بسم الله الرحمن الرحيم
مزالق خطرة في الكتابة في المنتديات :
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إلى كل كاتب قبل أن يخط حرفاً واحداً وإلى كل زائر مرتاد للشبكة العنكبوتية قبل أن يقرأ أو ينقل لا بد أن يكون على بصيرة تجاه ما يقرأ وينشر . وهذه بعض النصائح أقدمها لي وإلى إخوتي في الله أسأل الله أن ينفع الجميع بما يكتب ويوفقنا لعمل ما يحب ويرضى وأن يجنبنا ما يكره ويأبى :
1- وجوب تقوى الله ومراقبته ومن ذلك ما تخطه أناملك في كتابة جميع المشاركات . فأنت تكتب والملائكة تكتب فاكتب ما يسرك رؤيته يوم القيامة .
2- الكتابة وفق الضوابط الشرعية وعلى مقتضى الكتاب والسنة ومفهوم السلف الصالح ومن سار على طريقتهم بإحسان .
3- الحذر من كتابة أخبار الفتن والنزاعات التي حدثت في هذه الأمة فمعتقد الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة السكوت وعدم الخوض في ذلك .
4- الحذر من مزالق النيل من العلماء فهم ورثة الأنبياء وهم أخشى عباد الله بعد الأنبياء لله وأعلمهم به . والاعتقاد في ضلالهم أو مداهنتهم ثلم في عقيدة المعتقد ، والعلم بأن لحومهم مسمومة والغيبة فيهم أشد مما هي في سواهم ، بل ومعرفة فضلهم بعد الله وبعد فضل النبي صلى الله عليه وسلم في هداية البشر ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، والذب عن أعراضهم أن يدنسها شيئ والذود عنهم من الأقلام المغرضة .
5- عدم الخوض في ولاة الأمور بالكلام الصريح أو بالتلميح والرد على من يقوم بذلك إذ لا حق له في هذا التعدي . وغيبة ولاة الأمورالمسلمين كغيبة العلماء من عظائم الأمور ، والدعاء لهم ، ومحبتهم وطاعتهم في المعروف .
وسأقف على أمر تكثر الكتابة حوله بل وينتشر على ألسن كثير من العامة . ولعل الإنترنت أحد روافده ؛ ألا وهو الطعن والسب في ولاة الأمور ورميهم بأبشع الكلام وقبيح الصفات ، ووصل الأمر بإطلاق الكفر عليهم دون تخصيص ، وهذا والله ناتج عن الجهل الشنيع الذي نعاني ويلاته ، وهذه نقاط مختصرة حول هذا الأمر :
أ- وجوب السمع والطاعة لولاة المسلمين في المعروف .
ب- عدم الخروج عليهم ما دام أنهم تحت مسمى الإسلام وإن ضربوك وأكلوا حقك ، جاءت بذلك النصوص فيا من ترضى بشرع الله وهدي نبيه فهذا هو شرع الله وهذا هدي نبيه فظلم وجور من الحاكم في ظل وجود سلطته أحسن من الفوضى والنزاع و كل يعبث ويخرب وينهب ويتسلط الناس ويقتل بعضهم بعضا ، فمفهوم الشرع أوسع وأرحب والله أعلم بما يصلح لنا " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ".
ج- الغيبة محرمة ومن كبائر الذنوب وغيبة ولاة الأمور من أعظم الغيبة لأنهم ولاة أمور تنفيذين والعلماء ولاة أمور شرعيين .
والبعض يغتاب تحت ستار " لا غيبة لفاسق " ولكن لا يجوز هذا على كل حال كما يتوهم البعض بل للمصلحة وعلى قدر الحاجة والنظر في المصالح والمفاسد ، وعلى هذا يحمل كلام أهل العلم في قول / الحسن البصري رحمه الله ( لا غيبة لفاسق ) ولنتنبه لذلك لخطره وانتشاره .
د- بغضهم على كل حال وتحريض الناس عليهم نوع خروج .
هـ- أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم بالنصيحة لهم فإن لم تستطع فليس هناك نصاً يقول اشتموهم واغتابوهم وحرضوا عليهم الناس والسب والشتم والرمي بشنيع الكلام لا جدوى من وراءه ولن يساهم في إيجاد حلاَ سوى ما يلحق صاحبه من الذنوب .
و- جاء في ترجمة الذهبي رحمه الله للحجاج الثقفي ( قال الذهبي عن الحجاج أن له من الحسنات ما يذوب في بحر سيئاته ) رغم ذلك انظر كيف كان يتعامل معه ابن عمر وأنس رضي الله عنهما بالنصيحة ووفق ما أمرنا به الله ونبيه صلى الله عليه وسلم لفهمهم النصوص وامتثالهم لمراد الله ! ورسوله صلى الله عليه وسلم . فهل نعتبر ؟!
