من المعروف طبيا أنه أثناء العطاس، يرتفع الضغط داخل البطن، مما قد يحدث أضرارا بالحوامل، ومرضى الاستسقاء أو المصابين بفتق في السرة أو فتق أربى أو غيره، كما يزداد الضغط داخل المخ وداخل العينين، مما قد يسبب أنزفة هنا وهناك، إلا أن كل ذلك لا يحدث في معظم الأحوال، من رحمة الله تعالى، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم. ويقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم زميل كلية الأطباء الملكية بلندن، أن ما يحدث أثناء لحظة العطاس، وما يسبقه من شهيق عميق ومفاجئ، تغيرات فسيولوجية يتحدث فيها الأطباء طويلا، إلا أن ملخص القول أن رحمة الله تعالى تدرك الإنسان في هذه الحالة، فتحميه من أضرار فجائية قد تحدث له، وإذا منع الله تعالى عن الإنسان ضررا، فأقل شيء يفعله الإنسان أن يحمد الله تعالى، وواجب على من يسمعه من جلسائه أن يدعو للعاطس بدوام رحمة الله تعالى عليه، التي تجلت أثناء العطاس. ويحتمل أن يكون ذلك الفهم العلمي مفسر للمغزى العلمي في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بتشميث العاطس (أي الدعاء له بدوام رحمة الله عليه)، وفي الرواية: عطس رجل عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما أقول يا رسول الله إذا عطست، قال: قل الحمد لله، قال القوم: ما نقول له يا رسول الله، قال: قولوا له يرحمك الله، قال الرجل، وما أقول لهم يا رسول الله، قال: قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم، وفي (رواية: يرحمني ويرحمكم الله).
ويضيف الدكتور شوقي إبراهيم بصحيفة الأهرام المصرية، أنه أثناء العطاس، كما في السعال، يخرج رذاذ من الفم، قد يكون محملا بالجراثيم الناقلة للأمراض، التي قد تعدي بعض من يتواجد مع العاطس، فينبغي عليه أن يغطى فمه وأنفه أثناء العطاس بمنديل أو حتى بثوبه، حتى لا يتسرب الرذاذ إلى الهواء المحيط به والناس من حوله، لذلك علمنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الوقاية من قبل أن يعلم الناس عنها شيئا، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه.