نجم الصرفة ثالث نجوم الخريف والرابع والأخير من منازل سهيل وتعرف الصرفة عند العامة بـ ( بطيح الوسم ) والصرفة عدد أيامها ( 13 ) يوماً إذ بدايتها في 10/3 أكتوبر ( تشرين الأول ) وهو نجم واحد مضيء حول نجوم صغار طمس من النجوم الشامية تسمى قلب الأسد وسمي بالصرفة لانصراف الحرّ عند طلوعها غدوة وانصراف البرد عند سقوطها غدوة وتقول العرب ( إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة وجفر كل ذي نطفة وامتيز عن الماء زلفة ) بمعنى قولهم احتال كل ذي حرفة أي أن الشتاء قد أقبل وكل ذي حرفة يضطرب ويحتال للشتاء بما يصلحه به وقولهم جفر كل ذي نطفة أي أن الحوامل من الإبل قد ظهر حملها وعظمت بطونها فليس يدنو منها الفحل وقولهم امتيز عن الماء زلفة أي أنهم يخرجون متبدين ويفارقون المياه التي كانوا عليها لطلب الكلأ ويقال ( الصرفة ناب الدهر ) لأنها تفتر عن فصل الزمانين والعرب تقول ( إذا فطم الصبي بنوء الصرفة لم يكد يطلب اللبن ) فيها يعتدل الجو نهارا وتزداد برودته في الليل وتختفي السحب القادمة من جهة الشرق إلى الغرب وتتلاشى الرطوبة والسموم وفي منتصفها تبدأ ظهور السحب والمزن من جهة الغرب وغالباً ما يكون في نوئها مطر وريح وتبرد فيها درجة حرارة الماء صباحاً ويبدأ في نهايتها دخول أيام مطر نوء ( الوسمى ) المنبت للكمأ ومطر الصرفة يسمى ( الهرف ) في عرف مزارعي نجد وهناك مقولة يتداولها البعض من أنه إذا جاء سيل في ذلك الوقت فانه ينبىء بجدب والبادية يقولون بالعامية ( أصعدت السنة ) أي ولدت قبل موعدها وهناك من يسميه بـ ( الثروي ) وهي الفترة الزمنية التي تسبق الوسم وفي الصرفة تتم هجرة طيور الماء والبط والكراكي ( الغرانيق ) وتهاجر فيها طيور الحبارى والسمقان وفيه نهاية موسم الغوص الكبير الذي هو موسم ( القفال ) ويقصد بالقفال إنتهاء موسم الغوص الرسمي أو الغوص الكبير على اللؤلؤ والرجوع من تلك الرحلة بعد قضاء رحلة الغوص التي تقارب الأربعة أشهر وقد تزيد وقد تنقص ويحدد هذا اليوم ( السردال ) أي كبير النواخذة إذ يطلق إشارة العودة برفع النشرة أي العلم الخاص بالقفال ثم يطلق طلقتين من مدفعه الخاص الموجود على سفينته لتبدأ على أثر ذلك السفن برفع مراسيها على أصوات النهامين للتوجه نحو شواطيء الخليج في موكب بهيج يتغنى فيه الغواصون بقصائد السعادة والفرح ويكون موعده في آخر سبتمبر بعد أن يصبح البحر بارداً والطقس متقلباً إذ ينتهي هذا الموسم أو العمل الشاق من الغوص على اللؤلؤ طيلة أربعة أشهر وأيام حيث يبدأ موسم الغوص على اللؤلؤ مع بداية الصيف وينتهي عندما يبدأ الطقس في البرودة مما يحول دون مواصلة الغوص ,وفي هذا النجم تحرث الأرض للزراعة ويحصد الأرز ويستمر جني ثمار النخيل وينصح المزارعون بكثرة سقي المزروعات ومنها القمح والذرة البيضاء والشعير والحبة السوداء والبقدونس والكرفس والكزبرة واليانسون والخس والسبانخ والكراث والجرجير والنعناع والهندباء والبصل والفلفل والثوم والبطاطس والبطاطا الحلوة والفجل والشمندر والسلق والجزر واللفت والبازلاء والفاصوليا والفول والليمون والفراولة والبرسيم كما يستمر غرس فسائل النخيل وتزرع الخضار الشتوية .
ــــــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية