سالفتنا وقصتنا اليوم غير تختلف عن القصص السابقة إذ قصتنا عن العقال المايل فالشاعر يقول
لو يميل الوقت و تميل المراجل=ما يميل من الشمري إلاّ عقاله
فقصة العقال المايل لأهل حايل وأهل الشمال خاصة قبيلة شمر يرتدون العقال مايل لجهة اليمين وعن سبب هذه العادة الدارجة إلى الآن لدى البعض أكثر من سبب أو قصة لهذا الفعل فبداية يقال أن الشاعرة ( بنا بنت ملاقي المسطح ) من شمر بنت شيخ المسطح أنه عندما خرج والدها مع عبد الله ابن رشيد من حايل إلى قبايل شمر بالعراق حيث كانوا يسكنون مع شيخهم الجربا فلما طوّل غيابهم قالت أبيات مشهورة حزناً على فراقهم .. حيث تقول
قـفـوا شمال ربعنا=و كبدي تقل يصلاه نار
ودي أزوغ بشوفهم=أن أقبلوا مثل الحرار
يا زين ميلت عقلهم=إليا ركبوا قب الأمهار
و قيل أن قبيلة شمر بزعيمها الجربا آن ذاك كانت تستعد لمعركة دارت بينها و بين إحدى القبائل المجاورة و كان الجربا يهيأ رجاله لهذه المعركة و يطلب منهم أخذ الحيطة و الإستعداد و بما أن تلك القبيلة كانت مشابهة لقبيلة شمر في ملابسها و أسلحتها و خيولها حيث كانوا يتبادلونها مع بعضهم البعض فقد إقترح أحد فرسان شمر أن تكون لهم علامة تميزهم عن أبناء القبيلة الأخرى و كانت العلامة المقترحة هي العقال المايل .
و هناك قصة أخرى تقول أنه دارت معركة في عهد إبن رشيد بين عشيرة عبده و عشيرة الصايح و كان أبناء عشيرة عبده على يمين البيرق لذلك وضعوا عقالهم مايل لجهة اليمين و في ذلك بيت شعري مشهور يقول
بيرق أهل حايل توسط جمعنا=عبده يمين الشيخ والصايح يسار
و يقال أن في العصور الماضية كان العقال مايل بدرجة كبيرة و ملحوظة لدرجة أنه الفارس لا تكاد ترى عينه من شدة الميل و هذا يدل على الشجاعة حيث أنهم في المعارك لا يهابون أعدائهم و لا يأبهون إلى كثرتهم أو شخصهم ومن المعروف أنه منذ أيام الجاهلية و عصور ما قبل الإسلام كان العرب يرتدون العمايم و يكون طرفها على ظهر لابسها و بعد معركة ذي قار أمر كسرى بملكين من العرب لقبيلة طيء هما أوس بن حارثة الطائي و أياس بن قبيصة الطائي فوجدوا أبناء طيء الأقوام في مناطق كسرى يرتدون العمائم و تنسدل أطرافها للخلف أو لليسار فأمر أوس بن حارثة الطائي أبناء طيء بأن يضعوا أطراف عمائهم لجهة اليمين و عندما نشبت معركة بين أبناء طيء و أبناء كسرى أمر قائد طيء أبنائهم أن يميلون عمائهم ميلاً واضحاً لجهة اليمين حتى يتم التفريق بينهم و بين أبناء كسرى فأعتاد أبناء قبيلة طيء بعد هذه المعركة على إمالة العمامة لليمين .
وإلى أن يحين لنا الموعد مع سالفة وقصيدة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال