بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : هذه القصيدة تعتبر من نوادر قصائد رئيس تحرير الصحافة النجدية وشاعر نجد الكبير / حميدان الشويعر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من السيايرة من الجبور من قبيلة بني خالد العريقة، شاعر مشهور في نجد ومطبوع على البساطة وعدم التكلف وشعره من السهل الممتنع وقد قال : هذه القصيدة في مدح أمير نجد في زمنه المشهور الأمير / عبدالله بن معمر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لسبب اختلف فيه وتعتبر من الدرر الثمينة وبالمناسبة فحميدان الشويعر شاعر هجاء من الطراز الأول وقد قالت العرب قديما ً : ( أن شعراء الهجاء إذا امتدحوا قوما فقد أصابوا وذلك لما يكون عليه من مصداقية في المدح خلاف ما يكون جاري على لسانه من هجاء ) ويقول فيها :-
المال يرفـع مـن ذراريـه خانسـة= والقل يهفـي مـن رفـاع مغارسـه
ألا يا ولدي صـرف الدنانيـر عندنـا= تنطق لنـاسٍ فـي لياليـك خارسـه
وترفـع رجـالٍ بالموازيـن سلّمـت = إلى النقص من يم الحصا عاد ناكسـه
بالأملاك يامـا قلطـوا فـرخ باشـق= شيـخ علـى حـرّ برجليـه فارسـه
بها الوقت كثرت الوشـاة وصـوروا= تصوير ما لا صـار منّـي بطامسـه
يقولون مـا لا صـار منّـي ولا بـدا= شياطين ما تلقـا بهـم مـن توانسـه
إلى فاض منّي ربع كلمةٍ مـا عقلتهـا= حـذا مبغـض هـذا لهـذا اينادسـه
بنوا فوقها أصحاب الوشاة وأصبحـت= وشمـةٍ زرقـاء وبالـخـد لاعســه
تعدّ الـرّدى عنّـي ولا تنقـل الثّنـاء= كتاتيب سوء عـن شمالـي امراوسـه
إلى مات من نقّالـة الحكـي واحـد= إلى ظاهـرٍ تسعيـن مّمـا إيجانسـه
بالكـذب يا مـا فرّقـوا مـن قبيـلـه= وأدعوا منازل دارهـم فيـه دارسـه
شاهدت في الحادي شياطيـن مذهـب= أكلاّ عن القـادي نحـوس مناجسـة
وبالناس مـن يوريـك ريـا صداقـه= وهو أخذٍ سـدك ومـا قلـت بالسـه
وقالوا أهل العلم الـذي يقتـدي بهـم= أفاضل قوم زيـن القلـوب غارسـه
وقالوا أهل الفضل الذي تاجـد الثّنـاء= ترى القول فيك اليوم كثـرة نقارسـه
وأنـا قوّلونـي كذبـةٍ مـا فعلتـهـا= ولا حّطها بالـي علـى رأي هاجسـه
يقولون لـي شيـخ الحنيفـي هجيتـه= وحاشا معاذ اللّـه مـا نيـب دانسـه
واللّه رب البيت والحـرم والصّفـاء= وما شرّف المسعى إيلهـي بدايسـه
فلا قلت ما قالـوا ولا أقـول بالـذي= جيبه نقّى العـرض بيـضٍ ملابسـه
فلا ذم شيـخ ياقـف الحكـي دونـه= ولا أذم قـوم ترتكـي فـي مجالسـه
عن إتيان طرق اللاش والشّين والردى= بعيد وذاك الوجه ما نيـب ضارسـه
فلا نـاب مجنـون ولا نـاب خامـل= ولا شـرّاب خمـرٍ عتيـقٍ مهاوسـه
ولا ناب سكـران ولا فـي صرعـه= إلى اللّه عنهم مـن بلانـي بناجسـه
فقلـت لعثمـان النجيـب ابـن مانـع= وكل فتى يصفي لمـن هـو ايوانسـه
رموق لعيـن الجـار سهـلٍ جنابـه= بصيرٍ في بعض المحاكـات سايسـه
