قصتنا وسالفتنا هذه المرة عن قصة مثل وهذا المثل هو ( أسد يا أسد ) ويقال بأن أول من قال هذا المثل هو الشاعر عجران بن شرفي السبيعي والمعروف أن الشاعر عجران عاش في عام ( 1300) هـ فما فوق وكان شاعر فحل كفيف البصر ويظهر أن بصره كف في آخر حياته لأن له قصائد حماس ووصف والله أعلم ونرجع إلى قصة هذا المثل الذي يضرب عندما يكون الخصمان متكافئين بالقوة وبالشعر أو الشجاعة أي يقال أسد يا أسد أي أنا قوي وأنت قوي أو أنا شاعر وأنت شاعر وهكذا يقال بأن عجران بن شرفي حل ضيف على فجحان الفراوي من كبار شعراء وكرماء ووجهاء قبيلة مطير وكان يسكن بالصمان وكانت الأسواق والقرى بعيدة عن المراتع ووسائل النقل بطيئة لنقل الطعام أو القهوة والهيل فقد ينفد الهيل مثلاً ويبقى صاحب البيت مدة بدون هيل وهذا ما حصل لفجحان الفراوي عندما ضافه عجران السبيعي وقام الفراوي وذبح الخروف وأمر بطبخه وعمل القهوة ولم يجد هيل فوضع فيها شيئاً من الزنجيل ويقال العويدي ويقال بأنه قدمها بدون هذا كله وكان الفراوي لا يعرف بأن ضيفه هذا هو عجران علماً بأنه يسمع به وشهرته ذائعة وكذلك عجران لا يعرف بأن هذا هو الفراوي شاعر وكريم من كبار قبيلة مطير فعندما قدّم الفراوي الفنجال لضيفه عجران وذاق القهوة وإذا هي بدون هيل فقال عجران :
الدله اللي ماتبهر من الهيل=مثل العجوز اللي خبيث ٍ نسمها
لكن الرجل الذي أمامه شاعر مثله أو يفوقه حين قال
نوب ٍ نحط الهيل ومفطح الحيل=ومر ٍ نخلي الموجبه من عدمها
عندها عرف السبيعي أن مضيفه شاعر وكريم فقال السبيعي ( أسد يا أسد ) يعني أن الذي أمامي أسد مثلي فيجب الإعتراف به وبالشعر وكذلك بعذره لأنه عرف بأن الهيل قد نفد وأن الظروف لا تساعد في بعض الأحيان والرجال يقدّرون ويعرفون بعد ذلك عرّف كل واحد منهم بنفسه السبيعي والمطيري وقضيا ليلتهما بالشعر والقصص هم ومن معهم .
وإلى أن يحين لنا الموعد مع سالفة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال