قصة وقصيدة معبرة جدا للشاعر شالح ابن نعيس السبيعي

	"يا مغيب لا تبكي من الموت " كان الشاعر الكبير شالح بن محمد (حمران )الشماسي السبيعي و مغيب بن شجاع الهجارسة الملوح السبيعي صديقان حميمان جمعتهم صداقة وأخوة قوية فكلا منهم يكن في صدره معزة وتقدير للأخر ، لايسلى أحد منهم عن صاحبه فتجدهم يتبادلون الزيارة فيما بينهم وإذا إفتقد أحدهم الاخر يسأل عنه ولايهدأ له روع حتى يشاهده ، وقد تقدم بهم العمر وهذه الصداقة والأخوة تزداد وتتوثق عراها بينهم ، ثم إن مغيب ألم به مرض شديد أقعده عن الحركة ، ثم تمادى به المرض حتى أحس بأن أجله قد إقترب وأن منيته قد حانت ، وأنه مفارق للدنيا عن قريب... فأرسل لصديقه شالح بأن يأتيه على عجل لأنه يريد أن يودعه الوداع الأخير فلما جاء الرسول لشالح هب مسرعا لصديق عمره ، فلما دخل عليه المنزل وشاهد مغيب صديقه شالح بكى بكاء شديد ، فأخذ شالح يهدئه وقال له : (تعوذ من الشيطان وهذه عادة الناس يمرضون ثم بعد ذلك يتعافون وأنت إن شالله ستتعافى)... فرد عليه مغيب : ما آظن ذلك ولقد دعوتك لكي أودعك الوادع الأخير الذي لن أشاهدك في الدنيا غيره ... ثم تابع يقول : والله ما أبكي هلعاً من الموت بل لآني سأفاراق علوم الرجال الطيبة وسوالف النشامى ، وسأفارق مرابع صباي وديرتي التي ترعرت فيها ، وسأفاراق الصيد وطردي له وغيره من العلوم الطيبة .. هنا تأثر الشاعر شالح بن حمران بحديث صديقه فقال هذه القصيدة يواسيه فيها : يا مغيب لا تبكي من الموت يا مغيب=يرضيك ما يرضي اذياب وسلامه وعبدالعزيز اللي تجيه المراكيب=اللي حكم نجدٍ بسيف وقرامه وراكان بن حثلين مروي المغاليب=كم من صبي فصّخه من حزامه ون جاتهم خيلٍ عليها لجانيب=يصوك صوكات الجمل في بلامه وعينت ابن هدلان حامي المثاريب=اللي اليا جا الهوش شده اغمامه خيال قطعانٍ عليها الكلاليب=ترعى المريبخ ما رعت في اتهامه وتسمن به اللي لبسوها دباديب=ماطر سِنْح وثوره الى سنامه وتشرب به البلها ليالي التشاريب=من الرقاش اليا سقنه اغيامه وفعلا كان ذلك هو اللقاء الاخير بين هذين الصديقين حيث وافاة مغيب المنيـــة بعد هذا اللقاء بفترة قصيرة رحمهما الله رحمة واسعه وجمع بينهم في فسيح جناته