فريق المغامرة الذي يضم الزومان ووصل إلى قمة إفريست فجر الأربعاء
الزومان يلوح بيده ويبدو العلم السعودي منصوباً أعلى خيمته
المغامر السعودي فاروق بن سعد الزومان «30 عاماً» أوّل إنجاز سعودي من نوعه بتسلقه قمة إفريست أعلى قمة في العالم بارتفاع 8848 متراً عن سطح الأرض، ووصل المغامر الزومان إلى قمة إفريست فجر الأربعاء بعد أن بدأ رحلة المغامرة في 23 من مارس الماضي. وتكللت مهمة فاروق بالنجاح بعد أن أمضى فريق المغامرة الذي يضم 4 أمريكيين وبريطانيا وكنديا وعمانيا إضافة للسعودي الزومان 60 يوماً في مراحل التحضير والاستعداد عبر 4 معسكرات على سفح الجبل بين الحدود الصينية النيبالية، وكانت التوقعات تشير إلى إنجاز المهمة خلال أربعة أسابيع، إلا أن سوء الأحوال الجوية وتوتر الأوضاع السياسية في إقليم التيبت أدى إلى إرباك مواعيد الفريق المغامر أكثر من مرة، وزاد مدة الرحلة من أربعة أسابيع إلى شهرين.
وقال فاروق الذي تلقى التهاني هاتفياً فور وصوله بعد أن نصب علم المملكة العربية السعودية على قمة إفريست إنّ مهمّته كانت صعبة وخطرة، ولم يكن يدفعه للاستمرار فيها إلاّ إيمانه بتوفيق الله وبركة دعاء والديه، مؤكداً أن روح المغامرة كانت تزداد داخله كلما تذكر واجبه كشاب سعودي يساهم في رفع علم بلده أسوة بمن سبقوه من الرواد السعوديين الذين غالبوا الصعاب من أجل تحقيق إنجازاتهم الوطنية التي تتضاءل الإنجازات الشخصية أمامها، وأضاف : كنت أضع نصب عيني رحلات الرواد من السعوديين كرحلة الأمير سلطان بن سلمان أوّل رائد فضاء سعودي عربي مسلم، ورحلة الدكتور ابراهيم عالم أول سعودي يرفع العلم السعودي في القطب المتجمد الجنوبي، لذلك لم أفكر في التراجع أبداً. وعبر الزومان عن بالغ سعادته بتحقيق حلم طالما راوده، مشيراً إلى أن فكرة تسلق إفريست كانت تسيطر عليه منذ عام ونصف، مقدماً شكره لكل من سانده ودعمه ووقف معه في رحلته. كما قال الزومان إنّ المهمة لم تكن لتستمر لولا توفيق الله ثم دعم الجهات الراعية التي تكفلت بمصاريف الرحلة وهي شركة الطارق للإعلام وشركة مطاعم «كودو». وتحدث الزومان عن ظروف رحلة المغامرة موضحاً أنّ الأحوال الجوية السيئة كانت سببا في حدوث الكثير من المخاطر، كالإنزلاقات الثلجية، والحفر القاتلة التي طمرها الجليد، إضافة للبرودة الشديدة التي تصل إلى 50 درجة تحت الصفر، مبيناً أن المراحل الأخيرة من التسلّق كانت قاسية جدّا، وقد انسحب عدد من أعضاء الفريق، وشكل نقص الأكسجين نتيجة الارتفاع تحدياً غير مسبوق بالنسبة له مما جعل كمامات الأكسجين رفيقاً دائماً لا يمكن الاستغناء عنه.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة الطارق للإعلام الأستاذ سلطان البازعي إنّ فاروق الزومان يمثل نموذجا حيا من جيل التحدي السعودي الجديد الذي لا يملك أيّ منصف لوطنيّته إلا أن يتحمس له، موضحاً أن الطارق للإعلام تفخر بأن من حقق الإنجاز هو أحد أعضاء فريقها الشاب، وأن الدعم الذي قدمته شركة الطارق واجب عليها تجاه أي شاب سعودي يملك روح التحدي ويبادر لتحقيق إنجازات غير مسبوقة.
وعبر الأستاذ عبد المحسن اليحي المدير العام التنفيذي لشركة «كودو» عن فخره واعتزازه بإنجاز الزومان مشيراً إلى أنه يعد إنجازا وطنياً سيسر الجميع بدعمه وتشجيعه وتبنيه، وقال اليحي إن مثل هذه الإنجازات والمبادرات تعكس إقدام الشاب السعودي على قهر مختلف التحديات. يذكر أن محاولات تسلق جبال إفريست بدأت منذ عام 1921 وحاول 3679 متسلقاً صعود قمة إفريست حتى نهاية عام 2007، توفي منهم 210 أشخاص فيما نجح 2436 متسلقاً في الوصول إلى القمة، فيما بلغ عدد العرب ممن حاولوا صعود القمة 4 متسلقين نجح 3 منهم