فهل ترجي لي يابـن سيـار جانـب= من العذر والهجس الذي أنت هاجسـه
وقولك فلا يصفى إلا إلى طاح طايـح= وعينـه لمثلـك بالملاقـات عابسـه
فأنا طايـح طيحـه جـدار مـراوس= ردي العـزا مـا تسمـع إلا نكايسـه
وإلا كما طيحه دريـكٍ مـن الظمـاء= بعيـد عـن الرقعـي شفايـاه يابسـه
وإلا كمـا طيحـه هزيـلٍ امقـصّـر= هزيل المواشي خايفٍ مـن فوارسـه
طاحوا بني وايل وأنـا طحـت مثلهـم= كما عاملٍ عقب السّنـا يبـس رايسـه
فقلـت لعثمـان دنّ لــي عيدهـيّـه= من قبل هـذا العـام عاميـن جالسـه
إلى سرت من دار ابن سيـار كنهـا= سبرتات حزٍم صارخـاتٍ هجارسـه
راحت مع الغيطـان والرجـم والنقـا= والحزمة العليا عـن الـزّول كانسـه
تطامس بليل القيض شـروى سفينـه= من الغرب يقعدها الصّبا مع نسانسـه
مع الصبح يوضي برقهـا مستخيلـه= غرايس نخيل في ربا العـز طامسـه
ومرها بحرف الكاف والنـون ساقهـا= غربيـة تحـد الصّبـا عـن نسانسـه
كن اشتعـال البـرق بطبـوق مزنهـا= سنا روشنٍ عالـي وزاد فيـه قابسـه
هوت مع طريف الحبل توحي رنينهـا= كما أطواب حربٍ ليلة العز راجسـه
تجر هشيـم العـام مـن كـل تلعـه= كما عش طيرٍ في ذرى الطلح داعسه
تجر أحجار حزومهـا مـن محلهـا= تحير البطاحي ويرتوي منه غارسـه
يجوش الحصا مرماتها مـع نخيلهـا= واكبوشهـا سيلهـا قهابيـب حابسـه
تفيض من الوادي على ديـرة النقـى= وحكم شيـخ مـا يصافـي مناجسـه
تفيـض علـى دار وكـار وموكـب= وحكم نضيفٍ مـا يصافـي لناحسـه
إلى الجبل الرعن الذي ياجـد الـذرا= لمن خاف من صفق الذرا عن نسانسه
عزيز الدّار عبـد اللّـه بـن معمّـر= أمين وحيش ليـن خمسـي تخامسـه
خذا العدل من كسرى ومن حاتم الصخا= ومن أحنفٍ حلمه ومن عمر هاجسـه
أنـت شّـط النّيـل ما أنتـ بنقـعـه= إلى غـط فيهـا والـغ قيـل ناجسـه
وهو مارثة الدّيـن والجـود والهـدى= بعيدٍ عن أدناس الـردى مـا يوانسـه
هزبر التلاقي وحش الطرف والحمى= وراعي جفانٍ تجري على الخد دانسه
وضيف العشا يلقى العشا حول بيتـه= ونسر الضحى يلقي الغدا في مداوسة
وإن قنصت شيخانها فـي حصونهـا= فهـو فيـه همـات توامـا عرامسـه
صفي نقي ما يرافـق بخدعـه = إلـى من بعض الشيخان خشها في مجالسه
بعيد مجال الرّاي مـا يسفـك الدّمـاء= من اللّه والضّـد المشاحـي إيلابسـه
على العدا يا مـا صبّـح مـن قبيلـه= وياما ليّعوا مـن دار قـوم فوارسـه
فارسٍ ذكر فيه خصلتين مـن الثنـاء= وزدت ثالثـه ورابعـه ثـم خامسـه
كريم علـى الأقفـا صمـتٍ وهيبـه= وثوب الثّناء في عصرنا اليـوم لابسـه
وإن أدبحت ركاب خيلـه عـن القنـا= وراحن طفّـح عـن حنايـا كرادسـه
لـه سابـقٍ لا شافـت الخيـل مدبحـه= فهي بـه عرجًـا للملابيـس دايسـه
فأنا لي عن جميـع المدانـس مجنـب= حاشا فلا قلت الـذي أنـت هاجسـه
لك اللّه بالأنعـام والليـل والضحـى= وياسيـن والحشـر معهـن خامسـه
فلا فاض من فاهي على الغير كلمـة= حذا حب من أحيا من الديـن دارسـه
فلا كن عذري عـن حكايـا مناجـس= رماني بها سلـبٍ تعاقـب رسايسـه
والخاتمه أنّي فلا أبـدي فيـك كلمـة= فإن أبديتهـا فأنـا وقـود أُمّ عابسـه
يا شيخ اقبل عذر مـن جـاك طايـح= إلى اللّه ثـم إليـك والكـف بايسـه
إن كنـت للديـن الحنيفـي متـابـع= محمد عفى عن كعب وأنت تجالسـه
فإن كان ما لي مذهب عن الغيض ما ترى= ولا ظن مثلـك للوجاهـات عاكسـه
إن قبلت عذري قبلـك اللّـه بالهـدى= وإلا كم قريص يموت ما شاف قارصه
وصلوا علـى خيـر البرايـا محمـد= ما غـرد القمـري بخافـي غرايسـه
والشاعر الكبير / حميدان الشويعر هو / حمد السياري وهو أحد أشهر أعلام الشعر النبطي في منطقة نجد في الجزيرة العربية ولد في بلدة القصب في إقليم الوشم، شمال غرب الرياض، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري ( الثامن عشر الميلادي ) يقال : أنه توفي عام 1188 هـ، وقيل : قبل ذلك أو بعده واسمه الحقيقي / حمد بن ناصر السياري، من أسرة السيايرة من بني خالد، وإنما " الشويعر " ( تصغير شاعر ) لقب لحق به أو ربما لقّب به نفسه، و " كان قصيراً ذكياً وحاداً، وفقيراً أيضاً كما يتضح في شعره، ومن شعره أيضاً يتضح أنه قرأ في أشعار العرب وأخبارهم، وكان له رحلة مشهورة إلى العراق " واشتهر حميدان بالهجاء فهجا الكثير من أعلام وبلدان نجد في زمانه، كما هجا بلدته وجماعته وأبناءه وحتى نفسه حتى شبّهه البعض بالحطيئة، لكنه اشتهر أيضاً بقصائد النصح والحكمة ولا زالت أشعاره تتردد على ألسنة الناس في نجد إلى اليوم ومن شعره قوله :-
لي ديـرة ماهـا هـماج ومدنهـا = خـراب وإن طالعتهـا مـع نفودهـا
لكن تلاعي البوم من فوق حصنها= فداوية تبغى العشـا من وفودهـا
ومنه أيضا :-
لا تضـم الـذي مــا تخـلـي الرفـيـق = غـايــب رجـلها أو بــعــد حــاضــر
الوعـد مثـل مـا قال كـحـي وأكــح= في قيام العشر وإن ظهرت اظهري
واقعـدي عنـدنـا لـيـن هم يظـهـرون= واظـهــري والمـطـوع بـهـم يـوتــر
يـا عسـى جنسهـا دايـم مـا يعيـش= عنـد الاجــواد وان عـاش مــا يكـثـر
ومنه أيضا :-
يا عيال افزعوا لي على ذا العجوز= ليتهـا غيبـت فــي غـويـط الـثـرى
مـن جـواز الصبـا جعلهـا مـا تعـود = البطن مـا ظهـر والظهـر مـا عـرى
ومنه أيضا :-
الله مــــن قــــوم يــــا مــانـــع= أمــســى جـاهـلـهـا شـايـبـهــا
إن جـيــت أحـاكــي واحــدهــم= عــــــن الـــديـــره ونـوايــبــهــا
قـال إنــي شـويـخ مــن قبـلـك= جــــــدي عـــفـــى جـوانـبــهــا
قـلــت ونعـمـيـن فـــي جـــدك= والـخـيـبــة فـــــي عـواقـبــهــا
ومنه أيضا :-
مدحته بجهل قبـل عرفـي فيـا أسـف = عـلـى مــدح مـزغـول بـغـيـر اشـهــار
فياليت عرفي قبل مدحي بمن هفـت= عـمـوقــه وخــالــه مـهـنـتـه جـــــزار
ترى الأصل جذاب على الطيب والردى= فــلا شـــك نـــق الـحــب يـــا الـبــذار
ومنه أيضا :-
النيـة شـانـت ما زانــت= صارت لـفـلان وفـلانه
الحصني يمشي ديقــــــان= والبومه صارت شيهانـه
المسجد بابه مـا طـرف = ادخل يا اللي فيك ديانه
وببراءة وبساطة ونقاء وشموخ ابن القرية النجدية يحدثكم رئيس تحرير صحافة نجد الشاعر الكبير / حميدان الشويعر المشهور رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فيقول ناصحا لمن يريد أن يزوج ابنته :-
إلى جاء ثور يخطب بنتك= فاضرب رجله وقل له قف
والله ما يســــوى ملــــكتها= ولا يســـــوى قــــــــرع الدف
وما يسوى والله ضــــيفتها= ولا يســــوى ضــلف وخــف
يظهر بنــــتك من بــــيتك= ويذوقـــها جـــوع وحـــــــف
إن سلمت من ضربه بيده= ما سلـــمت من بـف وتـــــــف
يروحــن حــيل ومــــلاط= ويجــن لقــــح ومــــــــــردف
ويقول في الحكمة :-
طالب الفضل من عند الشحاح= مثل مهدي وقت الصرام لـــقاح
أو مثل طابخ الفاس يبغي مرق= أو مثل حالب التيس يبي مــــناح
أربـع (ن) يرفـعن الفتـى بالعـيــون= الظفر والكرم والوفا والصـــلاح
وأربـع (ن) يـنزلن الفتـى للهـوان= البخل والجبن والكذب والسـفـاح
ويقول أيضا :-
ياذا افتهم مني جوابٍ يشترا=مثل اللوالي في اعقودٍ تنشرا
واللا في شمس مستنيره بالضحى=أعطيك حال الناس يا هذا ترا
من جاد سمته جاد في هذا وحده=والمرجله ما هي ورثٍ تحجرا
تلقى الجماعه من شجرةٍ وحده=وطبوعهم مختلفه ربي يقدرا
يطلع بهم خطوى الكذوب الماهر=غوج ولوجود عنانه يطمرا
ومن الجماعه شايخ متشيخ=كل النوايب يتفي عنها ورا
إليا مشى بالسوق لا هو ملوذع=عن خاطر يقضب اقطابه ما درا
ومن الجماعه حاملٍ متحمل=ما فات يوم في حياته ما قرا
كل مالفا من ضيف دور بيته=بيته دايم سوات العد عدٍ يذكرا
وفيهم سوات الديك رزة عنقه=ما زاله زول (ن) بفعل (ن) يخبرا
ومن الجماعه كالضبيب المنتفخ=متبختر يسحب ثويبه من ورا
كن الضعيف شايل (ن) سبع الطبق=هو ما درا إنه خف ريش الحمرا
ومن الجماعه من ينط بمرتبه=بالدين لو هو ما يخط وقرا
يدرق بدين الله دين غادر=والله عليم (ن) بالذي هو أضمرا
ومن الجماعه لوقي سلوقي=سملق ماله مكان يخبرا
وإليا حلف وإليا يمينه قاطع=والسيّنه باللطلطه ما يصدرا
ومنهم هميلةٍ كبير حوضها=لا هي بتثمر ولا فيها ذرا
ومنهم كنه دقلةٍ قنعه=دب الليالي حوضها ما يحفرا
يدعون للكرمه ولا يدعونه=فلا حصل شور عنهم يقصرا
وإن جاء خساره فهو الأول منهم=غصبٍ على دقنه وماله يحجرا
وأحدٍ يشد إليا حربوا جماعته=يم القطيف أو الحسا يتيجرا
ولولا رجال راح ماله صلحه=وإن قال شيء ديح دوح أم الجرا
وفيهم حي اقليب فيه مروه=والخبل ما يعطيك من رطب الثرا
لكن لو بالتمني ما يموت ثلاثه=وباقي الجماعه موتهم حق ترا
الظفر بفعله والكريم بماله=واللي يخلص مشكلٍ بين الورا
وباقي الجماعه هم ضيوف القريه=وأكثر عراقي الجماعه أكثرا
منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .