((((.. بندر بن سرور .. .))))

.. بندر بن سرور .. .

بندر بن سرور .. .

شاعر مميز .. و شاعر فريد .. قل أن تشهد أرض الجزيرة مثله...

ليش أسطوري ؟
لأنه في الواقع ، ملأ الدنيا و شغل الناس . و اختلف الناس حوله اختلافا كبيرا . و
تناقلوا عنه الروايات الكثيرة، فيما يتعلق بموته و حياته و ميلاده و حياته و دراسته
و تعليمه.
فلكل شخص رواية، و لكل شخص عنه انطباع.
مابي أطوّل عليكم، لأني مهما تكلمت عن بندر فلن أوفيه حقه، بل سأترك شعره يتكلم
نيابة عنه.



فمن هو بندر بن سرور؟
هو بندر بن سرور بن خضير القسامي العتيبي.
من مواليد القرارة أحدى توابع منطقة الدوادمي
ولد في عام الف و ثلامية و ستين هجري، في سنة عرفت بربيع ربلان
نترك بندر يصف نفسه بنفسه . يقول :

ماني وانا بندر براعٍ ولد راع ... انا الحصان اللي طوالٍ حباله
إبن سلايل خير من شالت القاع ... المصطفى الهادي وديع الرسالة


ماني وانا بندر ببيّاع دمه ... يقطعك يا بياع دمه و مهفيه
اللي يبيّع لابسات الأزمه .. ثورن يبي بيض العماهيج تغنيه


ماني وانا بندر بهيسن ولد هيس ... هيسٍ يدنع عند حرمة قصيره
ليا بغيت اجلس ترى لي مجاليس ... وليا بغيت انهج دروبي عسيرة


ماني وانا بندر بهيتٍ ولد هيت ... هيت مقابل خمّةٍ يكرهونه
من كثر ما جرّبت وأقبلت و أقفيت ... قولة هلا من لا يودّك مهونة


ماني وانا بندر على درب الأنجاس ... اللي قريبٍ تفلها من لحاها
أنا بدرب الصيرمي عدم الأجناس ... زيزوم روق ليا تنصّت عداها


ماني وانا بندر بنصّاي جابان ... شوخ الجموس مناقرين الحليلة
ليا صار لي لازم نصيت ابو فيحان ... شيخ الشيوخ مكمّلين الجميلة


عاش بندر رحمه الله طفولة فيها من القسوة الشيء الكثير . فبعد وفاة والده تزوجت
والدته رجلا اخر و انتقلت للعيش معه.
انتقل بندر للعيش مع أمه و زوجها في رواية، و جلس عند عمه اخو ابوه في رواية اخرى,
ولكنها-على كل حال- حياة افتقدت لحنان الاب و احتوت على ما تحتوي عليه حياة البادية
عادة من قسوة و ترحال خلف الماء و الكلأ. لكن هذا لم يمنع بندر من قول الشعر , و لم
يمنع الموهبة الشعرية من التفجر ابداعا على شفاه هذا الاسطورة:

صوتي وانا بندر طويل ليا بان ... إن ما خشيت الرب ويش اختشي له
ما ينرمي قولن على غير نيشان ... و من لا يثبّت حجته ويش هي له


درس بندر الابتدائية , و قالوا انه اخذ المتوسطة , ثم بدا بالبحث عن وظيفة , و لقى
وظيفة في الجيش السعودي و توظف فيها, و أرسلوه للكويت على أيام حصار عبدالكريم قاسم
لها , و تدرج في الرتب لين وصل لرتبة رقيب في الجيش الكويتي.
و قد أثرت هذه المرحلة العملية على حياة بندر بن سرور الشاعر , و بندر بن سرور
الإنسان. استفاد من احتكاكه بالاجانب هناك و عرف شوي انقليزي , و لعلنا سنلاحظ بعض
الكلمات الاجنبية في شعره , و حتى بعض الكلمات المستخدمة في الكويت, و سنشير لها في
موضعها.

يقول بندر في قصيدة لأحد دائنيه :

الدين واجد و الوظايف تعيسة ... و العسكرية خلت الراس شايب

ولكن هذا الدين , و الشيب اللي بالراس من العسكرية , ما منعه لا يقول هالقصيدة اللي
تعتبر من احدى قصائد الاعتزاز بالنفس و الحكمة, اللي نبي نفرد لها بحث كامل :

أنا الذي ما ابدي على الناس سرّي ... من خوف سودان الوجيه تحكي به
أصبر على ظيم الدهر و التعرّي ... من شان من يرضى عليّ الغليبة
و ابعد مجالي عن عيال التزرّي ... من لا هوى قلبي دواه المغيبة
واخاف لي من مجلسٍ ما يذرّي ... في جانبه بومٍ حساسه صليبه
و سوالفٍ مابين بحث و تحرّي ... يجرح فؤادي عيّه و ابتلي به
يرضيني المقسوم خيري و شري ... سبحان من لا تعلم الناس غيبه
أحدٍ على ربعه يحب التحري ... للشر بلاس و خيره بجيبه
هذاك يالربع انا منه متبرّي ... لو عضّني ناب الدهر ما انتخي به
من خوف يضحك لي و هو يستغرّي ... يفتل حبال السّوْ ما يندري به
يفرح عليّ بكل شيٍّ يمرّي ... و ان شاف يمّي خير عنّي نهيبه

وئف تـ ئهو :
قم سو فنجال ترى الشاي لبتون ... و الما الشريعة و الهوى مستهيدي


من الشوارد في شعره رحمه الله , هو تكرار كلمة معينة , أو جملة معينة في العديد من
أبياته الشعرية
متفاوتة بين المدح و الفخر و النصح و الدعاء و الغزل . مثل ما مر معنا في أول
الابيات, جملة " ماني و انا بندر " تكررت في ست قصايد , و مثلها العديد من القصايد
و المقاطع اللي نبي نعرض لبعضها بإختصار.

مقطع " الله من عين " تكرر في بداية ثلاث قصايد :

الله من عينٍ ليا عسعس الليل ... عافت لذيذ النوم ما تهتني به
يا وين انا القى من يحب التعاليل ... يبدى بزين القول والا ابتدي به


الله من عينٍ تزايد صلفها ... بيّن كداها بالعروق الصخيفة
كم واحد له حاجة ما صرفها ... يصد عن صرّافها لا يظيفه


الله من عينٍ طرقها صواديف ... عميت و يبسن العروق الصخافي
شفت الوزا بالعين من عرض ما شيف ... شفته و غيري ما فطن له و شافي

أما مقطع " يا مل قلبن " تكرر في بداية قصيدتين الأولى في الحكمة و الثانية في
الغزل

يا مل قلبن كل ما مات همه ... دارت دواليب الدهر لين تحييه
فرّاق شمل الناس عيّا يلمه ... وقتن يشيب الراس من شاية فيه


يا مل قلبن تلّه الود تلّي ... تل الرشا من فوق ملحا جلاله
في غربها تسعين فري و مشلّي ... تجفل ليا سمعت ظريس المحالة
من واحدن طرق عليّه يهلّي .. لحق بواقِ القلب مع ما جرى له


و اما " انا اللذي شفت الوزا " تكرر كثيرا , و أشهر المقاطع كانت في الحكمة :

أنا اللذي شفت الوزا ياسماعيل ... طاوعت نفسي لين شفت الغليبة
النفس طير و الخطايا محابيل .. و الناس روّاي الحديث تحكي به


وانا الذي شفت الوزا يا سليمان ... برد الشتا و القيظ اكلني لهيبه
مانيب اهين النفس لو كنت جيعان ... ما يدنع الا الكلب عقب انزي به

و لعل من اشهر الجمل , هي " يا سهيّف الذرعان " اللي مع " ماني و انا بندر " تكرروا
بشكل أوضح من غيرها

يقول بندر في سهيف الذرعان متغزلا و واصفا فرته :
يا سهيف الذرعان انا منك مخطور ... مثلي و مثل اللي غدى له بديرة
فرتن مخيف و حدّه الحمل و الجور ... زاع أسود الما لين ولع انبيره

سهيف الذرعان متغزلا فيه و واصفا طيره:
يا سهيف الذرعان زين الدلالي ... قلبي تغير ما سمعتي صريره
صرير فرخٍ حده اقطم كحالي ... طقه مقافي ريش و اخلف مطيره

يا سهيف الذرعان ويلك من العار ... حتى أيش لو لعنت ماني بملعون
يستاهل اللعنات ثارٍ ولد ثار ... اللي ليا جا باخر الوقت ممهون

يا سهيّف الذرعان مافي وسواس ... لي حاجة بالعرش و أسعى وراها
اسجد لقادرها على غفلة الناس ... أساله الجنة و نكمل عطاها

