:: عاشوراء .. نحن أحق به منهم ::
[ في رواية لمسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة . فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا : هذا يوم عظيم . أنجى الله فيه موسى وقومه . وغرق فرعون وقومه . فصامه موسى شكراً . فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأمر بصيامه ] .
هذا ما كان عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في أمر هذا اليوم وقوله بأحقيتنا به نحن المسلمين دون اليهود أصحاب موسى عليه السلام ..
فما هو حالنا الآن مع هذا اليوم العظيم ونحن نرى تسليط الإعلام بكل وسائله وقنواته الضوء كله على احتفالات الروافض به وكأنه يومهم هم .. لا يومنا نحن أهل السنة والجماعة المتبعين لهدي رسولنا الكريم السائرين على نهجه عليه الصلاة والسلام .
فالمتتبع للقنوات الإخبارية العالمية يرى كيف تسلط الضوء بشكل واضح على احتفلات الروافض بطقوسهم البعيدة كل البعد عن منهجية الإسلام ومعتقداته الداعية إلى حسن التعبد لله ..
فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم :
[وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا] {الإسراء:70}
ولنتدبر قوله سبحانه :
[ كـرمـنــا ]
ولنشاهد ما يفعله الروافض بأنفسهم في هذا اليوم من أفعال وأقوال بعيدة كل البعد عن التكريم الذي منّ الله به علينا ..
فهم ما بين ألفاظ شركية بالله سبحانه وتعالى .. وطقوس فعلية يعذبون بها أنفسهم ويهينون الإنسان بداخلهم ..
مدعين في كل هذا أن عاشوراء ما شرع إلا ليكون ذكرى كربلائية لمقتل الحسين بن علي – رضي الله عنهما – على يد النواصب كما يزعمون . والذي قتل بأيديهم هم .. مهما زوروا من القصص وأدعو غير ذلك ..
وإليك أخي القارئ موضوع يبين لك قصة مقتل الحسين – رضي الله عنه –
حقيقة مقتـل الحسين بن علي - رضي الله عنهما -
فإذا كان حال الرافضة [ الشيعة الاثني عشرية ] في هذا اليوم كما نرى ..!
فما هو حالنا نحن معه أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
وهو كما قال اليهود عنه للرسول صلى الله عليه وسلم :
[ يوم عظيم . أنجى الله فيه موسى وقومه . وغرق فرعون وقومه ].
صامه نبي الله موسى – عليه السلام – شكراً لله أن أنجاه وقومه وأغرق فرعون وجنده ..
وصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام – رضوان الله عليهم – تبياناً لفضله .
لـــــذا
فيوم عاشوراء لنا نحن أبناء خير أمة أخرجت للناس
وليس لأحد سوانا ..
فلنظهر حقنا فيه من خلال إتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
نصومه كما صامه ..
ونبين للناس فضله وأحقيتنا به ..
فهو كما قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم :
[ إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه و من شاء تركه ] [ رواه مسلم وغيره ، من حديث ابن عمر ] .
وصيامه يكفر ذنوب السنة الماضية كما في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :
[ إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ]
لذا ينبغي لنا جميعاً صيام هذا اليوم وتذكير أهلنا ومعارفنا بصيامه وتبيان فضله وأجره ..
وهذه مراتب الصيام لهذا اليوم العظيم :
أولاً: صيام اليوم التاسع واليوم العاشر ، وهذا أفضل المراتب لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما - عند مسلم [ لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر ] .
ثانياً : صيام اليوم العاشر والحادي عشر ؛ لحديث ابن عباس _ رضي الله عنهما _ أن النبي صلى الله عليه وسلم_قال: [ خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده ] . [ أخرجه أحمد وابن خزيمة ] .
ثالثاً : صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر ؛ لحديث ابن عباس مرفوعاً [ صوموا يوماً قبله ويوماً بعده ] .
رابعاً: إفراد العاشر بالصيام ؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صيام يوم عاشوراء : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ] .
وفقنا الله جميعاً لصيام هذا اليوم متبعين سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ..
وتقبل عملنا هذا وجعله خالصاً لوجهه الكريم ..
:: تـذكـرة ::
سيكون صيام يوم عاشوراء حسب التواريخ التالية :
يوم الخميس: 17 / يناير /2008م ، 9 / محرم / 1429هــ
يوم الجمعة : 18 /ينابر /2008م ، 10 / محرم /1429هــ
يوم السبت : 19 / يناير /2008م ، 11 / محرم / 1429هــ
وهذا بناء على أن تمام شهر ذي الحجة للعام 1428 هـ هو يوم الثلاثاء الموافق 8 / يناير / 2008 م ..
وبذا يكون يوم الأربعاء 9 / يناير / 2008 م هو الأول من شهر الله المحرم للعام 1429 هـ .
والله أعلم