بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت أحد الزملاء ضائقًا متغير الوجه ، فسألته ما بك يا أخي الكريم قال : حدثت لي مشكلة في العمل و أنا متألم منها
قلت : ما هي زملائي
قال قدموا شكوى إلى الادارة العليا .
وماهي شكواهم ..
قال : عدة شكاوي أغلبها حشو في الكلام ..
قلت : وماذا بعد ذلك
قال : الإدارة القانونية تبحث في الامر .
قلت : وما موقفك ..
قـال : موقفي سليم و الحمد الله ..
قلت : وعلى ماذا ضائقٌ إذاً
قال : يا أخي أنا ضائق على أصحاب كانوا معي ويضحكون و يبتسمون في وجهي ويمتلقون واكتشفت إنهم من ضمن الشاكين والشامتين ..
قلت : أليس من حقهم أن يقدموا شكوى ..
قال : يا أخي العزيز لماذا لم يتحدثوا معي ويواجهونني لماذا الطعن من الخلف ،، هم الذين أنا متضايق من أجلهم أما الباقين فلا يهموني ... كانوا يدعون المودة واليوم أنكشف القناع وما تخفي صدروهم أكبر .
قلت له : جزا الله الشدائد كل خير...عرفت بها عدوي من صديقي..
و أخذت أسليه ببعض المواقف التي حصلت بالرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ، كلهم تعرضوا لأشد من من موقفك وكسبو الرهان لأنهم كانوا يفقون على أرض صلبه ومبادئ وقيم ، ولا تجزع يا أخي ،، ولا تضيق إطلاقاً .
إن الفطين من يخرج من التجارب بمكاسب وفوائد ويتعلم دروس الحياة ، فليس كل من ينتقدك يحبك ، والمواقف تخبرك عن معادن الناس ، ولهذا سمي التنقل من بلد إلى بلد سـفرًا لأنه يسفر عن الرجال ..
واحيانًا نجد اشخاص بعيدين عنا فترة من الزمن وعندما يصيبنا شي نجدهم أول الحضور ويهبون للمساعدة ويواسون ويقفون معك وبعضهم تكشفه هذه المواقف لأن المعدن السابق أكثر جودة و لمعاناً ، فأصدقاء المصالح في وقت الشدائد ووقت الحاجة يثبطهم الله سبحانه وتعالى كما ثبّط المنافقين عن صـلاة الـفـجر ..
مع تقدير أخوكم القباني