و للابيات هذي قصة سنتطرق اليها ان كان المقص ما ناشها:
يا سهيّف الذرعان مانيب مرجوج ... رجتني الايام غدرٍ و حيلة
يا بنت لولا الذي على تاسع الفوج ... لاترك نجد و عزوة بالقبيلة

يا سهيّف الذرعان لو قلت لا باس ... مانيب من يجري الخبيث بوريده
كم فرجةٍ من خوفها الراي ينحاس ... على عيال البوم عسرٍ مديده


و الكلام عن سهيف الذرعان , يقودنا الى شعر بندر بن سرور الغزلي , اللي يتضمن بعض
الاشارات الى الفرت و الوانيت. اللي أظنهم من متلازمات القصيدة لدى بندر بن سرور ,
كما كان الشعراء القدامى يبدأون قصائدهم بوصف مركوبهم , من جمال أو خيول , فإن بندر
قد ابدع في هذا السياق.
ذكر بندر بن سرور رحمه الله في شعره الكثير من الأسماء , فـ من منيرة , و سارة ,
إلى ميثا و حصة . فهل شاعرنا حب كل هذولي ؟ و هو اللي تزوج مرة واحدة و فشل زواجه
؟؟ أم ان الأسامي هذي تمويه , لتغطي على الاسم الحقيقي كما هي عادة الشعراء؟؟؟

ان كان ابو نورة قال لعيون سارة تشرق الشمس و تغيب , فـ بندر قال فيها:

عز الله اني عن هوى البيض تايب ... لكن ردتني على القول سارة
لا وا هني من لا طرت له عجايب ... و عيونها اللي للمهاوين إشارة


أما منيرة , قال فيها :
يا راكبين أكوار شيبن محاقيب ... اللي عليهنّه من البعد غيره
ضد السلاح و ضد كل المناصيب ... ودّوا سلامي فوقهنّه منيرة


و ضيحة لها حقها بعد:

عز الله اني جزت عن كل ما اقول .. لا شك ردتني على القول ضيحة
يا شيخة الخفرات من زين و دلول .. من مات من سبّتك ربه يبيحه


واذا كان محمد عبده جا ببنت النور , فإن بندر بن سرور سبقه بأمها :
يا بنت ياللي صوتوا لك بام النور ... نادوك يا ام النور و اسمك منيرة
لولا الجديل اللي على المتن منثور ... والا لريم الصيد صرتي خشيرة


و برضه منيرة :

اخذ القلم و اكتب يمين و شمالي ... ثم أطول التاريخ و اكتب منيرة
و اكتب ترى بالشرق مابه رجالي ... الا الحسد و مغامزن بالقصيرة


حصة:
على شان " حصّة " جعل يسقيهم الوبّال ... ليا عوّدت مالي و مال الحبردية


ميثا و الغرابي :
ياليتني سيّرت يم الغرابي ... من شان " ميثا " شوفها رحمة لي
ابو جديلٍ ماشطه بالخضابي ... زوده على حد الردوف متدلّي
والعين عين اللي يويق الهضابي ... حرّ على كل الحرار متعلّي
و الخد بارق مستهل السحابي ... و كلامه أحلى من حليب المتلّي



يا زينه :
يا زين فنجال على نومة الناس ... زرع اليمن و اللي مسوّيه عيده
يبري العماس اللي فضى خوتة الراس ... روابع يقفي و يقبل بريده



أما في هالبيت الغزلي , يلاحظ تأثر الشاعر في بيئته , و يبدو انه قاله يوم كان
بالكويت , " ثاني إعدادي " :
يا بجاد لو صادفت وِرعٍ صدفناه ,,, على طلوع صفوف ثاني إعدادي
ابو جديل يوم تدلج زواياه ... سبّاح غبّات مع الموج غادي
يمكن يصبّون الذهب من شفاياه .. والا بخده يزرعون الزبادي


هذي اللي اعجبته ولا يعرفها :
يا بنت ياللي عينها عين شيهان ... حرّ قطامي فعوله عطيبه
والقرن ذيل اللي تشعشع للاكوان ... بنت الاصيل اللي طويلٍ سبيبه
و الردف يطوي الثوب و العود ريّان ... و الخد بارق مزنةٍ مستجيبة
أسايلك بالله خلاق الانسان ... الله عليتس انتي من أيّا عتيبة ؟؟؟



يا بنت ياللي عمرها صدر و ردوف ... بيض محاجرها و حلو نباها
ودي بشوفك مير يوم اقصر الشوف ... عيني بعد هاك الرمد قل ماها



الفزعة:
يا علي صوت بالقلم و اشعل الليت ... افزع لقلبن كاثراتن شطونه






أما بالنسبة للسيارات في شعر بندر رحمه الله , فإنه قد وصف في الفرت ما لم يصفه
غيره , في مناسبات عديدة و في أبيات متنوعة
نترككم مع بندر و معشوقته الفرت ...

من فوق فرت يوم يرخي المتوني ... جول القطا اللي واردن عقب مرواس
من مارده يا عبيت شابت عيوني ... و من مصدره يا عبيد شاب أسود الراس

قصيدة يتوجد فيها على معشوقته بفرت :
الا وا وجودي وجد من صك دونه باب ... بقفل اعجمي مغلقات مساميره
عَدَو به على اللي كنه النسر بالمرقاب ... على الجمس الأصفر كاملات شراشيره
معه فرت خمسة طن ياخذ مية ركاب ... من المال عيّن ينقلنّه تغاييره
دخل هو و حِمله للحكومة بغير حساب ... و راعيه عشر سنين و يعاد تقريره
على اللي كواني كيّة العظم بالمشهاب ... على أقصى عراوِ القلب محمي مناشيره
عشيري ورا الكوده وانا من ورا مشعاب ... بعيد قريب تعيب يا هون تيسيره
ولا يوصله كود " فرت " عليه اسطاب ... ليا حاسب السوّاق تقدح مواخيره
صنايع بياطير الكفر لابسين الكاب ... عصاة اليهود اللي مشاريبها البيرة

ألا يا نديبي فوق فرتٍ ورد من شرق ... على راس قيره للعليمي تعاشيقه
من الوارد اللي جمركه عند راعي عرق ... على المطرق مجبور ياخذ قماريقه



اما في هذا البيت , فكما أسلفت , تأثر الشاعر في بيئته عندما سافر للكويت , و واضح
أختلاطه بالغرب
و تأثره باللغة الانقليزية هناك .. فالمقصود في كلمة " ويله " هي " كفراته " , حيث
أن ويل بالانقليزي تعني كفر
راكب اللي يوم طب مع النفودي ... كن صلفات الهبايب عج ويله
صوت سيره يوم غنّى بالعمودي ... صوت ذيبن وايق براس الطويلة


من فوق فرت ما يشيل الصقاقير ... من زود فنّه صافيات بلوفه
بعريبيا ما رهّموا له مسامير ... من دولة النجمة مبادي حروفة


يا هل الونيت اللي على مدقره ميم ... نقل الرياض الخط ما توصلونه
صنّاعته مخطين ملّة ابراهيم ... حمران رومٍ لونهم مثل لونه
والله لو أمسك طارته يا مغانيم ... ما عاد أقلّد دولةٍ يصنعونه


راكب اللي يعجب اللي يوم حافه ... زين صوته بالسيور المعدنية
زيّن الصناع شغله بالكيافة .... ناسجٍ حوضه على ذوق الحنيّة
يوصل اللي بان بالقلب أختلافه ... عيّت الأيام تسمح لي مجيّه


الله على اللي يوم يفتل عموده ... يطلع ثرى ارضٍ بعّد القيظ ماها
ليا أونس ثقيل الترس يرخي عضوده ... شيهانة ترخي المتون لعشاها



في مدح الشيخ سعيد بن مبارك السالمين المنصوري من العين
يا اهل الونيت اللي تزايد عويله ... مكينته ذيب النصارى شغلها
حدّه وقود النار و أبعد مقيله ... شرقٍ يريد العين و أدنى جبلها

راكب اللي من حفيزه للحدودي ... عَقّب العشرين طبلون اميتينه
فرت نوع كلاسيكي ماله طرودي ... أبيضٍ في البيت الأبيض فارقينه
يرفعنّه نايماتٍ بالعمودي ... و الهوى و النار يرخنّ المكينة
يوم مرّ خريص مع عرق النفودي .. قاومه صوت القيامة في المدينة

يا منير دوك الفرت و اخذ الفواتير ... افحص عليه و دخله بالكراجي
اللي يبى البنزين ركّب مواصير ... و اللي تبيه النار ركّب بواجي

قصة خط على فرت من الشام :
من بلاد الشام جينا بالمكينة ... فوق فرتٍ ما تخثع بالطماني
يحتدي مثل الجمل تسمع رطينه ... مع طمان القاع مثل الثعلباني
والشـُفير من المدارس مطلعينه ... عن ظلام الليل شب الكهرباني
كل ما جاه تل يلعن والدينه... باليمين اللي على كل اليماني
ما تجيه يسار رجله شوف عينه ... غير يسرى الطار شيٍّ بالاماني
يوم قال له الخوي عاشت يدينه ... شد رجله للكمك واحد و ثاني
يالله انك تنصره من نصر دينه ... إن عطى له مع غبا ولا بياني
قلت يالمطنوخ أنا عيني حزينه... من شراب اللف أبيه و عنك كاني
قد رمى بالكيس قدمي قال وينه ... دوك ما بالجيب عن شيٍ لهاني
قلت ثالث قال يالله لا تهينه ... قلت خامس قال يطلب نقل ثاني
قال واحد و الكمك واسمع حنينه ... كيف ما ترضى عليّه بالهواني
قلت واحد و الكمك ضام المكينة ... قال لي من يرحم القاسي لياني
قلت والله يرحمونه صانعينه ... قد زعلت من اللهيب اللي حداني
قال ما ناثق بمن هم متقنينه ... عن مشاور غير عرفي قد كفاني
قاطع عرقين مادري وين وينه ... قد وصلت الأرض و اسمع صوت ثاني
قلت دوك اللف خابوا شاربينه ... غطّني عن شوف شي ما خفاني

راكب اللي مخ رجليه خنزير و هوا ... أشهب في مقدمه باقين و عكس تاج
متر في مترين مستبرم كله سوا ... حايفه حطاب ما سمكره راعي الكراج
إن نعشته بالثلاثة مع اللفة عوا ... عوي ذيب محتدينه مربية النعاج
ثابت ما يختلف كلما لف إنزوا ... و ارتفع ثم ارتخى مثل طايرة المراج
كن ضرب المرو في الويل قدام و ورا ... ضرب هملول البرد و ان تقفاه العجاج
منوة اللي مشفقن لهله و لهم نوا ... من بعد طول المسافة يبي فلّة الحجاج
و في القصيدة السابقة يلاحظ أيضا تأثره , فنجد " ويل " مرة أخرى , و نجد الميراج ,
الطائرة الحربية المعروفة

واهني من ظفّ عفشه و لمّه للسفر ... فوق هافن من قطع وارده يقطع رجاه
يوم لزّه بالثلاثة مع العرق الحمر ... شال صدره من عوا الذيب ما تفرق عواه

يا اهل الونيت اللي يشق الدهو شق .. يصفر صفير مفجّرات السراعة
اما اركبوني يالنشاما بلا حق ... ولا اوصلوا مرزوق منّي وداعة

من الفرت الى الدوج :
الا يا نديبي فوق دوج عليه شراع ... ما قال انفخ التشريق جا في مواصيره
ليا هبّت العليا و قام العجاج و راع ... يهيضك مع السكة تثاوع معاصيره
صنايع يهودٍ لا يبدّل ولا ينباع ... يقربك من دار و يقلعك عن ديرة
بعد طلّعوه مجَيّكٍ ما يبى المرجاع ... سمع من وراه الفوج غنّت مواطيره
ليا دق سلفه قام حسّه يرجّ القاع ... ما جاه المعاون يشتغل في مساميره
عطاه الثنين و زاد له بالأبنص و فاع ... رزيمه رعد مزنٍ تهلّع دناقيره
خرط له بثالث عقب نشّه بعزم و زاع ... و شتل له برابع ما يضيّع تغاييره
ليا شال عزمه ريّحه وامنٍ مارتاع ... مسك مع يمين الخط و يلدّ لانبيره

اشرب من ابو بس و أنسها نس ... نس المهرب مع خطوط الجزيرة
ليا من عطى له ثالث قام يضرس ... خفر السواحل في طريقه خطيرة
شدة قصير ولا يمر المهندس ... توّه جديد و عالمٍ به خبيره
يسري من الحدّين و يصابح الرس ... عليه بندر ما يخونه ضميره
جاب البضاعة من مغانيه بالدس ... ماهوب شاةٍ ميتة في حظيرة
يالله يا منشي السحاب المطمّس ... تفرج لمن مثلي عيونه سهيرة

الله على اللي شد ماهوب جابان ... أبو ثلاث حلاق إس و حنيّة
اللي انبيره يعلن الحرب فتّان .. بينك و بين اللي بعيدٍ نويّه
ملفاك زيزوم المشاكل كحيلان ... مهوب ذاك اللي طبوعه رديّة

ألا يا نديبي فوق من ينطح التهريب ... ليا عد مية قام يلعب دركسونه
أبي ابعد عن الشرطة و افارق جنود الذيب ... لدارٍ يبيدن الونيتات من دونه
و يا حن قلبي حنّ فرت بعد توضيب ... تحت خارجي ما طفت نار غليونه << تشبيه

الله على اللي كن سلفه ليا نيش ... خطو المحالة مغردٍ من رشاها
يلحق فروخ مصخرات ابرق الريش ... شقر الوحوش اللي عزيزٍ غذاها

يا عبيد غنّن سيور الهاف ... لا يا بعد كلّ من غنّا
عرق الابيتر رماه خلاف ... ما طب له واحدٍ منّا

ياهل الونيت اللي نوى مشتل البيب ... ما دق صدره بالخطوط الغزيره
يوم يتخضّع في محير الاداعيب ... يشدي تخنّع جادلٍ في حريره
لا تجربونه ما يبي الفرت تجريب ... قد جرّبه في البيت الأبيض خبيره

راكب اللي زوّد اليابان فنّه ... و اخترع فيه الدبل ضد الحتيفة

الله على اللي يهيض القلب منهاجه ... من مصنع البيت الأبيض ورّده زيني
ليا عوت قربته ارتفع تاجه ... ما عاد ابي اللي مع الطرقة يخاويني

يا راكبن من فوق صافي البلوفي ... مقعد انبير الزيت نيم الحرارة
فرّاق ما بين القلوب الولوفي ... فرتٍ كما وبل السحايب غباره

يا اهل الونيت اركبوني واصل تيمي ... ما توصلون الغريب اللي خِرِب فنّه

وجدي عليها وجد من هرّب الجمس ... في حملته يا عبيد سبع المثاني
يوم الطرد غدت ثلاثه كما الخمس ... قامت تقطّع قربته جدّ عاني
مدّوا له الدربيل مع طلعة الشمس ... و جاه العريف و حدّره لسفواني

يا وجدي على شاهي , لاهوب بنتليز ولا ربيعي :
يا عبيد يا وجدي على شاي قبل امس ... شاي مزج يا عبيد بالزعفراني
مصلّحه مركوز الانهاد بالخمس ... راعي ثمانن كنها القحوياني

و ننتقل من السيارات و شجون السيارات , إلى الحكمة و العظه , اللتي بجانب السيارات,
اشتهرت في شعر بندر و أبدع في أخراج درر الحكمة و نظمها
في الكثير من المناسبات ..

كان الرجال اللي مضوا يصدقوني ... وحدك ولا خوة مغاريف الانجاس
طوال الظهور مخيبين الظنوني ... جرّارة الطرقة سرابيل الأكياس
البوم بيت البوم ما يفلحوني ... ما طلّعت سود التنك فض و نحاس


و هنا ينصح امرأة تريد الزواج , مبينا لها صفات الزوج الصالح :

حتى أيش لو يفرش لك القاع زلّي ... من لا يخاف الله حرامٍ حلاله
عليك باللي للجماعة يهلّي ... اللي كما النثلة منارة دلاله
بالرجل شايتين حداهن يدلّي ... و ان كبهن ماهوب ويّا الرجالة
ليا صار ما به دين مع زين دلّي ... جعله من الدنيا تقطّع حباله
--
يقول بندر من خيار الدلايل ... ما كثّر الخالق بخلق الأجاويد
كثّر بخلق اللي هداهم ظلايل ... ما غرّت اللي يبدي الخلق و يعيد

كم واحدٍ بين العماهيج هذّار ... مغترته نفسه بكبر الظلالي
يبلس على ربعه و يدنع بالاسوار ... و يعد نفسه من حساب الرجالي
كفه بخيل و قلبه انجس من الفار ... أسود طرف و أدغم من السرمدالي
هذاك بِعدِه خير ما كنت ابي اختار ... اجزاه بالصدات و ابعد مجالي
وليا وطتني غبر الايام بأزوار ... غيري جماعة ما وطتني لحالي
شفت الوزا و اشتلت لي منه قنطار ... وليا عدلته شرق للغرب مالي
حرام للفنجال سوقه ليا فار .. إلا على اللي يرخصون الريالي

