بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة وهي إحدى روائع الشاعر الكبير الفارس / المقنع الكندي والتي تعبر عن أجمل صور الشهامة العربية بما تعنيه الكلمة من معنى وذلك لما عاتبه قومه بما يراه صوابا ويرونه خطأ قال : المقنع الكندي
يعاتبني في الدين قومي وإنما
= ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
ألم ير قومي كيف أوسر مرة
= وأعسر حتى تبلغ العسرة الجهدا
فما زادني الإقتار منهم تقربا
= ولا زادني فضل الغنى منهم بعدا
أسد به ما قد أخلوا وضيعوا
= ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
وفي جفنة ما يغلق الباب دونها
= مكللة لحما مدفقة ثردا
وإنِّي لعبد الضيـف مـا دام نـازلاً
= وما شيمة لي غيرها تشبه العبـدا
وفي فرس نهد عتيق جعلته
= حجابا لبيتي ثم أخدمته عبدا
وإن الذي بيني وبين بني أبي
= وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم الى نصري بطاءا وإن هم
= دعوني الى نصر أتيتهم شدا
فان يأكلوا لحمي وفرت لحومهم
= وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيويبهم
= وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي
= زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
= وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
فذلك دابي في الحياة ودابهم
= سجيس الليالي أو يزيرونني اللحدا
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى
= وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
على أن قومي ما ترى عين ناظر
= كشيبهم شيبا ولا مردهم مردا
بفضل وأحلام وجود وسؤدد
وفي ربيع في الزمان إذا شدا
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .