عندما كنت ملتزما

أولا : أود التنبيه إلى أن هذه الأحداث حقيقية
ثانيا : أقدم بالغ اعتذاري إلى المشايخ الذين كان لهم الدور الكبير في التزامي
ثالثا : احيي كل من احتواني أيام الالتزام من زملائي وأصحابي الذين كانوا يبذلون الغالي والنفيس من اجل إرضائي وتمسكي بالالتزام ولكن للأسف لم أكن على قدر المسؤولية
رابعا : إليكم الحدث
قبل سنوات من هذا اليوم منّ الله علي بالهداية والاستقامة والالتزام ، بعد إن كنت إنسان عادياً لا أفقه في هذه الحياة الشيء الكثير ، فدخلت في هذا العالم –اعني عالم الالتزام – بكل قوتي وحماستي فكنت استنشق عبير المحبة مع أولاك الصحبة الصالحة ... وكنت أتنقل في رياض العلم والعلماء يوما بعد يوم ... وكنت أتنفس الصعداء في حدائق الإخوة في الله ... وكانت حياتي مليئة بالبهجة والسرور والحبور والسعادة الفائقة وكنت اشعر بأنني الطير إلى السماء لأصافح سحب المودة والخير والانشراح ، كنت معتزا باستقامتي والتزامي ، كان من حولي ينظرون إليّ نظرة عزة وثبات وفخر ، لان الملتزمين قليل في ذلك المجتمع ... كنت متفوقا في دراستي ومتفوقا في التزامي بل ... كنت مبدعا في خدمة ديني وزملائي ... كنت أسير مع زملائي الطيبين في رحلاتهم البرية وللعمرة أو الحج فكنت اشعر بزيادة الإيمان وهي تلامس شغاف قلبي ! أما لماذا ؟ فلان تلك الرحلات لايخالطها شيء من المعاصي التي هي سبب في تنافر وتباعد وتباغض الناس وانتم تعرفونها !!! عندما كنت ملتزما... كنت اشعر إن الكون بأكمله يسير معي في نفس الاتجاه... كنت اسمع الطيور وهي تغرد فأظن أنها تناديني ... كنت أرى الأشجار تتمايل فأظن أنها ترقص لي ... كنت ...وكنت ... وكنت
وماهي إلا أيام مرت بعد هذه الحياة التي لن يعيشها إلا من وفقه الله لذلك ... حتى أصبحت شخصا آخر... نعم شخص آخر تغير كل شيء حولي... حتى نفسي التي بين جنبي فلا ادري هل الكون... تغير أم أنا الذي تغير تغيرت أخلاقي تجاه أحبابي وأصحابي الأولين اعني الطيبين... تغيرت نظرتي للالتزام ... تغير مفهوم الحياة لدي لم اعد أدرك سر وجودي... ابتعدت عن المساجد... ابتعدت عن الأهل ... ابتعدت عن أهل الخير والصلاح ... أصبحت أمارس أقبح الأفعال والأقوال ... اذهب إلى القنوات بعد إن كنت احذر منها ... أصبح جوالي مرتع للمقاطع الخبيثة والرسائل الوقحة ... بل أصحبت علاقاتي ...... ؟ آه..آه ..ماذا حصل وماذا يجري والله إنني اشعر الآن إن الكون كل الكون ضدي ... نعم لأنني أصبحت أسير ضد مجرى الحياة .. الحياة تسير إلى الأمام وان أسير إلى الخلف ... صار الناس ينظرون إليّ نظر ة المتشائم ... أصبح زملائي الطيبين بل وحتى الذين امشي معهم الآن يرون أنني ذلك الرجل المهزوم ... الذي انتصرت عليه شهواته وشبهاته ... وأصبح أسير لها لقد أصبح تفكيري في كل ما هو دني وحقير وسافل ... بعد إن كنت أفكر في خدمة دين الله ونصرته وخدمه المجتمع ... لقد أصبحت الآن يشار إلىّ بأصابع الاتهام والذل والاحتقار بعد إن كنت شامة بين الناس يشار إلى بالبنان ... لقد ضاعت إنسانيتي ... وضاعت أخلاقي ... وضاعت كرامتي ..وضاع ديني ... بل ضاعت كل حياتي ... و أنا اليوم وان كنت أسير بين الناس إلا إنني أصبحت مرفوضا شئت أم أبيت وها أنا اليوم أتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض ... ظلمه المعاصي ... وظلمة رفقاء السوء وظلمة ... الابتعاد عن أهل الخير ... وظلمة المقاطع السيئة ... وظلمة .... وظلمة ....؟؟؟
إخواني : والله الذي لااله الاهو واقسم بالله العلي العظيم انه لاسعادة ولا استقرار و لاحياة إلا في الالتزام والتمسك بدين الله وأقول هذا الكلام من واقع تجربه مررت بها ... وهذه هي الطريقين فاختر لنفسك ماشئت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذا الموضوع قرأته ونقلته لكم للفائدة والله الهادي إلى سواء السبيل

دمتم برعاية رب العزة والجلال