خطو الولد يا مال قصف التماهيل ... يشرح عيوب الناس ما شاف عيبه
يفرح ليا شاف المجالس هراميل ... و يكره ليا شاف المجالس مريبه
ما شوّقنه طيّبات التماثيل ... مع شايبٍ قد بيّن الوقت شيبه
ماهوب شايب شيّبنّه غرابيل .. عيد يقفي به و عيدٍ يجيبه
أنصحك يالللي تايه بالدواليل ... إن تاه فكرك تاه مسرى النجيبه
احذر تصلّي بالهدوم المسابيل ... و احذر تخاوي اللاش تابع نسيبه

أنصحك ياللي غرّته ما عرفها ... شيبا تشيّب ما يحوّل رديفه
رديفها يركض و يركز هدفها ... وقت يقص العظم من حد سيفه
و ان جت بك الدنيا و جابك صدفها ... لا تغتزي باهل النفوس الضعيفة
وانصحك نفسك لا تسقّط شرفها ... ترى بعض بيض المجالس مجيفة

من القصائد المشهورة لبندر , و كلها حكمة, و كل بيت منها يحتاج لصفحات لشرحه :
يالله يا جال الأمور المهمة .. تجلى وهق قلب برى حال راعيه
البر دجته و البحر رحت يمّه ... أدرج سبب حظ على الله مساعيه
يوم إن ولد اللاش رزقه على أمه ... رزقي على اللي ميّت القشع يحييه
ماني وانا بندر ببياع دمه ... يقطعك يا بيّاع دمّه و مهفيه
اللي يبيّع لابسات الأزمه ... ثور يبي بيض العماهيج تغنيه
يزعل ليا جت ليلة الدول يمّه ... يرضى بسوق المال بأخيه و أبيه
خطو البخيل اللي يكبّر معمه ... يقرا الكتاب و واجب الله مخليه
أما هرج له في رفيقه بنمّه ... والا عطا و أمه تضيّع هقاويه
يا مل قلب كل ما مات همّه .... دارت دواليب الدهر لين تحييه
فرّاق شمل الناس عيّا يلمه ... وقتن يشيب الراس من شاية فيه
أحدن ينام و حط راسه بكمه ... و أحد تخم النوم عينه و تخطيه
و أحدن يحاول بالردى بنت عمه ... و أحدن يحاول ستر عذرا عوانيه
تخالف الأنظار شرقن و يمّه ... كلٍ هدف رايه من الناس مرضيه
أنشدك ياللي كل شي تتمه .. تقرا الكتاب كل فرض تصليّه
ويش القليب اللي عميق مجمّه ... ما سرّ غرسه ماه عطشى سوانيه
سم السبب يا عارفن عنه سمه ... سم السبب يا عارفه قبل اسميه

والله يا لا لا كلمة قيل ذلّيت ... لاترك مقاصى اللاش نقص و مهونة
لا شك ضرّاب المثل به تقدّيت .... من حرّك المجنون ناطح جنونه



قال يوصي رشيد :
يا رشيد يوم أتعبتني بالتناشيد ... خذ لك من الدرويش زبدة قصيده
ليا عبدت الله ولا أشركت تعبيد ... ترى محمد صفوة الخلق سيده
و ترى أبرك الحاجات يوم صدف عيد ... جمعة اسبوع و صادفت يوم عيده
و اذكر لك الاجواد صد و صواميد ... و انذال لا صدت ولا من صميده
و اذكر لك اقشر ما على السيد و البيد ... اللي طمع بنت القصير الحديده
فضح قصيره عنده انه كسب فيد ... سولف بها للناس خطو البليدة
سولف بجرحٍ ما لجرحه تضاميد ... زوّد لجرحه جرح ينزف صديده
ليا وطاك اللي وطاني تراديد ... رد السؤال ولا تخبر بريده
اضرب ثلاث بعشر و اجمع تفاريد ... و فرق على العشر القليد بقليده
واللي بقى لو تفرقه للمواديد ... كم تفرقه بين الوديد و وديده
أنا الذي قد مرني سلك تجنيد ... خدمت به سنين عديده
مرحول هم و كل شي له أجيد .. اجيد زين و شين و الهم اصيده
اسمع صرير القلب بين الجواريد ... حدّنه الاضلاع و اسمع صريده
صرير فرخ حده اقطم صواريد ... اول طرد قرناس ثاني حريده
هذا و انا شفت الوزا و التزاهيد ... لا اقول حي ولا تحت قبر ريده
والله ما أهني قاضي العمر ترغيد ... ابن اللئيم اللي حياته رغيده
أهنّي القلب الخطا بالمراقيد .. و ضب الخلا لو ياكل رديده