ز- أما من يقول بكفرهم فعليهم بأن فعلهم كفر وكفر بواح ( لا مجال للإجتهاد فيه ) وعندك فيه من الله برهان . والله المستعان .
ح- هذا الكلام محرر عن أهل العلم ومن أراد التثبت فليرجع لكلام ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من العلماء الثقات للتوصل إلى الحقيقة وهذا ما يفتي به أهل العلم الثقات . وأعتقد أن كلفة السؤال عن مثل هذا الأمر من العلماء الثقات أهون من عواقب ما يجر إليه الكلام والكتابة خبط عشواء .
ومن يتوصل إلى الحقيقة فليتذكر قول الله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ).
فتوى للشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله فيمن ينقد ولاة الأمور على المنابر :
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2109
6- حسن الظن في المسلمين والأصل في المسلم السلامة والنصيحة له وحرمة التعدي عليه ومن ذلك التعدي بالتطاول عليه بالكتابة . قال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ).
7- البدء بالسلام في كل مشاركة وعدم إغفال هذه التحية وما يترتب عليها من أجر ومحبة . والكتابة بلغة القرآن وبلغة أهل الجنة وترك العامية ما أمكن ، وتلين الجانب للإخوان بالكلمة الرفيقة والعبارة اللطيفة والنصيحة القيمة ، والحرص على منفعتهم . وخير الناس أنفعهم للناس .
8- الإخلاص لله في الكتابة وفي الأمور كلها واحتساب الأجر من المولى الوهاب .
9- رد الإساءة بالإحسان وتجاهل الرد عن المكابر المجادل ، وخسة الإنتصار للنفس بالباطل والإنتصار لمجرد الإنتصار ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيده جهل الجاهل إلا حلماً .
10- نصرة المسلمين ورفع كلمة التوحيد كل بوسعه والرد على المغرضين وأهل البدع والأهواء وغيرها بالرد المرتكز على علم وحسن تصرف وإلا فأخبر من يقوم بذلك حسن القيام .
11- هجر الكذب المصور في قالب المزاح والنكت فذلك لا يخرجه عن كونه كذباً محرماً .
12- شرف الدعوة إلى الله وحمل الرسالة وخدمة الدين وترك الكثير من مباح وفضول الكلام .
13- تطبيق ما يكتب ويقرأ حتى لا يكون هذا العلم حجة علينا والتفاعل مع قضايا الأمة والدعاء للمسلمين عموماً وعلى من ألمت بهم النكبات خصوصاً .
وهذه رسالة موجهة لكتاب المنتديات ، والذين يسعون لنشر الفضيلة وهدم سور الرذيلة ، الذين يتطلعون إلى غد مشرق لدينهم ، للذين يزرعون الآمال في نفوس الناس بأن النصر للإسلام أقول لهم :
يا كتاب المعالي يا ناشدين الخير وهداية الناس ألا ترون أن الكثير من أوقاتنا تذهب على شبكة النت ولا ندري هل هي لنا أم علينا ؟، وأن أناملنا تعبت من الضغط على أزرار لوحة المفاتيح اسمحلي أن أقول لك توقف لحظة نعم توقف لحظة وارفع يدك عن زر الفأرة قليلا ولا تقفز إلى صفحة أخرى حتى تمرر عينيك الكريمتين على هذه الكلمات هل خطر ببالك هذه المحاور التي ينطلق منها الكاتب الصالح :
1- أن على الإنسان أن يترفع عن بعض الردود إحتراما لإسلامه الذي بين له كيفية تعامله مع الآخرين ولو انحطت أخلاقهم ، وأن يظهر محاسن دينه والتي تنطق بها أنامله على الشبكة .
2- أن يحرص على هداية الناس للخير ، وأن يحصل منهم ولو أدنى المكاسب مهما ضؤلت كأن يجعله ينثني عن سيئة كان يعزم عملها .
3- أن ينتقي مقالاته المطروحة سواء كانت من منقوله أو معقوله ، حيث تكون مما ينفع الناس .
4- أن يبتكر في فن العرض والنقد ، ويبتعد عن الأسلوب الموحد في الطرح بحيث لا يجعل الملل يتسرب الى نفوس القراء .
5- أن يخلص العمل لله تعالى ، وضابطه أولا أن ينظر في صفحة قلبه هل من شريك لله في موضوعه ثم ينظر في صفحة مقاله هل فيها ما يثير سخط الله عليه ولو مخالفة بسيطة لدينه .
6- أن يلزم الدعاء بأن يهديه الله إلى ما يحب ويرضى و أن ينفع الله تعالى بما يكتب . أقول إن لم يخطر ببالك ذلك فراجع نفسك أخي وأختي الحبيبين . والله تعالى أعلا وأعلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .