بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كتيب عن" الحب" ووقع في يدي شريط محمد الدويش اسمه" بحر الحب" قبل أن أهّم بالقراءة والاستماع استغربت هؤلاء الدعاة يعرفون الحب ويتكلمون عنه أولم ينهاهم الـوَرَع !!.. وبعد القراءة عرفت أن الحب شي سامي يسع جميع الفئات وليس بالمبتذل والمهين وتفكرت قلت سبحان الله ،، البذرة ضمتها الأرض فخرجت لنا زهرة تسر الناظرين ووسعت السماء السحاب فأنهمر المطر وحضنت الأم اطفلها وضمته إلى صدرها فنبع العطف والحنان ، تحركنا نحو الأشياء يدفعه الحب وينتج عنه العطاء.
عندما يهب الجندي إلى ساحة الوغى دفاعاً عن أرضه ووطنه لو سألته أيها لجندي ما الذي دفعك، سيقول : يا أخي حبي لوطني جعلني ، انطلق وانشد " سأحمل روحي على راحتي وأمضي بها في مهاوي الردى إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العداء" ، وعندما يبحر الصياد بقاربه تسأله مالك والبحرِ؟! ، يرد قائلاً إني أحبه وليس لي سواه وإن عتب عليّ فإنه يضمني إليه .
تغنى الشعار بالحب وليس هو الحب فالحب كبير وعظيم ، كل همسة فينا وكل خطو نخطوها يدفعها الحب ، ولم أرى أفضل في أن يكون الحب في محله وفي مكانه - حب الدين – حب الوالدين – حب الوطن حب الزوجة و الزوج – حب الابن وحب الأخ فهذا سمو الحب وليس شهوته.
والغرام والعشق بين الأخلاء ليس صافياً إنما تحركه أحيانا مطامع وأحيانا مصالح وأحيانا إشباع رغبات ، ويختبر هذا النوع ويكشفه شي يسمى الستر فهذا يكشف هذا النوع فنجد شخصاً يدعي الحب فنعرف أي حب يعني نختبره في الستر ، هل يستر على من أحب كما يدعي ام يكشف ويفضح ،هل يلاحق ويطارد أم يغض الطرف؟ .
إن مراحل الإنسان تكون متقلبة وليست ثابتة على نمط معين فلكل مرحلة لها خصائصها ولها سلوكها في أول أعتاب الشباب تتفجر الطاقة ومن أبرزها طاقة العاطفة وتبدأ معها رحلة المعاناة ورحلة الأشواق إلى بلاد المحبوب وتصبح العين حساسة تلتقط أي نظرة لتضعها في القلب ، والقلب هائم بحبٍ لا يدري به ولا يعلم عنه وبعد مدة من الزمن تهدأ الموجة ويرضى بالواقع ولكن تبقى طعم تلك المرحلة باقية في الفؤاد – مرحلة جميلة ولكنها خطره أنتجت ضحايا لأنهم تمادوا وطمعوا .
مراحلنا العمرية لابد أن نفهما لابد أن نعرف أنفسنا لكي تستريح النفس منا ولا نصارعها فالبعض يمرض ويسقم ويشل تفكيره وبعضهم يسكت ويصبر وهو الأنجع علاجاً، وهنا أتساءل لما لا يكون دافعاً وليس مثبط ولما لا يجد راحة وليس قلقل .. ؟؟
لأن هناك اختلاف كبير بين الحب وبين العشق والغرام لأن الأخير مرض والأول عطاء وتضحية ..
ونهايتي بعد قراءتي وجدت أن أسمى الحب وأعلاها شأناً هو حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهد الدافع نحو العمل و راحـة النفس فنجد رجلاً تعلق قلبه في المساجد ، ورجلان تحبا في الله وتفرقا عليه .، عندما شاهد رسولنا الكريم جبل أحد قال لأصحابه : هذا جبل من جبال الجنة يحبنا ونحبه .، فكيف لإنسان أن يحب جمادًا وكيف للجماد أن يحب إن بشرًا ، أنه الله سبحانه وتعالى الذي أودع هذا الشيء .. فتبارك الله أحسن الخالقين .
مع تقدير أخوكم
القباني
العرض الشجري