ما يطلع القرناس من عش بطّه ... و الجبو ما يحيي النوامي شفيطه
ليا صار من ربعك اقيشر و نِطّة .. هزّ المحالة لين يفرط شريطه
تراه ما ينفع عساها تلطّه ... خيال دجل و مثل عنزٍ ربيطة



مقتطفات من شعر بندر

يا راكبن حمرا من الهجن سرسوح ... سرسوح جيان الخلا دربوها
تلفي على اللي للمهمّات ناطوح ... اللي ليا جت قالةٍ صار أبوها

هذا البيت شطره الثاني سمعت مثله مع شاعر حديث ..
نمر النمارة كامل العرف زحزوح... حلحيل حايل حيلةٍ حايلوها




هات الربابة و احكر الشاي يالثور ... انته حشرك بليس و انا هواوي
مقيالنا في سدرة طورها طور ... يسوى حياة اللاش كلب القهاوي



و هذه بعض الأبيات قالها بندر في الدخان
شي بقلبي واهجه مستمري ... لولا أزرق الدخان يطفي لهيبه
سلّط على الدخان لو هو مضرّي ... له حزّةٍ عند احتكام المصيبة


يا منير عمّر لي من التتن معمار ... يبري الغليل اللي على الكبد كالي
والا رفعت الصوت و أبديت ما صار ... من شان تدري ويش ولّى بحالي


أشرب من ابو بس و أنسها نس .. نس المهرب مع خطوط الجزيرة


ياما رميت الكيس بين الشراريب ... و اليوم أدوّر ما لقيت اتعميرة


ما يفيد اللف لو يالع و أكنه .. ماش مثل اللي قراطيسه نظيفة


ارم البكت و اجدع الكبريت يالريمي ... تطري و مما طرى لي زادني ونة
الله يغربلك تصحيني و انا نيمي ... مانته بلاعوب عطني والعب الشنة


لما جا بندر من الكويت , اشتغل بالأعمال الحرة , و أصبح يشتري السيارات من الخليج و
يبيعها بالسعودية , و عاش حياة ترحال و تنقل
مر بالعديد من المصاعب الصحية و الاجتماعية , و خاض مع من خاض في أمور السياسة
اللتي لم تكن من العقل و الحكمة في شيئ
مرض و شاب و هو لم يزل صغيرا , و يروى عنه أنه ذهب لتركي بن ربيعان لزيارته , ففتحت
الباب بنت ابن ربيعان لبندر , و عندما سألها
ابوها من عند الباب , قالت , هذا المرجوج بندر . فرد عليها بقصيدة مطلعها :
يا صخيّف الذرعان مانيب مرجوج ... رجتني الايام غدرن و حيلة
يا بنت لولا اللذي على سابع الفوج ,,, لاترك نجد و عزوة بالقبيلة
و يعني اللذي على سابع الفوج , تركي بن ربيعان , الفوج السابع
استمر على هذه الحالة, ما بين " شي بقلبي واهجه مستمري " , و ما بين " قلبن برى حال
راعيه "
إلى ان توفاه الله عندما كان متجها الى صديق له , خارج مدينة الدوادمي , حيث أحس
ببعض الالام و توقف على الطريق ليرتاح , و كانت هي النومة الأخيرة
رحمه الله رحمة واسعة و تجاوز عنه ..
و نترككم ختاما مع بعض الأدعية البندرية التي وردت في قصائده :

يا رب تجعل لي من الذنب غفران ... يا بارجن لايوب عقب اتهليله
--
يا رب تجعل لي من الذنب غفران ... يا بارجن لأيوب ممّا بلي به
--


يالله يا جال الامور المهمة .. تجلى وهق قلبن برى حال راعيه
البر دجته و البحر رحت يمه ... أدرح سبب حظ على الله مساعيه
--
و اعوذ بك يا رب من سعي الافلاس ... و انته رقيب النفس تعلم خفاها

انتهى


منقول