركة والعمل في سوق التداول ببنك بإحدى الدول المجاورة، بعد توفير مبالغ مالية وجلب عملاء البنك، فيما قام مدير البنك بتوفير المبالغ المالية وتزوير توقيع العملاء.
وفي مسلسل عمليات النصب والاحتيال التي مارسها مدير البنك واستغلال منصبه استعان بمواطن سعودي ليفتح باسمه حسابًا بنكيًا بحجة أن لهما معرفة صداقة منذ زمن طويل وإيداع مبالغ مالية بالحساب، وعثر داخل الحساب على مبلغ مالي وقدرة (19) مليون ريال تم إيداعه مؤخراً. وكانت شعبة التحريات قد عثرت على أرشيف متكامل لعمليات النصب والاحتيال التي يمارسها مدير البنك داخل استراحة تعود له بحي الحمراء تقع على شارعين ويقدر سعرها بأكثر من (3) ملايين ريال وعثر بها على أجهزة جوالات وشرائح وصكوك لعقارات من بينها عمارة بالمنطقة الشرقية يقدر سعرها بأكثر من (3) ملايين ريال، كذلك عثر على كشوفات لحسابات بنكية لعدد من عملاء البنك و(4) أختام مزورة من بينها ختم ثالث مسئول بالإدارة العامة للبنك الذي يعمل به المقيم.
وكشفت التحريات عن عقد اتفاقية شراكة بين مدير البنك مع مواطن ومواطنة لإنشاء شركة تتعامل مع أحد البنوك الخارجية، حيث تم تطوير مؤسسة محملة بالديون لشركة بعد تسديد ديونها البالغة (40) مليون ريال من قبل مدير البنك لكون المؤسسة لديها عملاء سابقون مستغلين الاسم لهذه المؤسسة.
وفي إطار إنشاء الشركة التي ترجح معلومات أولية أنها وهمية وتدار من قبل (6) أشخاص (4) سعوديين ومقيمين أحدهما يحمل الجنسية اليمنية والآخر سوداني يعمل مدير حسابات مالية ومواطنة سعودية ما زالت رهن التحقيقات إن هذه الشركة ليست لها قوائم مالية.
واعترف مدير البنك استغلاله واستهدافه لسرقة حسابات العملاء لعدم اشتراكهم في خدمة رسائل (sms) والتي تساهم دائماً في إرسال رسالة لعملاء البنوك في حالة صرف أو إيداع مبالغ مالية في حساباتهم البنكية. وكان مدير البنك قد توقع أن كبر سن عملاء البنك سوف يسهل نجاح العملية الماكرة التي خطط لها، وأيضاً كثرة رصيد العميلين المالية، كذلك عثر بحوزته لحظة القبض عليه على مبلغ مالي وقدرة (200) ألف ريال، داخل حقيبة وأجهزة لاب توب ودولارات، وسيارة فارهة.
وكان مدير البنك وفي أول عملية تزوير له حسب إفادته حدثت قبل (8) أشهر حيث قام بتزوير توقيع أحد العملاء المميزين للبنك وسحب مبلغ مالي وقدرة (30) مليون ريال وإيداعها في رصيد العميل المميز الآخر، وبعد قرابة عشرين يوماً قام بسحب مبلغ مالي وقدره (130) مليون ريال من رصيد الثاني وإيداعه في رصيد الأول، وبعد فترة أخرى سحب عدة مبالغ مالية من الرصيدين بلغت (230) مليون ريال وإيداعها في حسابات عصابة بهدف التضليل على الإدارة العامة للبنك ومحاولة منه لعدم انكشاف أمره واستغلال علاقته بالبنك.
وأكد المتهم بالسرقة أن له بالبنك (30) عاماً لم يحدث منه تجاوز، وقبل خمسة أعوام عين مديراً للفرع الذي به عدة عملاء مميزين من بينهم من تمت سرقة المبالغ منهما، مشيراً إلى أنه قبل فترة وجيزة تم نقله لمنصب آخر.