بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم شجرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم :
وهو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق فلنسبه من الشرف أعلى ذروة وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه .
فهو / محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضربن نزار بن معد بن عدنان .
إلى هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق " عدنان " مختلف فيه . ولا خلاف بينهم أن " عدنان " من ولد إسماعيل عليه السلام وإسماعيل : هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم .
المرجع : كتاب زاد المعاد لأبن قيم الجوزية
عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم :
عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم فعلى ما ذكره ابن إسحاق في السيرة ، وتبعه عليه ابن هشام : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ ( شاروخ ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو إدريس عليه السلام بن يرد بن مهلائيل بن قنين ( قينان ) بن يافت بن شيث بن آدم عليه السلام . والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان وفيما بعد عدنان إلى إسماعيل عليه السلام فيه خلاف كثير يأتي ذكره في الكلام على نسب عدنان في حرف العين المهملة إن شاء الله تعالى ، بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي . قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ :
{ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } ولو شاء أن يعلمه علمه ، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً ، قال : والصحيح أنه قول ابن مسعود . ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو ، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا ، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك . فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به ؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء ، موافقه ابن إسحاق على رفع النسب .
أما ما يتفرع عن الأنساب عن عمود النسب النبوي فلا خفاء . إن آدم عليه السلام هو أبو البشر ومبدأ النسل ، وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرث الذي ينسب إليه الفرس فأنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المفسرين ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح عليه السلام حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان ، وأن الطوفان عم جميع الأرض ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل الذي كان به نوح عليه السلام . ثم قد وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه دون من كان معه في السفينة ، وعليه يحمل قوله تعالى : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ }
وأما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة فقد روى : أنهم كانوا ثمانين رجلاً وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة يافث وهو أكبرهم ، وسام وهو أوسطهم ، وحام وهو أصغرهم وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث سبعة أولاد وهم كومر ويقال عومر ، وياوان ويقال يافان وهو يونان ، وماغوغ وهو طوبال ، ويروى قطوبال ، وماشح بالمهملة والمعجمة ، ويروى كاشح بالمهملة والمعجمة ، وطبراش ، ووقع في الإسرائيليات زيادة ماذاي فصاروا سبعة ، وذكر البيهقي ثامناً وهو علجان ووقع في كلام ابن سعيد زيادة سويل فيكونون تسعة . قال ابن إسحاق : وكان لسام خمسة أولاد ارفخشد . ولاوذ وارم . وآشور . وعيلام ، وفي الإسرائيليات : أنه كان لحام أربعة أولاد وهم مصر وبعضهم يقول مصرائيم . وكنعان . وكوش . والذي ذكره إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام فيكون حينئذ ابنان لابنه لصلبه . إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك .
المصدر : صفحة 33 إلى 40 من كتاب " نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب "، تأليف أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي المتوفى 821 هـ ، دار الكتب العلمية بيروت لبنان . وإليكم شجرة رسولنا / محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم :
وقد وردفي صحيح مسلم (2276) من طريق واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ". خرجه في كتاب : الفضائل من صحيحه ، باب : فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم : (2276)، (4/1782). وأورد البخاري - رحمه الله - نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ترجمته باب : مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتاب مناقب الأنصار في صحيحه بشرحه الفتح (7/162)، فقال : " محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ". وهذا القدر من نسبه متفق عليه عند أهل السير والأنساب ، حيث يذكر المؤرخون أن نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقسم إلى ثلاثة أجزاء :
الأول : جزء اتفق عليه كافة أهل السير والأنساب ، وهو الجزء الذي يبدأ منه – صلى الله عليه وسلم - وينتهي إلى عدنان .
الثاني : جزء كثر فيه الاختلاف حتى جاوز حد الائتلاف ، وهو الجزء الذي يبدأ بعد عدنان وينتهي إلى إبراهيم – عليه السلام -.
الثالث : ويبدأ بعد إبراهيم – عليه السلام - وينتهي إلى آدم – عليه السلام - وجُلّ الاعتماد فيه على أهل الكتاب .
