موقع القبابنة لوحة تحكم العضو البحث تواصل مع الإدارة  




العودة   منتديات القبابنة المنتديات العامة الشريعة والحياة

الشريعة والحياة كل ما يتعلق بالدين الإسلامي ،

= : (( التابعي الجليل الإمام / عبدالله بن المبارك رحمه الله )) : =


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-27-2008, 11:26 PM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

= : (( التابعي الجليل الإمام / عبدالله بن المبارك رحمه الله )) : =

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم والتابعي الجليل / عبدالله بن المبارك رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الذين يلونهم ويعد صحابيا ولو لم يدرك الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه يتمثل في شخصه أمة كاملة وأنه إن شاء الله ممن قال الله فيهم : { يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ } ( آل عمران : 114 ) لأنه من المكــثرين في صـلاتهم وفي تلاوتهم للقــرآن الكــريم ومن الكثرين لذكــر الله سبحانه وتعالى , قال / عبده بن سليمان : كان ابن المبارك رحمه الله إذا صلى العصر أتى مسجد المصيصـة فــاستقبل القبلة يذكــر الله , ولم يكلم أحـد حتى تغرب الشمس وقــال / نعيم بن حمــاد : مــا رأيت أكـثر اجتهــادا منه في العبادة , وكـان يكـره أن يطلع على عبـادته الناس حتى ولو كانوا أصحــابه وذويه ومن النوادر في إســراره بالعبادة : مـا حدث به خــادمــه الذي كان يخرج معـه في الأسفار , قال : كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام , فقعدت أنا ورمحي في يدي قــابضـاً عليـه ووضعت رأسي على الــرمح كأني أنام كذلك فظن أني قد نمت فقام فأخـذ في صلاته , فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه , فلما طلع الفجـر جاء فأيقظني وظن أني نائم وقــال : يا محمد , فقلت أني لـم أنم , فلمـا سمعهـا مني مــا رأيته بعــد ذلــك يكـلمني ولا ينبســط إليّ في شـيء من غزواته كلها , كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل فلم أزل أعــرفهــا فيـه حتى مــات رحمـه الله ولم أر رجـلاًً قـط أسر بالخير منه .

سيرة الامام عبدالله بن المبارك :

عبدالله بن المبارك ( نظرت في أمر الصحابة وأمر ابن المبارك فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه ) هذا ما قاله ابن عيينه عن الرجل الصالح / عبدالله بن المبارك الذي سنتحدث عن بعض من سيرته فيما يلي . الحمد لله وصلى الله عليه وسلم وبعد : هو من العلماء والأئمة المجتهدين والمجاهدين من لهم الفضل بعد الله في إعلاء كلمة الحق باجتهادهم في شتى العلوم الدينية ( والدنيوية ) وإن المجتمعات اليوم بحاجة ماسة إلى أن ننشر فيها سيرهم حتى نسهم في ابتعاث ماضيهم الزاهر الزاخر ليصل حاضر الأمة بماضيها وليطلع عليها الشباب المثقف ليرى من خلال تلك السير عظمة هؤلاء الرجال الذين بنو مجد الإسلام وبالتالي يدرك سر انتشار الإسلام وسر انكماشه على أيدي من بعدهم ويدرك صدق القائل : ( يا له من دين لو أن له رجال !! )

نشأته :

ولد ابن المبارك في السنة 118 هـ في عهد الخليفة الأموي / هشام بن عبدالملك وعاش إلى سنة 181هـ حيث توفي في خلافة / هارون الرشيد . ويحكى عن مبارك أبي عبد الله أنه كان يعمل في بستان لمولاه وأن مولاه جاءه يوما وقال له : أريد رماناً حلواً فمضى إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره ( صاحب البستان ) فوجده حامضا فحرد عليه وقال : أطلب الحلو وتحضر لي الحامض ؟ هات حلواً ..!! فمضى وقطع من شجرة أخرى فلما كسره وجده أيضا حامضاً فاشتد حرده عليه وفعل ذلك ثالثة فذاقه فوجده أيضاً حامضاً فقال له بعد ذلك : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟ قال : لا .. فقال : و كيف ذلك ؟ فقال : لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه ... فقال : ولم لم تأكل ؟ فقال : لأنك لم تأذن لي بالأكل منه ! فعجب من ذلك صاحب البستان وعظم أبو عبد الله مبارك في عين سيده وزاد قدره عنده وكان لصاحب البستان بنت خطبت كثيراً فقال لمبارك : يا مبارك من ترى تزوج هذه البنت ؟ فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب واليهود للمال والنصارى للجمال وهذه الأمة للدين . فأعجبه عقله فذهب فأخبر بها أمها وقال لها : ما أرى لهذه البنت زوجاً غير مبارك ! فتزوجها فجاءت بعبد الله بن المبارك فتمت عليه نعمة بركة أبية وأنبته الله نباتاً صالحاً ورباه على عينه .

علمه :

قد اتفقت جميع المصادر على أنه كان طلّاباً للعلم نادر المثال رحل إلى جميع الأقطار التي كانت معروفة بالنشاط العلمي في عصره . وفيه يقول / عبدالرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة والبصرة ولا الكوفة . وقد شهد له / أحمد بن حنبل بذلك أيضاً !! كان ابن المبارك رحمه الله يقول : خصلتان من كانتا فيه نجا : الصدق وحب أصحاب / محمد صلى الله عليه وسلم . وقد كان ينشد العلم حيث رآه ويأخذه حيث وجده لا يمنعه من ذلك مانع كتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وتجاوز ذلك حتى كتب العلم عمن هو أصغر منه . وقد روي أنه مات ابن له فعزاه مجوسي فقال : ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد أسبوع . فقال بن المبارك : اكتبوا هذه !! وقد بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه فقد قيل له مرة : كم تكتب ؟ قال : لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد !! وقد عابه قومه على كثرة طلبه للحديث فقالوا : إلى متى تسمع ؟ فقال إلى الممات !! وعمل عل جمع أربعين حديثا وذلك تطبيقا للحديث النبوي القائل : ( من حفظ على أمتى أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء )

ومن شعره :

يقول في الجهاد في سبيل الله أنه أفضل العبادات وأنه أليق بالمسلم من العكوف في زاوية المسجد وترك الثغور مفتوحة أمام العدو . ومن ذلك ما حدث به / محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة قال : أملى علي ابن المبارك بطرسوس – ثغر من ثغور الروم – ورقة إلى / الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائه فيها هذه الأبيات :

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
= لعلمت أنك بالعبادة تلعب

من كان يخضب جيده بدموعه
= فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتبع خله في باطل
= فخيولنا يوم الصبيحة تتنعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا
= رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا
= قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي غبار خيل الله في
= أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا كتاب الله ينطق بيننا
= ليس الشهيد بميت لا يكتب

من أقواله وحكمه :

الدنيا سجن المؤمن وأعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ وليس للمؤمن في الدنيا دولة وإنما دولته في الآخرة ليس من الدنيا إلا قوت اليوم فقط وسئل رحمه الله عن قول لقمان لابنه : ( إن كان الكلام من فضة فإن الصمت ذهب ) فقال : معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة فإن الصمت عن معصية الله من ذهب !! وكان يكثر الجلوس في بيته فقيل له : ألا تستوحش ؟ فقال : كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟ وكان يعتزل مجالس المنكر واغتياب الناس فقيل له : إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا ؟ قال : أذهب مع الصحابة والتابعين .. قيل له : و من أين الصحابة والتابعون ؟ قال : أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم فما أصنع معكم وأنتم تغتابون الناس ! كما كان مستجاب الدعوة فقد دعا للحسن بن عيسى وكان نصرانياً : اللهم ارزقه الإسلام فاستجاب الله دعوته فيه ..

رؤى الناس في حقه :

قال زكريا بن عدي : رأيت بن المبارك في المنام فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي برحلتي في الحديث ! ورؤى الثوري في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : رحمني .. فقال له : ما حال عبدالله بن المبارك ؟ فقال : هو ممن يلج على ربه كل يوم مرتين .. هذا ما رآه الصالحون و ( رؤيا المؤمن جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة ) كما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم . فرحمة الله ورضي عنه وما أصدق قول الشاعر فيه :

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم
= بعد الممات جمال الكتب والسير

وبعد فلمن أراد الاستزادة فعليه بكتاب أعلام المسلمين (1) ( عبدالله بن المبارك الإمام القدوة ) تأليف / محمد عثمان جمال دمشق دار القلم ه 1987مـ 1407 . وإليكم هذه القصيدة الرائعة للإمام الجليل / عبد الله بن المبارك رحمه الله ويعتبر ابن المبارك من أعظم الشخصيات التاريخية الاسلامية وذلك لما أعطاه الله من مميزات أعجزت أقرانه حتى قيل : عبد الله بن المبارك صحابي وإن لم يدرك الرسول صلى الله عليه و سلم . وكذلك أنه برع في الكثير من الفنون والتي يعجز عن الناس عن واحد منها وهي : القـرآن والحـديث والفقه والفروسية والأدب والجهاد والزهد والتجارة ومحبة الناس وغيرها . وهو صاحب القصيدة المشهورة : يا عابد الحرمين ويروى أنه بعد وفاته حـزن عليه الخليفة / هارون الرشيد حزناً شديد وجلس للعـزاء به توفى رحمه الله عام 181 للهجرة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم . وهو من العلمآء الربانيين . ومجاهد مع المجاهدين . ومنفق مع المنفقين . ومصلح مع المصلحين . وشاعر يقول الشعر المليء بالإيمان . وقلما تجد أمر من أمور الخير إلا وله فيه اليد الطولى . قال سفيان الثوري : اني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله بن المبارك . فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام . وكان سفيان الثوري يقول : عنه بأنه أعلم أهل المشرق والمغرب . ( وأتمنى أن تقرأوا سيرته في مظانها ) . ومن قصائده هذه القصيدة في معارضة الخارجي / عمران بن حطان لعنه الله الذي امتدح الخارجي ابن ملجم لعنه الله والذي قتل الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه فقال فيه :

يا ضربة من تقى ما أراد بها
= إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إنـي لأذكـره يوما فأحسبه
= أوفـى البريـة عند الله ميزانـا

فعارضه الإمام / أبو الطيب الطبري فقال :

إني لإبرأ مما أنت تذكره
= عن ابن ملجم الملعون بهتانا

إني لأذكره يوما فألعنه
= دينا وألعن عمران بن حطانا

وقصيدة الإمام / عبدالله بن المبارك رحمه الله زيادة على كونها ردا على الخارجي / عمران بن حطان لعنه الله فيها بيان منهج أهل السنة والجماعة .

حب النبي وحب الصحب مفترض
= أضحوا لتابعهم نورا وبرهانا

هموا عماد الورى في الناس كلهموا
= جازاهم الله بالإحسان إحسانا

إني امرؤ ليس في ديني لغامزه
= لين ولست على الأسلاف طعانا

وفي ذنوبي إذا فكرت مشتغل
= وفي معادي إن لم ألق غفرانا

عن ذكر قوم مضوا كانوا لنا سلفا
= وللنبي على الإسلام أعوانا

ولا أزال لهم مستغفرا أبدا
= كما أمرت به سرا وإعلانا

فما الدخول عليهم في الذي عملوا
= بالطعن مني وقد فرطت عصيانا

فلا أسب أبا بكر ولا عمرا
= ولا أسب _ معاذ الله _ عثمانا

ولا ابن عم رسول الله أشتمه
= حتى ألبس تحت الترب أكفانا

ولا أقول لأم المؤمنين كما
= قال الغواة لها زورا وبهتانا

ولا أقول علي في السحاب لقد
= والله قلت إذا زورا وبهتانا

لو كان في المزن ألقته وما حملت
= مزن السحاب من الأحياء إنسانا

إني أحب عليا حب مقتصد
= ولا أرى دونه في الفضل عثمانا

ما يعلم الله من قلبي مشايعة
= للمبغضين عليا وابن عفانا

إني لأمنحهم بغضي علانية
= ولست أكتمهم في الصدر كتمانا

ولا أرى حرمة يوما لمبتدع
= وهنا يكون له مني . وأوهانا

ولا أقول بقول الجهم إن له
= قولا يضارع أهل الشك أحيانا

لكن على ملة الإسلام ليس لنا
= اسم سواه بذاك الله سمانا

إن الجماعة حبل الله فاعتصموا
= بها هي العروة الوثقى لمن دانا

الله يدفع بالسلطان معضلة
= عن ديننا رحمة منه ورضوانا

لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل
= وكان أضعفنا نهبا لأقوانا

ويقال : أنه عندما جاء خبر موته لهارون الرشيد حزن لذلك وجلس للعزاء به وأخذ يترحم عليه و يردد :

الله يدفع بالسلطان معضلة
= عن ديننا رحمة منه ورضوانا

لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل
= وكان أضعفنا نهبا لأقوانا

البيتين الأخيرين . وقيل للإمام / عبد الله بن المبارك – رحمه الله – إنك تكثر الجلوس وحدك ! . فغضب وقال : أنا لست وحدي !. وانما أنا مع الأنبياء والأولياء والصديقين والحكماء والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم أنشد هذه الأبيات وهي لمحمد بن زياد :

