نجم سعد الذابح سادس منزلة من منازل الشتاء بدايته في 2/10 فبراير ( شباط ) وعدد أيامه (13) يوماً ويسمى العقرب الأولى عقرب السم وسمي ذابح لأن برده قوي ويقتل كما يقتل السم فأكثر المواشي تموت فيه من قوة البرد لكنه أخف من الأيام السابقة فعندما يكون الإنسان داخل بنيان أو خيمة فلايشـعر بالبرد مثل المربعانية أو الشبط ومما يروى عن هذا الذابح قصص كثيرة وروايات أكثر نروي إحداها حيث كان في الماضي وقبل السيارات والطرق المعبدة كان السفر على الركايب من الإبل والخيل وغيرها من الحيوانات التي تتحمل قسوة الطبيعة وكانت الطرق موحلة والصحاري قاحلة وتقول القصة أن شخصاً إسمه سعد عزم على السفر وقد حاول والداه منعه من ذلك خوفاً عليه فأبى إلا أن يسافر ولما لاحظ والده إصراره نصحه بأن يتزود بالفراء والحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر فلم يسمع نصيحة والده وكان يظن أن الطقس لن يتغير بحكم أن الجو في ذلك الوقت كان دافئاً فركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالاً فرأت الغيوم الشمالية فخافت على إبنها سعد فأخذت تقول وتردد ( إن ذبح سعد سلم ) وفعلاً ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وبرد غزير فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس وجرد لحمها ليقتات به وجعل من جلدها خيمة تحميه من المطر والبرد ويقال أنه بقي داخلها مدة أثني عشر يوماً ونصف اليوم لا يستطيع الخروج وبعد ظهر اليوم الثالث عشر تحسن الطقس نسبياً فخرج منها وهي فترة ( سعد الذابح ) والذابح نجمان غير نيران بينهما في رأي العين قدر ذراع أحدهما مرتفع في الشمال والآخر هابط في الجنوب وهو من النجوم اليمانية وفي الثلاثة الأولى منه جزء من بذرة ( الست ) الصالحة لزراعة الأشجار ويعرف عند المزارعين بالعقرب الأولى وتقول العرب ( إذا طلع سعد الذابح حمى أهله النابح ونفع أهله الرائح وتصبح السارح وظهرت في الحي الأرايح وانحجرت الضوابح ) فالكلب يلزم أهله فلا يفارقهم لشدة البرد فيحميهم وينبح دونهم وينفع الرائح أهله فيأتيهم بالحطب ولم يبكر الراعي السارح بماشيته من شدة البرد فالأنافح والأرايح هي الأزهار أما النوابح فهي الكلاب والضوابح هي الخيل وتقول العامة ( إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب ) وعدد أيامها (39) يوماً والعقارب التي سميت بهذا الإسم لأن بردها يلسع كما تلسع العقرب إذا دخلت كان دخولها إشارة إلى قرب إنتهاء فصل الشتاء ببرده وجفافه وشح المرعى فيه وقرب حلول فصل الربيع بدفئه وعشبه ويرجع بعض الفلكيين إسم العقارب نظرا لبداية ظهور صغار العقارب في هذا الفصل بعد بيات شتوي طويل والذابح نجم جاف والأمطار فيه قليلة والعقارب لها من النجوم ثلاثة الذابح وبلع والسعود هذا عند أهل الجزيرة أما العوام فيسمونها عقرب السم والدم والدسم وعند أهل البحر تعرف العقارب بالتسعين فالسم دلالة على البرد الشديد إذ أن بردها يقتل كما يقتل السم والدم دلالة على البرد الخفيف إذ أن بردها يدمي ولا يقتل أما الدسم فدلالة على الربيع ،فالذابح هو أول نجوم العقارب فيقوى فيه البرد ويتصف موسم العقارب بهجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة حيث تهب فيه رياح شمالية وشمالية شرقية نسرية باردة إلا أن الرياح السائدة هي الجنوبية أو الجنوبية الشرقية وهو آخر شهور البرد لذا يكون الطقس فيه متقلب الأطوار حيث يتكدر فيه الجو وتكون أشعة الشمس حارة حيث يصعب الجلوس في حرورها كثيراً بينما يكون فيه الظل بارداً ,وفي هذا النجم تورق أشجار الفاكهة كالخوخ والرمان والمشمش والتوت واللوز وينعقد فيه أوائل الثمار ويبدأ جريان الماء في فروع الأشجار وينضر عود التين ويطلع فيه الإترنج ويكثر فيه طلع النخيل والعشب والكمأة ولا تقطع الأشجار والنخيل كي لاتسوس ويبدأ فيه تلقيح النخيل وتجهز الأرض للزراعة حيث يزرع فيه فسائل النخيل والبرسيم والبطيخ والشمام والخيار والقثاء والكوسة والذرة البيضاء والذرة الصفراء والقطن والباميا واللوبيا والملوخية والسبانخ والرجلة والنعناع والكراث والفول السوداني وقصب السكر والعنب والباذنجان والقرعيات وكافة الخضروات وكافة أشجار الفاكهة وفي هذا النجم تبيض سباع الطيور ( الجوارح ) وتكثر حشرة البعوض .
ــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية
العرض الشجري