لا شك، ولا جَرم، ولا ريب بأن الخُلق الحسن يجعلك تتملّك قلوب الناس بأقل وقت..ومن أجمل الأخلاق الحسنة والتي يحبها الله ويرضاها..طهارة النفس وصفاء السرائر وحُسن المقاصد.
ولا يُبلى في مقاصده وقلبه إلا كل خبيث قوله خبيث ومقصده خبيث...ومثله كشجرة خبيثة اجتثت من فوق أرض الحُسن ليبقى بالقاع..لقبح أخلاقه وخبثه ونفثه لسمه الزعاف..بخبث وحسد ودناءة وسقاطة نفس وبطرق ملتوية منحطة...يعرفها كل عاقل ومنصف ومحب!!!...فتجد قلبه يفضحه بألفاظه الممجوجة والمبجوجة من عبارات وتعبيرات مستهلكة بسوق الأراذل ونخاسة السفهاء..فلا يأتي إلا بالنطيحة والمتردية وما أكل الضبع..وليس السبع!!
وعودة على ذي بدء....ما كان هناك من فرق بين صلاة رجلين اثنين أدّياها بنفس الخشوع والسجود والركوع..غير أن ما بين الصلاتين كما بين السماء والأرض...إلا لشيئ بالقلب!!
وما جُعل إيمان رجل إن وزن بإيمان الأمة كلها لوزنها إلا بشيئ بقلبه..وهذا الرجل هو أبو بكر رضي الله عنه.
إن المظاهر التي قد تصل للمثالية وهي في واقع قلب الإنسان لم تبلغ نصف مد أرز ولا شعير..لا توزن عند الله شيئا متى مافقدتَ أيها الإنسان شيئا جوهريا بقلبك..متى مافقدت حسن المقاصد..متى ما أسأت لهذا العضو الصغير اللذي يخفق لك بالحياة..ورميته بثوب خَلقٍ مُمزّقٍ كل مُمزّق..
فأنت تسئ لنفسك أولا وثانيا وأخيرا..
ومن أحسن فإنما يُحسن لنفسه...والله أحب أن يُحسن أحدنا ذبح ذبيحته إن ذبحها..فكيف بالإحسان لقلبك...حياتك.
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ.....فلم يبقَ غير صورة اللحم والدمِ
منقول