سالفتنا اليوم وقصيدتنا هذه قصة تضرب أروع الأمثله في الصداقة الصادقة والوفاء والأباء حدثت بين عواد وعبيد فقد جمعت بينهما الصداقة واحد من " الحضر " أما الأخر من البادية فالحضري لدية مزرعة من النخل وقد جعلها متفياً ومنتزهاً ليجد الضيف وإبن السبيل بغيته ومستراحه أما الآخر " البدوي " لدية إبل يتبعها ويرتاد مساقط الغيث ومنابت الشجر يذبح منها لضيوفه ولبنها للقريب والبعيد والمحتاج وإبن السبيل وفي فصل الصيف يكون جاراً لصديقة " الحضري " يستقي الإبل من المزرعة ويعلفها مازاد عن حاجة من نبات وإذا ذهبت حرارة الصيف ذهب بها طالباً الرعي ويتنقل في بقاع الأرض ثم تتابعت سنون عجاف على صديقة الحضري صاحب المزرعة أثقل كاهله الدين مما أضطره الى بيع النخل ليسد دينه عدا عشر نخلات أستثناها مدعياً أنها ملك لصحابه " البدوي " وهكذا تم البيع فأنتقل " الحضري " إلى بيت بوسط القرية وجلس مكسور الخاطر كاسف البال وعندما إنتقل الخبر لصديقة " البدوي " أتى مسرعاً ويفك الرهن عن المزرعة وسدد كامل الدين عن صديقة بعد أن باع من إبله الكثير وأستخرج ما إدخر ليعيد المزرعة لصاحبه فقام " البدوي " بزيارة صديقة " الحضري " متجاهلاً علمه ببيع المزرعة وعندما أخبره صديقة الحضري بالخبر أخرج " البدوي " ورقة المبايعة فقال هذه المزرعة وكامل حقوقك تعود إليك وتذكر أن لك صديقاً لاينالك سوء وهو موجود وهنا قال الشاعر :
|
ياحبني لأهل الوفاء والأجاويدلو هم من أهل الشرق وإلا شمالي |
خطو الولد يصبر على أهل الحساسيديشيل شيـل مثقـلات الجمالي |
أحـد ٍ محاصيله لربعه مناقيديضرب على درب الردى مايبالي |
رفقاتهم رفقات حاجة وتقليدبذر ٍ بهم كنه بصبخاً هيالي |
ودك ترافق مثل عواد وعبيديضرب بهم وصف لاتلي التوالي |
باع النخل بالدين هـو والمعاويدوظهر مفلس من جميع الحلالي |
مستثني عشر نخلات ٍ مع الغيدقال لرفيق ٍ قد فـزع لي بغالي |
وفزع رفيقه مردى الكنس العيدوالدين ساقه بالوفاء والكمالي |
وعاده على ملكه بليا تحاديدذي رفقة اللزمات بين الرجالي |
ماهو بمن يدرق رفيقه كما الصيدخوه زمان وينكر الفعل تالي |
سبابة المقفي لئام ٍ حواسيديالله عساهم للفـنا والزوالي |
|
وإلى أن يحين لنا الموعد مع سالفة وقصيدة أخرى تقبلوا تحياتي
دمتم برعاية رب العزة والجلال