نجم العواء ( أول نجوم الوسم )

نجم العواء أول نجوم الوسم ورابع نجوم الخريف عدد أيامه ( 13) يوماً وبدايته 10/16 أكتوبر ( تشرين الأول ) وأفضل وقت لرؤيته مساء في فصل الربيع في شهر ( مايو ) ( أيار ) وقيل له العواء لأنه يبدو يعوي كما الذيب ولأنه سلسلة نجوم ملتوية ويعرف عند أهل الحرث والزراعة بـ ( ثريا الوسم ) وتقول أهل البادية ( متى مالثريا على جمة البير وايقت انزاح عن جال الركايا عطينها ) حيث كان يرددها بدو الصحراء ووقت ترديدها في النصف الثاني من شهر أكتوبر ( تشرين أول ) ويقولون جم البير إذا ازداد وكثر ماؤه ومعنى وايقت أي طلت والمقصود بها الثريا وجال أي جانب والركايا مفردها ركية وهي البئر الوسيعة الفوهة والعطين هو مبرك الإبل حول جال ( جانب ) البئر طلباً للبرودة بسبب حرارة الجو حيث الأرض رطبة ومبتلة بسبب سقي الحيوانات أي بمعنى إذا ما طلت الثريا على الماء في قاع البئر وظهرت صورتها في الماء فهذا مؤشر على أن المناخ اعتدل وبرد ولهذا السبب انزاحت الإبل العطين ولم تعد تبرك على جوانب البئر ويقول البدو أن الثريا في هذا الوقت ( النصف الثاني من شهر أكتوبر ) تكون عمودية على الأرض حيث تقع في كبد السماء ولهذا السبب ترتسم صورتها في مياه القلبان ( الآبار ) وفي الأحواض والأواني عندما تكون مملوءة بالماء ومكشوفة ويؤكد البدو أن الحيوانات كالإبل والخيل ترى صورة الثريا في الإناء الذي تشرب منه الماء فتظهر منها حركات وأصوات مخصوصة للدلالة على رؤيتها لصورة الثريا مرتسمة على سطح الماء وأكثر الحيوانات تحسساً لرؤية الثريا هو الفرس العربية وعندما تظهر صورة الثريا في الماء فهذا دلالة على دخول فترة الوسم ( ويسميه العرب الأوائل الوسمي ) حيث يترقب عربان البوادي سقوط أمطار الوسم الذي عدد أيامه ( 52 ) يوماً تبدأ مع طالع العواء وهو نجم من النجوم الشامية الرابع من نجوم الخريف والأول من نجوم الوسم الأربعة ( العواء، والسماك، والغفر، والزبانا ) وكل نجم مدته ( 13 ) يوماً وفي هذا النجم ( العواء ) يعتدل الجو نهاراً ويبرد ليلاً ومطره محمود وغزيز إن أمطر ونوء الوسم ليس نجم وإنما هو زمن معروف وصفة اتصفت بها مجموعة الأيام التي ينزل فيها المطر الواقعة بين نوء سهيل ونوء المربعانية حيث أن ذلك المطر النازل في تلك الأيام يسم الأرض بالإخضرار فينتج عنه بفضل الله سبحانه وتعالى أن ينبت الفقع حيث يبدأ البحث عنه لجمعه وحصاده بعد مرور ( 40 ) إلى ( 60 ) يوماً من بدء الوسم كذلك ينبت الشيح والروض والنفل وكافة الأعشاب البرية لذلك قالوا عنه وسم وأول أمطاره يسمى ( عهاد ) عندما ينزل والوقت مازال حاراً فيعجل بظهور النباتات ومن العلامات أيضاً تخلق السحب وظهورها من جهة الغرب إلى الشرق والسحب التي تظهر تكون في بداية الوسمي سحب مرتفعة والسحاب المبكر الذي يظهر مع دخوله يقال له ( المرابيع ) واحدها مرباع كمرابيع الإبل وهي التي تنتج في أول الزمان ويقال للمكان السريع النبات ( مرباع ) ويلاحظ ازدياد برودة آخر الليل وفي الأيام الأولى من الوسم قد تسقط بعض قطرات المطر إلا أن هذه القطرات تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض ويكون الطقس رطباً والرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريح شمالية غربية وفي آخر الوسم تهب الرياح الشديدة الباردة خاصة الجنوبية المؤذنة بدخول فصل الشتاء ففي المنزلة الأولى من منازل الوسم تقول العرب ( إذا طلعت العواء ضرب الخباء وطاب الهواء وكره العراء وشنن السقاء أي يبس ) ويقال العواء يمد ويقصر أي بداية شدة الزمان ويستمر فيه غرس النخيل والبرسيم والبطاطس والبصل والفاصوليا والطماطم والخس والثوم وغيرها من الخضروات والحبوب كالقمح والذرة البيضاء والذرة الرفيعة والشعير والحبة السوداء والبرسيم والبقدونس والكرفس والكزبرة واليانسون والسبانخ والكراث والجرجير والنعناع والهندباء والخبيز واللخنة والفلفل والبطاطا الحلوة والفجل والشمندر والسلق والجزر واللفت والبازلاء والفول والليمون والبنزهير والفراولة إضافة للخضار الشتوية وفي نجم العواء تتوالد الأغنام ويبدأ فيه هيجان الإبل وتبدأ هجرة الصقور وطيور الحباري والكروان والسمق .

ــــــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية