محمد بن مهلهل الرويلي ينتمي للعائلة الكريمة والشهيرة عائلة آل شعلان
أمراء وشيوخ قبيلة الرولة من عنزة .حدث انه في أحد الأيام كان خارجا من بيته ذاهبا
في طريقه فصادف رجلان يتقاتلا فغلب أحدهم الآخر فما كان من المغلوب إلا أن انتخى محمد
( تكفى يابن شعلان ) وهو يعرف محمد فالرجلان من نفس عشيرته , فجرد محمد سيفه
وقتل الرجل الآخر تلبية لنخوة المغلوب .
وقتله لرجل من نفس عشيرته يعني انه هنالك دم وقد يسبب فرقه وتحدث أمور لاتحمد عواقبها ,
فما كان منه إلا أن جلا ( ترك الديار ) ذاهبا إلى ما شاء الله أن يقدر .
ظل خارج الديار جالياً مدة طويلة وهو يعيش على جمر الشوق إلى أهله وعشيرته
فصبر كثيرا حتى أتاه الخبر بعد كل هذه المدة الطويلة , بان أهل المقتول قبلوا الفدية
ولايريدون منك شيئا , والآن تستطيع العودة .فرح كثيرا وهو يكاد لا يصدق هذا الخبر
فاتجه على الفور إلى قبيلته , وبينما هو على مشارف بيوتهم التي اشتاق إليها كثيرا ,
رأى ظول ( أي جماعة من الناس ) بالجهة الاخرى من مضارب العشيرة متجمعين
على مورد للماء , فقال لما لا اذهب وارى ماذا يحدث !!
وبالفعل ذهب محمد إلى ذلك الظول واذا برجلين يتقاتلا واحدهم يطارد الآخر وبيده السيف
يريد قتله فما كان من الهارب إلى أن لاذ وراء محمد وقال ( أنا بوجهك يارجل )
فأتى ذلك الرجل خلفه يريد قتله وهو من وراء محمد الشعلان فقال له محمد
( بوجهي يارجل ابعد عنه ماتجيه ) , ولكن ذلك الرجل لم يكترث بكلام محمد
وهو ينوي قتله مهما حدث , هنا غضب محمد وسل سيفه وقتل ذلك الرجل وجلا مرة أخرى !!!!!
فعاد محمد الشعلان إلى غربته وجلوته مرة أخرى ويبدو انه هذه المرة بلا عودة ,
ولا بأس فالعرب تضحي بكل ما تملك من اجل حماية الوجه , ويبدو أن محمد كان حظه سيئا جدا
فعودته بعد جلوته الأولى لم يهتني بها أبدا فهو لم يرى أحدا فكل مارأه
هو ذلك الظول الذي سبب جلوته هذه المرة .
فانشد هذه القصيدة المعبرة والتي نالت صدى واسع وقد تكون لاتخفى على أحد :-
يامن لقلب ٍ كل هم ٍ يمسـه ...... مـس الحبـال مهـاوزات الاضلـه
ولي عجوز ٍ كل حين ٍ تعسه ...... حتـى سفيـه العـرب جايـز ٍ لـه
طس السبيل من اصفر اللون طسه ...... الشاوري يجلي عن القلب عله
من كيس قرم ٍِ دايم ٍ مايدسه ...... تلقـاه مقـروط ٍ علـى جـال دلـه
لاشفت ظول الناس بالك تعسه ...... ولاجنبك شـر المخاليـق خلـه!!
لو عندنا من غيب الايام رسه ...... الآدمـي مصلـوح نفسـه يدلـه
يالله ياللي كل صوت ٍ تحسه ...... عقد البلش غير انت محـد ٍ يحلـه
تفرج لمن مثلي زمانه يرسه ...... عليه مـن بعـض المعانـي مملـه
عليه من بعض المعاني محسه ...... ساعة خرج من علة ٍ جـاه علـه
البوم يفرس والفهد صـار بسـه ...... تبدلـت دنيـاك يافطـن ٍ لـه
سبع الخلا كيف الضواين تنسه ...... والصلح من راع الغنم ماحصل له
القبس يورد والظوامي تلسه ...... والمزن عطشـان والوطـى مايبلـه
لاصار عن حقك سلاحك تدسه ...... ماينقعد لك فـي حضـون المذلـه