شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري
ولد الشاعر سنة 608 وتوفي عام 696
هذه مطلع القصيدة والتي عددها أبياتها يزيد عن المئة والخمسين
أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ = مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
أمْ هَبَّتْ الريحُ مِنْ تِلْقاءِ كاظِمَةٍ = وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لِعَيْنَيْكَ إنْ قُلْتَ اكْفُفاهَمَتا = وَما لِقَلْبِكَ إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ = ما بَيْنَ مُنْسَجِمٍ منهُ ومُضْطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعَاً عَلَى = طَلَلٍ ولا أَرِقْتَ لِذِكِرِ البَانِ والعَلَمِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبّاً بعدَ ما شَهِدَتْ بهِ = عليكَ عدولُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
وَأَثْبَتَ الوجِدُ خَطَّيْ عَبْرَةِ وضَنىً = مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالعَنَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً = مِنِّي إليكَ ولو أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حالِي لا سِرِّي بِمُسْتَتِرٍ = عَنِ الوُشاةِ وَلا دائي بِمُنْحَسِمِ
وهذه من منتصف القصيدة وفيها البيت الذي ذكرته
لا تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنْكِرُها = تَجاهُلاً وهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ = ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ كم سَقَمٍ
وَمَنْ هُوَ الآيَةُ الكُبْرَى لَمُعْتَبِرٍ = وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ العُظْمَى لِمُغْتَنِم
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلاً إلَى حَرَمٍ = كما سَرَى البَدْرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً = مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ
وَقَدَّمتْكَ جَميعُ الأنبياءِ بِها = والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخُدُومٍ عَلَى خَدَمِ
وأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطَّباقَ بهِمْ = في مَوْكِبِ كُنْتَ فيهِ صاحِبَ العلَمِ
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْوَاً لِمُسْتَبِقٍ = مِنَ الدُّنُوِّ وَلا مَرْقَىً لِمُسْتَنِمِ