منذ ان بعث الله نبيه ابراهيم عليه السلام الى جزيرة العرب وهو يتعهد باستجابته سبحانه لدعوة نبيه: {رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات} وتشهد الاحقاب التاريخية المتعاقبة على توحيد النهاية المصيرية لمن اراد الضرر او المساس بأمن هذا البلد، منذ ان شهد الزمن على مصير ابرهة الحبشي وذو رغال والقرامطة وتتالت الازمنة حتى هذا الزمن الذي كشف الله الستر عن مجرميه.
لقد تعددت الاسباب والاجرام واحد، وفي كل مصيبة تتضح الوجوه المقنعة بالشعارات السوداء وينكشف الستار عما تخبئه المخططات الفتاكة فأصبح من غير السليم الآن ان يوصف اولئك القوم بالفئة الضالة لأن الضال يهتدي وهدفه ان ينشد طريق الصواب والبحث عن الصراط المستقيم والتوبة من الذنب بعد ان كفاه الله اياه، ولم تعد مفردة ارهابي إلا كلمة لا تفي بوصف سوئهم، تلك الفئة هي الفئة المدمرة لأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم التي ما تريد سوى الخروج عن رسالته {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وهي التي خالفت نهجه فليس لهم سوى رسالة تحث على استباحة الاماكن المقدسة وقتل المعاهدين وتدمير مصادر الرزق واعداد المعاهدات على نزع فتيل العنصرية والحلم بالوصول الى الحور العين بانشاء سلم من جماجم سكان بقيق وغيرهم من المواطنين ليصلهم الى السماء والجنة تحت شعارهم: نصر الامة! اية امة التي يتحدثون عنها ويريدون نصرها وهم أصحاب مبدأ ينادي ويهدف باستحلال دم وحرمة وعرض امة محمد وتلك الفئة هي الخارجة عن قوانين السماء { ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وهي الخارجة عن منهج التعايش الانساني {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
يقول أحد عناصر الفئة المدمرة: لو ضربنا البترول سنجبر أمريكا للتدخل اذا شافت الامن بدأ يختل لتحمي الجهات النفطية، ومع اختلال الامن وتتدخل أمريكا يقتل ناس يحيا ناس يذهب اقتصاد هذا ما هو مهم المهم اننا حنا نسحب أمريكا!
المتأمل يجد ان الشعار القديم لهذه الفئة وهو حديث (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) قد اخرج هدفاً ناصعاً: ادخلوا المشركين واليهود والنصارى والصابئة والبوذيين والطبيعيين جزيرة العرب! ادخلوا العهر والسقوط واضطراب الامن والعبودية وانتهاك الحرمات وسفك الدماء الى جزيرة العرب! ادخلوا الصليب والرجس والازلام الى جزيرة العرب! ادخلوا يغوث ويعوق ونسرا وايساف ونائلة الى جزيرة العرب! ادخلوا الجوع والظمأ والقهر والظلم والاستبداد والعذاب الى جزيرة العرب! ادخلوا التطرف والعنصرية والاقتتال والحروب وويلاتها الى جزيرة العرب! ثم ماذا؟ بعد ذلك حاربوا وقد كنتم في مأمن من كل ذاك! هكذا هدف احفاد عمر بن لحي، اول من بدل دين الناس في جزيرة العرب، كانوا حنفاء فجلب لهم الاصنام من الشام ليعبدوها.
عملاء اعداء الاسلام والسلام والانسان ذهبوا لمعاهدة طاغوتهم عند الكعبة على السمع والطاعة فكشف الله أمرهم، هدفوا الى احراق البلاد بنيران النفط وتعذيب العباد والدواب بالغازات الكيميائية المحترقة، فأحرق الله طول أملهم.
ما يقوم به التلفزيون السعودي حالياً من جهد لابراز الوجوه الحقيقية لاؤلئك المجرمين انما هو جهد يشكرون عليه يرجى مضاعفته وتكثيفه، فالمطلوب حالياً هو غسل ادمغة جميع المغشوشين بفكرهم وتصفية اذهان الناس والناشئة وجلي الصورة الحقيقية عن مبادئهم التي لا تمت للاسلام والانسانية ومكارم الخلق العربي بأدنى صلة، والمطلوب حالياً ان يرفع صوت الاذاعة المدرسية بالقرآن وعظم سماحة رسالة الاسلام، المطلوب ان ينشد بصوت عالٍ النشيد الوطني مع اشراقة الصباح في جميع الطوابير الصباحية، المطلوب ان يربى الجيل على شكر النعم وتدبر حضارة الوطن بين الامس القريب واليوم الحاضر والتفكر في حال الاقوام الآخرين منذ عشرات السنين، المطلوب التأمل في ثقافة الجهل والمعتقدات الشركية التي كان عليها بعض اجدادنا في الماضي القريب ثم النظر اليوم والاستماع الى صوت الاذان الذي يصدح ويشق عنان السماء خمس مرات يومياً في كل مدينة وقرية وهجرة وبادية، المطلوب تفعيل دور مادة التربية الوطنية واعادة النظر في طرق تدريسها، المطلوب تنمية حب الدين والمليك والوطن وتعميق مفهوم المواطنة وغرسه في نفوس الاجيال .
الكلام أعلاه للكاتبه سهام الطويري تحت عنوان أدخلوا المشركين جزيرة العرب وهي بحق مقالة يجب أن نتوقف عندها ونتأملها والرأي للجميع .
العرض الشجري