مواليد وأعمار الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وإليكم أعمار بعض النبياء ومواليدهم او كما هو مذكور :
آدم ( أبو البشرية ) عليه السلام . عاش (1000) سنة المشهور أنه دفن عند الجبل الذي هبط فيه بالهند وقيل بجبل أبى قبيس في مكة المكرمة .
إدريس ( أخنون ) علية السلام . عاش على الأرض (865) سنه ثم رفعه الله إليه .
نوح ( شيخ المرسلين ) عليه الصلاة والسلام . لبث في قومه (950 ) سنه ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له . قيل أنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصح أن قبره الشريف بالمسجد الحرام .
هود عليه السلام . عاش ( 464) سنه دفن شرقي حضرموت علي بعد مرحلتين من تريم في كثيب أحمر عند رأسه سمرة .
صالح عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه توجه مع من أمن بالله أنهم أقاموا في ديارهم ومنهم من ذهب إلى مكة . وماتوا وقبورهم غربي الكعبة وقيل أنهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الأرجح ، وقيل أنهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون أن قبر البني صالح هناك والله أعلم .
لوط عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها كما أنه لم يذكر أن له قبرا في قرية ( صوعر ) التي لجأ إليها بعد هلاك قومه والله أعلم .
إبراهيم الخليل ( أبو الأنبياء ) عليه الصلاة والسلام عاش ( 200) وقد ولد بعد الطوفان ب ( 1263) سنه ودفن في المزرعة التي اشتراها في ( حبرون ) بفلسطين وفيها قبر زوجته الأولى سارة .
إسماعيل ( الذبيح ) عليه السلام عاش 137 سنه دفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام مكة المكرمة
إسحاق عليه السلام عاش 180سنه ودفن مع أبيه إبراهيم في مزرعة حبرون بفلسطين .
يعقوب ( إسرائيل ) عليه السلام عاش 147سنه توفي بأرض مصر وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى مزرعة حبرون في فلسطين .
يوسف ( الصديق ) عاش 110 سنه مات بمصر ونقله إخوته تنفيذا لوصيته ودفن بنابلس بأرض الشام وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام .
شعيب عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه بعد هلاك قومه عاش مده من الزمن إلى أن توفاه الله في الفترة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما الصلاة والسلام .
أيوب ( الصابر ) عليه السلام عاش 93 سنه وذكر أنه دفن بجوار زوجته بقربه الشيخ سعد بأرض الشام قريبا من دمشق والله أعلم .
ذو الكفل ( بشر ) عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه ولد بأرض مصر - وتوفى في أرض سيناء أيام التيه وقيل إنه دفن بجوار والده بأرض الشام والله أعلم .
يونس عليه السلام لم تذكر كتب الفترة التي عاشها كما أنه لم يرد أي خبر عن مكان قبره أو المكان الذى ذهب إليه عن قومه والله أعلم .
موسى بن عمران ( كليم الله ) عليه الصلاة والسلام عاش 120 سنه وتوفي بأرض التيه بسيناء بعد وفاة أخيه هارون بأحد عشر شهرا ودفن هناك .
هارون عليه السلام عاش 122 سنه توفي بأرض التيه سيناء قبل أخيه موسى ودفن هناك .
إلياس عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وإنما ذكر أنه ولد بعد دخول بني اسرائيل فلسطين ولم يعرف مكان قبره عليه السلام .
اليسع عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها ولم يذكر المكان الذي اتجه إليه بعد عصيان قومه بمدنيه ( بانياس ) بأرض الشام .
داود عليه السلام عاش 100 سنه ذكر أن ملكه دام 40 سنة .
سليمان عليه السلام عاش 52 , يذكر أنه ورث ملك أبيه وعمره 12 سنه ودام ملكه 40 سنة .
زكريا عليه السلام عاش 150 سنه يذكر أنه نشر بالمنشار على يدي من ذبحوا ابنه يحيى .
يحيى عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وإنما ذكر أنه ولد في السنة التي ولد فيها السيد المسيح وقد ذبح عليه السلام وهو قائم في المحراب ظلما وعدوانا تنفيذا لرغبه إمرأة فاجرة من قبل ملك ظالم كما ذكر أن رأسه الشريف مدفون في الجامع الأموي بدمشق .
السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عاش على الأرض 33 سنه ثم رفعه الله تبارك وتعالى إليه بعد بعثته بثلاث سنين وذكر أن والدته البتول الطاهرة مريم عاشت بعده 6 سنين ثم توفيت ولها من العمر 53 سنة .
سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام ولد بمكة المكرمة سنه 570 وانتقل عليه الصلاة والسلام إلى جوار ربه وهو في الثالثة والستين من عمره الشريف ودفن في بيت سيدتنا (عائشة بالمسجد) النبوي بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده . والمرجع كتب أهل الكتاب .
آدم ( عليه السلام ) :
أخبر الله - عز وجل - ملائكته بخلق آدم - عليه السلام - فقال تعالى : { إني جاعل في الأرض خليفة } [ البقرة : 30 ] فسألت الملائكة الله - عز وجل - واستفسرت عن حكمة خلق بني الإنسان ، وقد علمت الملائكة أن من الخلق من يفسد في الأرض ، ويسفك الدماء ، فإن كانت الحكمة من خلقهم هي عبادة الله ، فهم يعبدونه ، فقالوا لله : { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } [ البقرة : 30 ] فأجابهم الله - عز وجل - عن استفسارهم بأنه - سبحانه - يعلم الحكمة التي تخفى عليهم ، فإنه - سبحانه - سيخلق بني البشر ويجعل فيهم الرسل والأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء ، والعلماء والعاملين لدين الله ، والمحبين له ، المتبعين رسله ، قال تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون } [ البقرة : 30 ]. وخلق الله - سبحانه - آدم من تراب الأرض ومائها ، ثم صوَّره في أحسن صورة ثم نفخ فيه الروح ، فإذا هو إنسان حي من لحم ودم وعظم ، وكان ذلك يوم الجمعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خُلق آدم ، وفيه أُدخل الجنة ، وفيه أُخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ). [ متفق عليه ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك ، والسهل والحَزْن ( الصعب )، والخبيث والطيب ) [ الترمذي ]. ولما صار آدم حيًّا ، ودبَّت فيه الحركة علمه الله - سبحانه - أسماء كل شيء ومسمياته وطرائق استعماله والتعامل معه من الملائكة والطيور والحيوانات وغير ذلك ، قال تعالى : { وعلَّم آدم الأسماء كلها } [ البقرة : 31 ] وأراد الله - عز وجل - أن يبين للملائكة الكرام فضل آدم ومكانته عنده ، فعرض جميع الأشياء التي علمها لآدم على الملائكة ، وقال لهم : { أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } [ البقرة : 31 ] فقالوا : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } [ البقرة : 32 ]. فأمر الله آدم أن يخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجزوا عن إدراكها ، فأخذ آدم يذكر اسم كل شيء يعرض عليه ، وعند ذلك قال الله -تعالى - للملائكة : { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون } [ البقرة : 33 ]. ودار حوار بين آدم - عليه السلام - والملائكة حكاه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " خلق الله آدم - عليه السلام - طوله ستون ذراعًا ، فلما خلقه قال : اذهب فَسَلِّم على أولئك - نفر من الملائكة - فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحية ذُرِّيتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ... ". [ متفق عليه ]. وأمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم تشريفاً وتعظيماً له فسجدوا جميعًا ، ولكن إبليس رفض أن يسجد ، وتكبر على أمر ربه ، فسأله الله - عز وجل - وهو أعلم : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين } [ ص : 75 ] فَرَدَّ إبليس في غرور : { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } [ ص : 76 ] فطرده الله - عز وجل - من رحمته وجعله طريدًا ملعونًا ، قال تعالى : { فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين } [ ص : 77-78 ]. فازداد إبليس كراهية لآدم وذريته ، وحلف بالله أن يزين لهم الشر ، فقال إبليس : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلَصين } [ ص : 82-83 ] فقال الله - تعالى - له : { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } [ ص : 85 ] وذات يوم نام آدم - عليه السلام -، فلما استيقظ وجد امرأة تجلس إلى جانبه فسألها : من أنتِ ؟ قالت : امرأة ، قال : ولِمَ خُلِقْتِ ؟ قالت : لتسكن إليَّ ، ففرح بها آدم وأطلق عليها اسم حواء ؛ لأنها خلقت من شيء حي ، وهو ضلع آدم الأيسر . وأمر الله - سبحانه - آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنة ، ويأكلا من ثمارها ويبتعدا عن شجرة معينة ، فلا يأكلان منها ؛ امتحانًا واختبارًا لهما ، فقال تعالى : { يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [ البقرة : 35 ] وحذَّر الله - سبحانه - آدم وزوجه تحذيرًا شديدًا من إبليس وعداوته لهما ، فقال تعالى : { يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى . إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى . وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } طه : [ 117-119 ]. وأخذ إبليس يفكر في إغواء آدم وحواء ، فوضع خطته الشيطانية ؛ ليخدعهما فذهب إليهما ، وقال : { يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } [ طه : 120 ] فَصَدَّق آدم وحواء كلام إبليس بعد أن أقسم لهما ، ظنًّا منهما أنه لا يمكن لأحد أن يحلف بالله كذبًا ، وذهب آدم وحواء إلى الشجرة وأكلا منها .. وعندئذ حدثت المفاجأة ؟!! لقد فوجئ آدم وحواء بشيء عجيب وغريب ، لقد أصبحا عريانين ؛ بسبب عصيانهما ، وأصابهما الخجل والحزن الشديد من حالهما ، فأخذا يجريان نحو الأشجار ، وأخذ يقطعان من أوراقها ويستران بها جسديهما ، فخاطب الله - عز وجل - آدم وحواء معاتبًا : { ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } [ الأعراف : 22 ] فندم آدم وحواء ندمًا شديدًا على معصية الله ومخالفة أمره وتوجها إليه - سبحانه - بالتوبة والاستغفار ، فقالا : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف : 32 ] وبعد الندم والاستغفار ، قبل الله توبتهما ودعاءهما ، وأمرهما بالهبوط إلى الأرض والعيش عليها . وعاش آدم وحواء على الأرض ، وبدءا مسيرة الحياة عليها .. ووُلد لآدم وهو على الأرض أولاد كثيرون ، فكان يؤدبهم ويربيهم ، ويرشدهم إلى أن الحياة على الأرض امتحان للإنسان وابتلاء له ، وأن عليهم أن يتمسكوا بهدى الله ، وأن يحذروا من الشيطان ومن وساوسه الضَّارة .
قصة ابني آدم :
وحكى لنا القرآن الكريم قصة ابني آدم حينما تقدم كل منهما بقربان إلى الله - سبحانه - فتقبَّل الله من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، فما كان من هذا الابن الذي لم يتقبل الله قربانه إلا أن حسد أخاه وحقد عليه وقتله ظلمًا وعدوانًا ، قال تعالى : { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين . لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين . إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين . فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } [ المائدة : 27-30 ]. ولما قَتَلَ ابن آدم أخاه لم يعرف كيف يواري جثمانه ، فأرسل الله إليه غرابًا يحفر في الأرض ؛ فعرف ابن آدم كيف يدفن أخاه ، فدفنه وهو حزين أشد الحزن لأنه لم يعرف كيف يدفن جثة أخيه ، قال الله تعالى : { فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين } [ المائدة : 31 ]وظل آدم يعيش وسط أبنائه يدعوهم إلى الله ، ويعرِّفهم طريق الحق والإيمان ، ويحذِّرهم من الشرك والطغيان وطاعة الشيطان ، إلى أن لقى ربه وتوفي بعد أن أتم رسالته ، وترك ذريته يعمرون الأرض ويخلفونه فيها . وعندما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة المعراج مَرَّ بآدم - عليه السلام - في السماء الأولى ، وقيل له : هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه ، فسلم عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وردَّ آدم - عليه السلام - على النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام ، وقال : ( مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ) [ متفق عليه ]. ويخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يوم القيامة يذهبون إلى آدم - عليه السلام - فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ، ألا تشفع لنا إلى ربك ؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ ولكن آدم - عليه السلام - يتذكر أكله من الشجرة فيستحي من الله ، ويطلب من الناس أن يذهبوا إلى غيره من الأنبياء . [ البخاري ]. منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .