يظهر " نجم سهيل " في سماء جنوب ووسط الجزيرة العربية ..قبيل شروق شمس يوم 24 أغسطس..ويستمر ظهوره حتى نهاية فصل الشتاء ..فيما يكون أقصى ارتفاع له عن الأفق الجنوبي حوالى 12 درجة تقريبا..ويواصل النجم ارتقاءه وسط السماء في نهاية شهر ديسمبر..ويظهر بعد غروب الشمس في الأفق الجنوبي مع نهاية شهر مارس..بينما يختفى أويستتر عن الأنظار حتى يظهر من جديد يوم 24 أغسطس التالي .
وأوضح الباحث الفلكي إبراهيم الجروان ..المشرف العام للقبة السماوية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في تقريرله أن سهيل بدأ ظهوره في جنوب اليمن أوائل شهر أغسطس الجاري فيما سيشاهد في شمال الجزيرة العربية إبتداءا من يوم 9 سبتمبر المقبل ويستمر ظهوره في منطقة الجزيرة حتى نهاية فصل الشتاء فضلا عن كونه قبلة أهل الشام للبيت الحرام في مكة.
كما أوضح أن النجم يعتبر ثاني ألمع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية ويتعامد على دائرة العرض 53 درجة جنوبا .. ويبعد عن الأرض حوالي313 سنة ضوئية وستة ساعات ونصف الساعة عن الخط المرجعي الذي يحوي نقطة الإعتدال الربيعي .
وأشار إلى أن العرب تستبشر بطلوع سهيل الذي تختلف مسمياته من منطقة لأخرى فيما يظهر عند طلوعه نجمين معروفين يسميان " المحلفان " أحدهما يسمى الوزن والآخر يسمى الحضار ( في الإمارات )فيما تنكسر حدة الحرارة تدريجيا وبعد 52 يوما يبدأ حساب الوسم حيث توسم الأرض بالخضرة ويستمر 52 يوما أيضا..
يكون المطر إذا سقط مفيدا ونافعا في البر والبحر وتنمو النباتات والعشب وينموالؤلؤ في بطون المحار .
كما أشار إلي أن نجم سهيل ينقسم إلي أربعة منازل تبدأ بالطرفة ومدتها 13 يوما يكون الليل فيها لطيفا والنهارعلي حرارته ثم الجبهة 13 يوما وهي أول فصل الخريف وفيها يبرد الجو ويتحسن نهارا ثم الزبرة 13 يوما فيها تزيد برودة الليل ثم الصرفة 13 يوما وهي آخر منازل سهيل حيث ينصرف الحر تماما .
وأضاف أن فترة سهيل تتميز بانكسار حدة الحر واعتدال الجو وهبوب رياح حيث تقوى الرياح ويكون ظهور سهيل فيها آخر الليل .. مع نهاية شهر نوفمبر يميل الجو إلي البرودة ويهطل المطر حيث يكون ظهور سهيل من منتصف الليل وحتي آخره ..
ومع بداية شهر مارس حيث يبدأ الدفء ويتواصل ارتفاع الحرارة هبوب رياح النعايات ورياح السرايا ويظهر سهيل بداية الليل وحتي آخره وتقل فترة مكوثه في السماء حتي يبدأ مغيبه أوائل شهر مايو بعد تألق في الجهة الغربية مساءا ثم يتزامن مع الشمس حتى يطلع مع طلوعها صباحا ويكون موسم الغوص الكبير في الخليج.. فيما يظهر قبيل الفجر أواسط أغسطس ليعود للظهور من جديد في سماء الإمارات يوم 24 أغسطس.
وينتمي هذا النجم إلى كوكبة السفينة التي تقع في أقصى جنوبي السماء وتتكون من 45 نجما تقسم إلى اربعة أقسام ي/الكوثل/ أي مؤخرة السفينة و/ بيت الإبرة/ و/ الشراع/ و/القاعدة / التي يقع ضمنها هذا النجم ويمكن معرفة /سهيل/ على امتداد المثلث رأسه / يد الجوزاء في مجموعة الصياد/ و ضلعاه /الشعرى اليمانية/ و/الشعرى الشامية/ نجده في بقعة خالية من النجوم اللامعة حيث تقسم أقدار النجوم المرئية إلى ستة أقدار.. أوضحها النجوم من القدر الأول ومنها سهيل .
المعروف أن النجوم والبروج التي تقع الى جنوب خط الإستواء بالنجوم أو البروج الجنوبية أو اليمانية / نسبة إلى اليمن كما سماها عرب الجزيرة العربية في الماضي لأن اليمن تقع إلى الجنوب منهم/ والنجوم التي تقع إلى الشمال من خط الإستواء السماوي تسمى النجوم الشمالية أو الشامية / نسبة إلى بلاد الشام فيما ترى النجوم الجنوبية من نصف الكرة الشمالي قريبة من الأفق الجنوبي للسماء فيرى / سهيل/ في بلاد الشام والعراق وشمال الجزيرة العربية ومصر في الأفق الجنوبي وباتجاه الجنوب تماما بينما لا يرى / سهيل/ من تركيا أو أوروبا ويرى في الصومال أو استراليا في كبد السماء .
وبما أن الجزيرة العربية تقع على حدود 12 درجة شمال عند جنوب اليمن إلى 30 درجة شمالا عند العراق وتقع الإمارات على دائرة عرض 25 درجة شمالا في المتوسط ..فإن نجم / سهيل/ فلكيا يكون مقترنا بالشمس وقت طلوعها في الإمارات بتاريخ 12 أغسطس أي يكون مماسا للأفق الجنوبي في ذلك الوقت .. ثم يتقدم عن الشمس حتى يصل الى ارتفاع خمسة درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس / وهي أقل مسافة عن الشمس للنجم المرئي/ يوم 24 أغسطس ويكون بعد هذا الوقت مرئيا وقت الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة .
وكانت العرب تقول إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل وكان للحوار / الرضيع/ الويل لأنه يفصل عن أمه وكان العربي إذا أراد ذلك أخذ بأذن الحوار واستقبل به سهيلا يريه إياه ثم يحلف بألا يرضع من أمه بعد يومه ذلك بحجة أن أيام الحر والكلفة قد انتهت وبدأت أيام البرد ولطيف الهواء ..ومع بداية / سهيل/ يبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوبا وتبدأ الرياح القوية هبوبها حيث يطلق عليها هبايب سهيل وتعمل على تلطيف الجو ويبدأ الغزو النسبي الحاد للرطوبة المرتفعة من بداية أغسطس وتتزامن ذروتها مع طلوع نجم سهيل وتستمر الى منتصف سبتمبر ويطلق عليه / وعكة سهيل/.
وأثبتت مخطوطات القرن السابع عشر أن المحور الأكبر للكعبة المشرفة يتجه نحو نقطة شروق نجم سهيل.. بينما المحور الأصغر يتجه ناحية شروق الشمس في منتصف الصيف ..ولما كان سهيل نجما عملاقا ..أبيض اللون ويعد ألمع نجوم السماء بعد نجم الشعرى اليمانية ..كان الفلكيون المسلمون في العصور الوسطى يحددون اتجاه القبلة بواسطة هذه المعلومات الجغرافية حتى أن إحدى الدراسات في علم الفلك الحديث أكدت أن نجم سهيل ونجوم بنات النعش لعبت دورا كبيرا في تحديد اتجاهات القبلة في البلدان الإسلامية المترامية الاطراف في عهد النهضة الاسلامية
.
الموضوع منقول بتجميع من عدة مواضيع
العرض الشجري