أفضله بعد الولادة وما اشتد بياضه وطاب ريحه ..
لبن الابل نافع لأمراض الصدر والجهاز الهضمي
د.جابر بن سالم القحطاني
لبن الإبل الغذاء الرئيسي للبدو في الصحراء ويعتبرونه أفضل الألبان قاطبة ويفضلونه طازجاً في معظم الحالات ولبن الابل يتدرج في فوائده وفي مكوناته فالوراثة لها دور في ذلك ومرحلة الادرار وعمر الناقة ونوع الطعام الذي تتغذى عليه وكذلك كمية الماء المتوافر للشرب.
مكونات لبن الإبل: يعتبر لبن الإبل قلويا ولكن سرعان ما يصير حامضيا إذا ترك فترة من الزمن ويتفاوت مذاقه من شدة الحلاوة إلى فاتر ومالح، ويحتوى لبن الإبل على مواد بروتونية بنسب ما بين، 25إلى 4% ومواد صلبة ما بين 10- 15% ودهون وبالأخص في أول فترة الادرار ما بين 2إلى 3%
ومواد سكرية وبالأخص اللاكتوز ما بين 3إلى 6% وكلوريد الصوديوم ما بين 14إلى، 027% كما يحتوي على معادن مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور وعلى فيتامينات مثل فيتامين ب 2و ج
استعمالات لبن الإبل:
قبل الحديث عن استعمالات لبن الإبل كدواء سنعطي القارئ الكريم نبذة عن بعض أسماء لبن الإبل عند البدو الذين هم أكثر الناس استعمالاً له، ويقول البدو إن لبن الإبل يدخل ولا يدخل عليه أي انه يكفي عن غيره من الأغذية التي لا حاجة لها بعد تناوله اللبن ومن أمثال البدو في ألبان الابل قولهم "قرطوع يطرد الظمأ والجوع" كما يقولون أيضاً عن اللبن "المشبع المروي المقيت" أي يغني عن الماء فيرويهم وعن القوت فيشبعهم وعندما يقدمون اللبن يقولون "عطه در واكفه الشر".
والعرب قد استفادوا من لبن الابل في علاج كثير من امراضهم كالجدري والجروح وامراض الاسنان وامراض الجهاز الهضمي ومقاومة السموم.
وأفضل لبن الإبل كعلاج اللبن بعد الولادة، بأربعين يوماً وافضله ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة واعتدال قوامه في الرقة وحلب من ناقة صحيحة معتدلة اللحم محمودة المرعى والمشرب.
وقد ورد في الحديث الشريف أهمية ألبان الابل لدواء بعض الأمراض فقد ورد ان أناساً أتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكان بهم سم فبعثهم لذود له ليشربوا من ألبانها فصحوا ويقول العرب للبن الابل الدواء.
ولبن الابل محمود يولد دماً جيداً ويرطب البدن اليابس وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية، وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الاخلاط العفنة ويشرب اللبن مع السكر يحسن اللون جداً ويصفي البشرة وهو جيد لأمراض الصدر وبالأخص الرئة وجيد للمصابين بمرض السل.
وقد ورد لبن اللقاح جلاء وتليينا وادراراً وتفتيحاً للسد وجيد للاستسقاء.
وقد قال الرازي في لبن الابل (لبن اللقاح يشفي اوجاع الكبد وفساد المزاج) وقال ابن سينا في كتاب القانون ان (لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو ان إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا).
وينصح المريض الذي يأخذ لبن الابل للعلاج ان يأخذه بالغداة ولا يدخل عليه شيئاً ويجب عليه الراحة التامة بعد شربه.. يعتبر لبن الابل الطازج الحار أفضل شيء لتنظيف الجهاز الهضمي ويعتبر أفضل المسهلات.
وهناك قصة حقيقية حدثت لأحد المرضى الذي كان يعاني من مرض في معدته وراجع كثيراً من الأطباء وكثير من المستشفيات ولكنه لم يشف من مرضه وأخيراً ازدادت حالته سوءاً لدرجة انه لم يعد يستطيع المشي وأصبح مقعداً وعندما رأى ان علته زادت طلب من قريب له ان يأخذه إلى جدته التي تعيش في البادية من أجل ان يراها قبل دنو الأجل، فما كان من قريبه الا ان أخذه إلى جدته في البادية فعندما شاهدته حزنت حزناً شديداً لحالته ولكنها تعلم علم اليقين ان لبن الابل علاج جيد لكثير من الأمراض فحلبت له من ناقة جيدة تتمتع بصحة جيدة وتتغذى من أعشاب الصحراء التي تحتوي على كثير من المواد الدوائية وطلبت من ابن أخيها ان يأخذه بعيداً عن بيت الشعر الذي تقطنه وان يعمل له ظلاً بالقرب من مسكنها فأخذه إلى مكان يبعد عن منزلها بحوالي 50متراً ونصب له ما يشبه الخيمة واسقاه اللبن وبعد ساعات شعر المريض بحركة غير طبيعية في بطنه وبدا يشعر بآلام مبرحة ثم بعد ذلك حدث له اسهال شديد مصحوباً بقطع غريبة.. ثم حلبت له مرة أخرى وأسقته وبدأ لبناً حامضاً من حليب الابل فشربه فتوقف الاسهال وتوقف الألم وبدأ يشعر بالراحة والرغبة في الأكل مع العلم انه مكث أياماً بدون أكل حيث كانت شهيته للأكل معدومة فخبزت له الجدة خبزاً مرموداً أي وضعته داخل الجمر والرماد ثم أعطته مع مرق جديد فأكله وبدأ يشعر بالعافية والراحة ومكث عند جدته حتى شفي تماماً وعاد يزاول أعماله وحياته العادية بالرغم انه قد فقد الأمل في العيش.
المصادر:
1- الطب والعطارة المجلد رقم 11من الموسوعة الثقافية التقليدية في المملكة العربية السعودية اعداد دكتور جابر سالم موسى القحطاني ورفاقه، دائرة الإعلام 1420ه الرياض.
2- الابل عند الشرارات، اعداد سليمان الافنس الشراري الطبعة الاولى 1412ه طبرجل
من جريدة الرياض قسم عيادة الرياض - الدكتور جابر القحطاني -