نجم الهنعة ويسميها العامة النظم وهي الجوزاء الثانية والمنزلة الرابعة من منازل فصل الصيف في الحسابات المحلية وتسمى عبر الحضارت بالعديد من الأسماء ففي الأندلس سمي بعصى موسى والميسان ومنكب الجوزاء وفي الصين بنجم البئر بداية الفترة المسماة بـ ( جمرة القيظ ) والجمرة مصطلح مُسمى يُطلق في بعض دول شبه الجزيرة العربية مثل السعودية على النصف الثاني من شهر يوليو من كُل عام وتعرف فترة جمرة القيظ في شبه الجزيرة العربية بأنها أكثر الفترات حرارةً على مدار العام حيثُ يشتد فيها الحر وهذا المُصطلح لا يُقصد به بأنه حدث نادر أو اسم لعاصفة حرارية ما أو ما شابه بل هو مُسمى يُطلق على نفس الفترة الزمنية كًل عام ومخاطر هذه الظاهرة الموسمية تتمثل بشدة لسع الشمس وارتفاع درجة حرارة الأرض إضافة إلى ارتفاع الرطوبة على المناطق الساحلية وهبوب رياح السموم بشدة وخلال فترة قدومها يستمر الحر حتى ساعات متأخرة من الليل حيث الحر اللاهب وأشد أيام السنة حرارة فيها فترة الباحورة التي تستمر مدة ثمانية أيام ابتداء من يوم 7/16 وهي الفترة التي يكون فيها الجو عادة شديد الرطوبة وخصوصا على المناطق الساحلية حيث يظهر الضباب وفيها نهاية الجفاف وبداية موسم الرطوبة الشديدة والحرارة العالية ويلاحظ في هذه الفترة أن الرياح تقل حدتها وتصبح أكثر هدوء من ذي قبل وتكون متقلبة الاتجاه حيث تظهر بعض الغيوم الصيفية الكاتمة القادمة من الشرق إلى الغرب ( منخفض الهند ) والتي تسبب بعض الرطوبة في الجو ويبدأ موسم الغوص في هذه الأيام والهنعة من نجوم الراعي وهذا النجم من النجوم الشامية ويعتبر الطالع الرابع من طوالع فصل الصيف آخر منزلة من منازل نوء الجوزاء وتعرف عند عامة أهل الحرث باسم ( الجوزاء الثانية ) وعدد أيامها (13) يوم وبدايته 7/16 يوليو ( تموز ) وهو كوكبان أبيضان مفترقان في المجرة بين الجوزاء والذراع بينهما قيد سوط وسميت هنعة من قول هنعت الشيء إذا عطفته وثنيت بعضه على بعض فكأن كل واحد منهما منعطف على صاحبه وسبق أن ذكرنا في الجوزاء الأولى أن العرب تقول ( إذا طلعت الجوزاء توقدت المعزاء وكنست الظباء وعرقت العلباء وطاب الخباء ) ويعنون بطلوع الجوزاء الهقعة والهنعة معاً وفي هذا النجم ( الهنعة ) تزداد السموم حتى منتصف الليل مع تكاثر للغيوم وفيه تبدأ التمور بالتلون والنضج خاصة في الجنوب وذلك من شدة الحر مؤثرا ذلك على النخيل وتتميز إلى جانب ارتفاع الحرارة باحمرار رؤوس الأثل ولجوء العقارب والأفاعي للظل كذلك تخرج الضبان ويعود سبب إرتفاعها خلال هذه الفترة من العام إلى منخفض الهند الموسمي حيث قمة ( طباخ الرطب ) و ( طباخ التمر ) وتعد شمس ( جمرة القيظ ) شديدة جدًا وتتأثر الأرض بحموها وترتفع الرطوبة في السواحل وتزيد شدة هبوب رياح السموم ويستمر حرها حتى ساعات متأخرة من الليل لذا ينصح الزراعيون بالإكثار من ري المزروعات المزروعة وهي آخر زراعة القيظ حيث زراعة الملوخية والذرة والبطيخ والشمام والباذنجان والذرة والقثاء والملوخية والكوسة والقرع والثوم وفيه يتوفر رطب النخيل وبانتهاء الهنعة يبدأ باطن الأرض بالبرودة وينصح المزارعون بكثرة سقي المزروعات مع تقصير فترات الري وعدم الإسراف وفيه تتساقط أوراق الشجر من شدة الحر وتهب في هذا النجم عواصف بحرية وتبدأ طيور الغرانيق بالمجيء .
ـــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية
العرض الشجري
