الشاعر فهد بن مطلق الأزيمع المطيري ــ من أهل حائل ــ يذكر عنه الكرم والمروءة والأخلاق النبيلة اضافةٍ إلى شاعريته التي أضفى بروحه المرحة عليها كثيرا من الوهج مما جعل قصائدة محببه إلى النفوس وتتناقلها الناس.
كان أخوه (سالم) حصل على (تثمين) لبيته في حائل, وصدر له شيك على مؤسسة النقد بالرياض, فما كان من (فهد) إلا أن أخذ بمداعبة أخيه, حين قام يصلي بالمسجد المجاور للمؤسسة قبل صرف الشيك, حيث وضعه في جيبه, وأثناء الصلاة كان أنتباهه عند الشيك خشية السرقة, يقول(فهد):
ما جور يا رجـلٍ بـدا فيـه خلّـه
حلقه يبس من خير والشـر فاتـه
خويّه الأملس صلاتـه فطـن لـه
رجلٍ صدق ولا كذب مـع شفاتـه
يقـول أبـو ناصـر كـلامٍ يدلّـه
قولي بشانـي بيـت هـذا ثباتـه
كبّر يصلي .. وانتبه صاحـبٍ لـه
الشيك في جيبـه ويكـرب عباتـه
يرجف شنق صدره تقل فيـه علّـه
حمّى فـرح بغـت تصـرّم حياتـه
يده على المخبا عسـى الله يحلّـه
وإلى سمع مشـيٍ سريـع التفاتـه
وشلون بالمسجد تقل فـوق ملّـه
آمنـت بالله كيـف يبسـت لهاتـه
نفسه على جمـع الدراهـم مْغلّـه
ومن جمعهن وشلون يخرج زكاته؟!
وقد رد عليه (سالم) مدافعا عن نفسه, وقد تعمّد أغاظة أخيه (فهد) بما ينوي القيام به بعد الحصول على المبلغ!!.. موضحا بأن البادي أظلم. يقول(سالم):
دعواك يا فهيـدان لازم نعلّـه
والقيل والقيفان خذهـا وهاتـه
هي عادة العايـل لـزومٍ ندلّـه
ورد الجزاء بالقوم حاضر حلاته
الشيك أخذته فيه (سبعين) كلّه
والفضل لله ما جحدنـا غناتـه
نبي من الخفرات بنـتٍ بْفلّـه
عين العنود اللي بقفـرٍ فلاتـه
وانته على فقرك رمادك تملّـه
مع العجوز اللي بكبرك بناتـه
وكثيرة هي المداعبات بين (فهد) وأخيه (سالم) وأغلبها حول النقود والمال, من ذلك قول(فهد):
علّتـك مـا مـرّتـن مــرّه ولا مرّيـتـه
والمجـرّب للمـرض مذكـور خيـر مْـداوي
لا جتن حمّى الفـرح والكيـس مـا عبيّتـه
كيف أسوّي بالدراهـم يـا كـراع الشـاوي
ما نلومك لو رجـف صـدرك ولـو حبيّتـه
لعـن أبوهـن يودعـن المندهـك صقـلاوي
يـوم كـبّـرت بْصـلاتـك لـلإلـه بْيـتـه
وين رحت .. ووين جيت .. ووين فكرك داوي
من تسنـن حـول جنبـك ولمسـك كزيّتـه
في صلاتك يا عميـل الخيـر تقـل تْـراوي
قال أبو ناصـر صلاتـك ليـش مـا وفيّتـه
باقـيٍ لـك ركعتيـن وقلـت لـه بالهـاوي!
والشطر الثاني من البيت الأخير إنما بالغ فيه (فهد) على سبيل الدعابة, وإلا فإن (سالم) حريص على الصلاة ولا يصدر منه مثل هذا اللفظ أو من غيره من المسلمين فهو لا يجوز.
***