الإمام تركي بن عبدالله
هو تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة الثانية وعندما سقطت الدرعية
في يد المحاربين المعتدين هرب من وجوههم وأصبح يتنقل في جبل العارض
حتى أوى إلى ( عليّة ) وأقام هنالك في غار يذهب منه ويعود إليه وفيه تزوج
بإمرأته الشامرية فولدت له ( جلوي ) ولم يزل بها حتى أعيدت له الكرّه
واستولى على حكم البلاد ولم يزل يبني ويجدد ما اندثر من عهد آبائه وأجداده
حتى قتله ابن عمه مشاري بن عبدالرحمن آل سعود غيله وفي هذه الأثناء
حينما كان لاجئاً في ( عليّه ) علم بأن أمير البلاد ابن معمر قبض على ابن عمه
مشاري بن سعود وسلمه للترك فقتلوه .
فـ انسل من مكمنه وقتل ابن معمر الذي سلم ابن عمه للترك وبولاية تركي
انتقل الحكم في آل سعود من ذرية عبدالعزيز بن محمد إلى ذرية أخيه
عبدالله بن محمد وبقي فيهم إلى اليوم وكانت لتركي صولات وجولات ومهاجمات
في تطهير البلاد من أذناب الأتراك والمصريين وكان قتله سنة ( 1249 ) هـ
ومن قصائده هذه القصيدة التي أرسلها إلى ابن عمه مشاري بن عبدالرحمن
عندما كان في مصر وسبب وجوده فيها أنه بعد سقوط الدرعية في يد إبراهيم باشا
واستسلام الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود أرسل إلى مصر
وكان معه مشاري بن عبدالرحمن
فقال الإمام تركي
طار الكرى من موق عيني وفرا=وفزيت من نومي طرا لي طواري
وأبديت من جاش الحشا ما تدرا=وأسهرت من حولي بكثر الهذاري
خط ٍ لفاني زاد قلبي بحرا=من شاكي ٍ ضيم النيا والعزاري
سر ياقلم واكتب على ما تورا=أزكى سلامي لإبن عمي مشاري
شيخ ٍ على درب الشجاعة مضرا=من لابة ٍ يوم الملاقا ضواري
يا ما سهرنا حاكم ٍ ما يطرا=واليوم دنيا ضاع فيها افتكاري
أشكي لمن يبكي له الجود طرا=ضرّاب هامات العدا ما يداري
يا حيف يا خطو الشجاع المضرا=في مصر مملوك ٍ لحمر العتاري
من الزاد غاد ٍ له سنام ٍ وسرا=من الذل شبعان ومن العز عاري
وش عاد لو تلبس حرير ٍ يجرا=ومتوج ٍ تاج الذهب بالزراري
دنياك يابن العم هذي مغرا=ولا خير في دنيا توري النكاري
تسقيك حلو ثم تسقيك مرا=ولذاتها بين البرايا عواري
اكفخ بجنحان السعد لا تدرا=فالعمر ما ياقاه كثر المداري
ما في يد المخلوق نفع ٍ وضرا=وما قدر الباري على العبد جاري
واسلم وسلم لي على من تورا=واذكر لهم حالي وما كان جاري
إن سايلوا عني فحالي تسرا=قبقب شراع العز لو كنت داري
يوم ٍ إن كل ٍ من عميله تبرا=حطيت الأجرب لي عميل ٍ مباري
رميت عني برقع الذل برا=ولا خير فيمن لا يدوس المحاري
يبقا الفخر وأنا بقبري معرا=وأفعال تركي مثل شمس النهاري
نعم الرفيق إلى سطا ثم جرا=يودع مناعير النشاما حباري
واحصنت نجد ٍ عقب ما هي تطرا=مصيونة ٍ عن حر لفح المذاري
ونزلتها غصب ٍ بخير ٍ وشرا=وجمعت شمل ٍ بالقرايا وقاري
والشرع فيها قد مشا واستمرا=ويقرا بنا درس الضحى كل قاري
زال الهوى والغي عنها وفرا=ويقضي بها القاضي بليا مصاري
وإن سلت عن من قال لي لا تزرا=نجد ٍ غدت باب ٍ بليا سواري
ومن أمّن الجاني كفى ما تحرا=وتازي حريمه بالقرايا وقاري
وأجهدت في طلب العلا لين قرا=وطاب الكرى مع لابسات الخزاري
ومن غاص غباب البحر جاب درا=ويحمد مصابيح السرى كل ساري
وأنا أحمد الله جاب لي ما تحرا=وأذهب غبار الذل عني وطاري
والعمر ما يزداد مثقال ذرا=عمر الفتى والرزق في كف باري
وصلاة ربي عد ما خط بالرا=على النبي ما طاف بالبيت عاري
وإلى أن يحين لنا الموعد مع شاعر آخر تقبلوا تحياتي
دمتم برعاية رب العزة والجلال