...السلام عليكم ورحمته الله وبركاته...
ساعات معدودة ونودع شهر رمضان المبارك - نودعه وقد أودعنا فيه أعمالنا إما أن تكون
شاهدة لنا او علينا اننا نودع شهر رمضان وفي النفس لوعة وفي الحلق غصة وفي القلب
حسرة على فراقك يا رمضان. اننا نودعك وهناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها ولا ادري من اين
نبدأ الحديث؟.. انتحدث عن سرعة مرور الايام والليالي؟ فها هي تمر مر السحاب يمضي
المساء، ثم يعود الصباح، وسوف نحاسب على ما فعلناه صغيرا أو كبيرا، قال بعض الحكماء:
السنة شجرة وشهور السنة فروعها، والايام اغصانها، والساعات اوراقها، والانفاس ثمرها.
فمن كانت انفاسه في طاعة الله، فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل.. ولابد
للمسلم من وقفة يحاسب بها نفسه على تلك الايام التي عاشها والليالي التي قضاها.. وليجعل
من ذلك اغتناما لحياته قبل الموت، ولصحته قبل المرض، ولفراغه قبل الشغل، ولشبابه قبل الهرم، ولغناه قبل الفقر.
وليتدبر حياة الامم.. وليتعظ بالزمن.
- اين فرعون ذو الاوتاد؟
- واين ثمود الذين جابوا الصخر بالواد؟
- واين عاد إرم ذات العماد؟
- أين أبرهة الحبشي؟
- أين القياصرة والاكاسرة؟.
كلهم ذهبوا وماتوا.. وسيسألون عما فعلوا: (كل نفس بما **بت رهينة).
اننا نودع شهرا كريما.. وجراح الامة تنزف
والمسلمون يقتلون.. ويعذبون.. ويظلمون.. نودعك يا رمضان والحزن في قلوبنا، وفي اعيننا،وفي صدورنا.
فياربنا نضرع اليك ان ترفع الظلم عن المظلومين، وان ترد كيد الكائدين، وان تنصر عبادك الموحدين، وان تتقبل منا الصلاة والصيام.. وان تعتق رقابنا من النار آمين يا رب العالمين.
دمتم بخير...