ولي جلساء ما أملَ حديثهم
= ألبّاءُ مأمونون غيبا ومشهدا

إذا ما اجتمعنا كان أحسن حديثهم
= مُعينا على دفع الهجوم مؤيدا

يُفيدونني من علْمِهم عِلْمَ ما مضى
= وعقلا وتأديبا ورأيا مُسددا

بلا رقْبةٍ أخشى ولا سُوء عشرةٍ
= ولا أتّقي منهم لسانا ولا يدا

ويقول / عبدالله بن المبارك رحمه الله عن المرأة المتكلمة بالقراّن الكريم : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبى صلى عليه وسلم فبينما أنا فى بعض الطريق فإذا بامرأة عجوز عليها درع وخمار من صـوف .‏

فقلت : لها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .‏

قالت : سلام قولاً من رب رحيم .‏

قلت : لها يرحمك الله ماذا تصنعين فى هذا المكان ؟

قالت : ومن يضلل فلا هادى له فعلمت أنها ضالة عن الطريق . ‏

فقلت : أين تريدين ؟

قالت : سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .

فعلمت أنها ذاهبة إلى المسجد الأقصى .‏

وقلت : أنتم منذ كم فى هذا المكان ؟ فقالت ثلاث ليال سوياً .

فقلت : ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت هو يطعمنى ويسقين .‏

قلت : فبأى شىء تتوضئين ؟

قالت : فإن لم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً .‏

قلت : إن معى طعاماً . ألا تأكلين ؟

قالت : ثم أتمو ا الصيام إلى الليل .‏

قلت : لها ليس هذا شهر رمضان .‏

قالت : ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم .‏

قلت : أبيح لنا الإفطار فى السفر .‏

قالت : وأن تصوموا خير لكم .‏

قلت : لماذا لات كلمينى مثلما أكلمك ؟

قالت : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .‏

قلت : فمن أى الناس أنت ؟ ‏

قالت : ولا تقف ما ليس لك به علم .‏

قلت : قد أخطأت فاجعلينى فى حل .‏

قالت : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم .‏

قلت : فهل لك أن أحملك على ناقتى هذه فتدركى القافلة ؟

قالت : وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم .

قال : فأنخت ناقتى .‏

فقالت : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم . فغضضت بصرى .‏

وقلت : إركبى . فكلما ركبت نضرت الناقة فمزقت ثيابها .‏

فقالت : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم .

قلت : لها إصبرى حتى أعقلها .‏

قالت : ففهمناها سليمان .‏

قلت : إركبى وقد عقلت ناقتى .‏

قالت : سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .‏

قال : فأخذت الناقة ممسكاً بزمامها وأخذت أصيح .‏

فقالت : واقصد فى مشيك . واغضض من صوتك .‏

قال : فجعلت أمشى رويدا وأترنم بالشعر .

قالت : فاقرأوا ما تيسر من القرآن قلت لقد أوتيت خيراً كثيراً .‏

قالت : وما يذكر إلا أولو الألباب .

قلت : ألك زوجاً ؟

قالت : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .

قلت : هذه القافلة . من لك فيها قالت المال والبنون زينة الحياة الدنيا . فعلمت أن لها أولادا فيها .‏

قلت : وما شأنهم فى الحج ؟

قالت : وعلامات وبالنجم هم يهتدون .‏

فقلت : لها وما أسماء أولادك؟

قالت : واتخذ الله إبراهيم خليلاً و وكلم الله موسى تكليماً و يايحى خذ الكتاب بقوة .

قال : فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحي فإذا أنا بشباب كأنهم الأقمار . قد أقبلوا . فلما استقر بهم الجلوس قالت : فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة . فلينظر أيها أزكى طعاماً .

قال : فمضى أحدهم واشترى طعاماً فقدموه بين يدى .‏

فقالت : كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية .‏

قلت : الآن طعامكم على حرام حتى تخبرونى بأمرها .‏

فقالوا : هذه أمنا . لها أربعون سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن .‏

فقلت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . والله ذو الفضل العظيم .

ومبارك عليكم شهر رمضان الذي أنزل فيه القراّن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر الخير والبركة والرحمة والعتق من النار الذي أظلنا وذهب أكثره نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبارك لنا ولكم ولإخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فيه ويجعلنا من صوامه ومن قوامه ومن عتقائه من النار وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة هذا وتقبلوا فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع خالص التحية وأطيب الأمنيات منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
 

الكلمات الدليلية
المبارك, الله, التابعي, الجميل, الإمام, رحمه, عبدالله


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

 

الساعة الآن 04:13 PM.



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
Powered by Style ALRooo7.NET

Copyright © 2010 alrooo7.net. All rights reserved