بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى في ايام الجاهلية ، أن شاعراً كان يمتطي جواداً في إحدى المعارك وكان معروف عنه " الجـبن " والخوف فكان يأخذ في مؤخرة الجيش مكان له ليبعد عن صليل السيوف وطعن الرماح ورمي السهام .
واستمر على هذا الحال حتى عرف عنه ذلك ، وفي إحد المعارك ، وكان في موقفه الطبيعي بعيداً عن القتال وإذا سهم في السماء يتجه إليه ويسقط هذا السهم على جربوع فسقط الجربوع قتيلاً بلا ذنب سوا إنه كان في مكان لا ناقة له ولا جمل . فتعجب هذا الشاعر من هذا الموقف فقال : المؤت يأتي بأي وقت ولو كان جلوسي في المؤخرة يحميني، لحمى الجربوع البريء، فالمسألة ليست بالمؤخرة ولا بالمقدمة المسألة هي أجال مكتوبة ولا حياة بدون شرف ولا عـزة ، فشد لجام حصانه وانطلق إلى المقدمة ومنها إنطلق يشق صفوف العدو وبدل من أن يكون شاعرا فقط اصبح شاعراً وفارساً لا يشق له غبار. انتهى .
المستفاد من هذه القصة نجد ان الشخص يكون حبيس افكار وقناعات غير واقعية وغير صحيحة فتكبح نجاحاته وتطلعاته، وما يميز الناجحين هو كسر القيود والانطلاق والمحاولة رغم الفشل لأنه يرى من الفشل تجربة تعلمها وليست عقبة، لدينا في أذهاننا بعض التصورات الخاطئة عن بعض الأمور على سبيل المثال إكمال الدراسات العليا ، الزواج ، السفر للخارج من اجل التعلم، فرصة وظيفية جديدة، دخول مشروع وغيرها الكثير ، ولقد حضرت بعض الدورات وقال لنا المحاضر إن 90% من مخاوفنا وهميه ليست لها واقع بل صورها لنا عقلنا بدون دليل، فنقع حبيسين لهذه المخاوف سنين طوال، وايضاً نتفاجأ إن الذي في اذهانا غير الواقع بعد تجارب قد تكون مريرة وبعد فوات الآوان للأسف، فما أصعب لحظات الندم تطعن الإنسان بدون نزيف وبألم ويبقى جرحها لا يندمل إلا بشق الإنفس ..
مع تقدير أخوكم القباني