بدأ تجار الارز بطرح منتجاتهم لاستخدامها كزكاة للفطر من خلال وضع العبوات التي تماثل الاوزان الشرعية وهي الصاع النبوي الذي يعادل 3 كيلو غرامات
مع ارتفاع أسعار الأزر الذي يمثل وجبة رئيسية للسكان في السعودية، ومع قطع التجار كل الآمال لتخفيض اسعاره من خلال البيان الذي اصدره وكلاء ماركات الارز المشهورة، برزت دعوات بالحد من استخدام الأرز والاتجاه الى تناول وجبات من منتجات محلية بديلة، لعل ابرزها القمح الذي ينتج محلياً بكميات كبيرة وتعد منه وجبات واطباق مختلفة تتميز باحتوائها على عناصر غذائية لا تتوفر في الارز.
وطالب مختصون بجعل رمضان فرصة لتطبيق هذا الإجراء الذي سيعود بفوائد اقتصادية وصحية على المستهلكين من خلال اخراج زكاة الفطر لأول مرة من منتجات غير الارز، ويأتي في مقدمتها القمح والتمر.
وعلل المختصون هذا الإجراء بأنه وسيلة لإعادة الأسعار الى سابق عهدها، وتوفير مخزون استراتيجي من هذا المنتج، إضافة إلى احلال اساليب غذائية جديدة ذات فوائد صحية عالية الجودة تفوق وجبات الارز، كما أن تسويق منتجات القمح والتمر سيفيد الاقتصاد المحلي وسيزيد من دخول المنتجين. من جهته، أكد الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، ان زكاة الفطر واجبة على المسلمين صغيرهم وكبيرهم وتخرج من قوت البلد، مفيدا بأن افضل قوت تخرج منه زكاة الفطر هو التمر.
واشار بن منيع الى جواز الاستغناء عن اخراج الارز بأصناف أخرى كالبر والشعير والتمر، بل ذهب المنيع الى القول ان التمر هو الافضل، خصوصاً وانه طعام يؤكل في حينه ولا يحتاج الى اعداد وطبخ، وهو متوفر في البلاد بصورة دائمة وعلى مدار العام، ويجد طلباً من السكان في كل الاوقات.
من جانبه اعتبر عبد الرحمن السليم مدير عام شركة المفتاح الدولي للاتصالات والكمبيوتر (انتركي) والباحث الاقتصادي أن ارتفاع اسعار الارز يتطلب ايجاد بدائل غذائية ذات حضور على الموائد في السعودية من سلع ومنتجات محلية بحتة، ويأتي في طليعتها القمح والتمر، موضحاً ان زيادة اسعار الارز ليست سبباً رئيسياً عند نسبة من الخليجيين بشكل عام والسعوديين بشكل خاص، لترك تناول الارز الذي كثر الحديث هذه الايام عن ارتفاع اسعاره، وحجم التكلفة العالية لاستيراده وارتفاع تكلفة مكونات اعداد الكبسة، التي يمثل الارز عاملها الرئيسي، والتي تصل الى ارقام فلكية تعادل ميزانية احدى دول العالم الثالث.
واوضح السليم الى ان ارتفاع الارز يتطلب من الجميع الاعتماد على منتجات بديلة والتخفيف من استعمال الارز كوجبة رئيسية، لافتاً الى ان حلول زكاة الفطر فرصة لرد الاعتبار لسلع محلية وجعلها قوتاً لزكاة الفطر التي تحل بعد ايام، ولعل ابرزها القمح والتمر، انطلاقاً من ان الاحاديث الشريفة التي نصت على فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر او صاعاً من شعير.. كما ان اخراج الزكاة من هذين الصنفين (القمح والتمر) سيقطع المجال على عمليات بيع زكاة الفطر من قبل مستحقيها والحصول على مال مقابل ذلك، وهو يخالف ما فرضه الشارع بإخراج زكاة الفطر طعاماً لا مالاً.
واستطرد السليم بالقول ان هناك سلعا زادت اسعارها بشكل اكبر من الارز، الا أن الارز حتى لو تضاعفت اسعاره يظل يحتل مواقع متقدمة لدى السعوديين، فهو حب جديد بعد تجاهل الحب القديم الذي هو القمح، كما أن التمر هو حب سكان البلاد منذ القدم، مشدداً على أن يبدأ السكان اعتباراً من هذا العام برد الاعتبار للتمر والقمح من خلال اخراج زكاة الفطر من هذين المنتجين المحليين لا سيما ان القمح يتم من خلاله تصنيع وجبات متعددة وذات فوائد غذائية عالية الجودة.
واضاف أن التمر يعرف في الأوساط الشعبية بأنه مسامير الركب، وهو متوفر طوال العام، بل انه في رمضان الحالي متوفر بنوعيه الرطب والتمر وبأسعار زهيدة، ومثل هذا التوجه سيحقق عدد من الفوائد منها: الاعتماد على المنتجات الوطنية، وتنمية وتطوير زراعة القمح والتمور مما يترتب عليه ايجاد فرص عمل للفلاحين والصناعيين والموردين المحليين مما ينعكس ايجاباً على الاقتصاد الوطني وعوائده، كما ان مثل هذا التوجه سيؤدي الى عدم الرضوخ لقرارات المصدرين الخارجية والا نكون رهناً لمطالبهم المتزايدة، إضافة الى تخفيف الضغط على الطلب على الارز التي تشكل زكاة الفطر نسبة كبيرة من هذا المنتج المستورد .