سالفتنا اليوم عن الشيخ والشاعر الفارس محمد بن سرار المنبهي الشهراني (رحمه الله) فارس من فرسان قبيلة شهران العريقة .
كان قد تزوج من إمرأة سبيعية من آل محمد وعندما حملت زوجته طلقها لخلاف بينهم وأوصاها إذا جابت مولوداً ذكر أن تسميه عمر ويقص إبهامه الأيسر ! وإن كانت بنت تسميها رماده ويقص إبهامها الأيمن ! .
وفعلا أنجبت المرأة ولداً وأسمته عمر وقصت إبهامه الأيسر وعندما كبر عمر طلب من أمه معرفة من هو أبوه ؟
فأخبرته أن أبوك ابن سرار شيخ بالحكم من شهران فرحل لأبيه ابن سرار وكان أبوه قد كبر عمره وشعر بالوهن والضعف وقد اخذ القوم إبل جاره وهو لا يستطيع الدفاع عنها أو ردها ؟
فأخذ يندب ابنه عمر للعودة ليعيد إبل جاره التي أخذها القوم .
وهذه القصيدة بدأت بالبيت المشهور الذي انتشر وتناقله الجميع وبقي محفوظاً في ذاكرة التاريخ باسم هذا الفارس
وإليكم ما قاله ابن سرار
إن عشت يا راسـي كسيتـك عمامـه=وان مـت يا راسـي فدتـك العمـايـم
يا راس شيبـك مـا بـدا بـك مذلـه=والشيـب تكـرم بـه كبـار اللمايـم
الاجواد يكـرم شيبهـا فـي مشيبـه=إن قالـت القالـه محـوص الصرايـم
يا ما نطحنا فـي الصبـا مـن قبيلـة=يوم الصبـا والكيـف للرمـح رايـم
ويا مـا خذينـا تونـا مـن كسـابـه=بسيوفنـا راحـت تقـسـم غنـايـم
ويا مـا نسفناهـم علـى جـال وادي=ويا ما نحونـا فـوق سـود الشكايـم
اربعمية خيـال جـونـا مسـيـره=جونا يبـون الغـرس حلـو الطعايـم
وقالـوا يسـار الغـرس وإلا يميـنـه=أمس لكم واليـوم جـاء فيـه سايـم
وقلنا لهم من دونـه المـوت حامـي=اليوم نهدي الـروح نخشـى اللوايـم
وثنيتهـا لعيـون غــرس بكـايـر=يثمـر بهيبتنـا غصـونـه نعـايـم
واخذت اطاردهـم وانـا فـوق قبـا=مثل الهدود اللي عن العشـب صايـم
تلحـق ليـا غـارت ولا يلحـق بهـا=شـقـرا ولا ضريتـهـا للهزايــم
من يوم بان الفجر لين اعتلا الضحـى=وحنـا نقـلـط للمسـيـر عـزايـم
والله عطانا منصـب الحـظ والظفـر=يـوم التقـت بيـن القـروم الولايـم
يوم اسلموا للمنـع واسنـدت عنهـم=لياهم كما عشـب لفـح بـه سمايـم
هذا اسيـر وذاك يومـه دنـا بـه=وهـذاك مكسـور وهــذاك شـايـم
هـذا زمـان فـات مـا ينفـع المنـا=يوم اذكـر الماضـي تزيـد العظايـم
الراس شاب وثالثـة رجلـي العصـا=الله يوقـظ قلـب مـن كـان نايـم
أنا ابـن سـرار علومـي قديـمـة=محي عسرها طيـب الليالـي القدايـم
وانا في رجا عمر وعمر ورا الشفا=عسـاه اليـا جانـا تـرد اللـزايـم
لعـل قبـل المـوت نسمـع بشيـره=بجـاه مـن يحـي العظـام الرمايـم
لـو ان غالـي حبنـا فـي بـلادنـا=غنيمـة تحظـى الغـنـا والغنـايـم
لكـن غالـي حبـنـا فــي لــداده=سحيمـة قشـرا وجــات ببهـايـم
لولا لحاهـم قلـت ذولا مـن النسـاء=عيون الحبارى شافت الصقـر حايـم
وصلاة ربي عد مـا ذعـذع الهـواء=على النبي واصحابـه اهـل الكرايـم
وعندما وصلت القصيده إلى ابنه عمر أرسل له بالرد التالي
يا شيخ تعذر غايبك مثل ما غـاب=والذنب ذنبك يوم تطلـق زمامـه
ان كاني من نسكـم يـوم غـلاب=بنيت بيتك فـي طويـل العدامـه
والصيت يرجع لك ولك فيه مضراب=صيت ابن سرار حسب ما يرامـه
والله ان يمر القوم ما مر الاحزاب=لو صار من بين الفريق انقسامـه
والبل ترجع لك على عد واحساب=ابل القصير اللـي عزيـز مقامـه
بيوم به الغـران ياتـون شيـاب=إلا انهـم يبغـون درب السلامـه
حلفت ديـن فيـه ما نيـب كـذاب=يا جارك الا يهتنـي فـي منامـه
والبل وصرتها مع العقـل تنجـاب=أوكد من اللي قايـم فـي صيامـه
وانا لحوض الموت وارد وشـراب=لعيون من وصى بقصـة ابهامـه
وترى الوعد ما بيننا ثجر واغراب=كل على الموعد يشـاور عمامـه
وانا شويري سيف هند له نصاب=ورمح مزهينـه بريـش النعامـه
وبعد وصول عمر عند والده رد الذم على عادته القديمة ورد إبل جار والده واسترجع الزعامة مثلما كان سابقاً .
وإلى أن يحين لنا الموعد مع سالفة وقصيدة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال
العرض الشجري
