|
|
|
|
ليتك ما فهمت!
لأبي إسحاق الألبيري
تفـــت ُ فـــــؤادك الأيام فتَّا =وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق = ألا ياصاح أنت أريــــــــد أنتا
أراك تحـب عرساً ذات مالٍ =أبــتَّ طــلاقـهـا الأكيــاس بتَّا
تنام الدهر ويحك في غطيطٍ =بهـا حتـى إذا مـتَّ انـتـبـهـتا
فـكم ذا أنت مخدوع وحتى= مـتى لاترعـــوي عنها وحتى
أبا بكر دعــــــوتك لو أجبتا= إلى مافيه حظـــــك إن عقلتا
إلى علم تـكـــون به إمــامــاً= مطاعاً إن أمرت وإن نهيتا
ويجلو ما بعينك من عشاها =ويهديك السبيل إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجاَ= ويكسوك الجمال إذا اعتريتا
ينالك نـفـعـــه مادمت حياً= ويبقى ذخــــره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو= تصيب به المقاتل إن ضربتا
وكنز لا تخاف عليه لصاً= خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه= وينقص إن به كفاً شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعماً= لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاع= ولا دنيا بزخرفها فتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روض= ولا خدر بربربه كُلِفتا
فقوت الروح أرواح المعاني= وليس بأن طعمت وإن شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه= فإن أعطى الإله قد انتفعتا
وإن أوتيت فيه طول باع= وقال الناس أنك قد سبقتا
فلا تأمن سؤال الله عنه= بتوبيخ علمت فهل عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا= وليس بأن يقال لقد رأستا
وأحسن ثوبك الإحسان لا أن= تُرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا مالم يفدك العلم خيراً= فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ= فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلاً= وتصغر في العيون وإن كبرتا
وتفقد إن جهلت وأنت باقٍ= وتوجد إن علمت وقد فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حينٍ =وتغبطها إذا عنها شُغلتا
وسوف تعض من ندم عليها= وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماءٍ= قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينا= فما بالبطء تدرك ما أردتا
ولا تحفل بمالك والْهُ عنه= فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس معنى= ولو مُلْك العراق له تَأتَّى
سينطق عنك علمك في نَديٍّ =ويكتب عنك يوماَ إن كتبتا
وما يغنيك تشييد المباني= إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلاً= لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بَونٌ= ستعلمه إذا (طه) قرأتا
لئن رفع الغني لواء مالٍ= لأنت لواء علمك قد رفعتا
وإن جلس الغني على الحشايا =لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجيادَ مسوّماتٍ= لأنت مناهجَ التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكارَ الغواني= فكم بِكرٍ من الحكم افتضضتا
وليس يضرك الاقتار شيئاً =إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل= إذا بفِناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول صحيح نصحي= فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
و إن راعيته قولاً وفعلاً= وتاجرت الإله فقد ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيء= تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها= كفيئك أو كحلمك إن حلمتا
سُجنت بها وأنت لها محبٌ= فكيف تحب ما فيه سُجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب= ستطعم منك ما منها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثياباً =وتكسى إن ملا بسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خَلًّ= كأنك لا تراد بما شهدتا
ولم تُخلق لتعمرها ولكن= لتعبرها فجِدَّ لما خُلقتا
وإن هُدمتْ فزدها أنت هدماً= وشيّد أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات فيها =إذا ما أنت في أُخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها= من الفاني إذا الباقي حُرمتا
|
|
|
|
|