هذا مايفعله هذا المسن وأبناؤه في صحن الحرم منذ مدة طويلة ولا أحد قال لهم لا-قصتي معهم
السلام عليكم
===
القصة أرويها لكم تقربية كما ساهدتها بعين
===
قبل فترة قصيرة
جاءني اتصال من أحد الدعاة -وفقه الله-
يعرض عليّ الذهاب معهم في زيارة لمكة المكرمة وأخذ عمرة
وقد كنت متردداً في ذلك
ولكن ربي يسّر الأمور وانطلقت معهم
في رحلة
مليئة بالإيمانيات والإخوانيات واللطائف والظرائف والتعليقات المباحة
وكان ذلك يوم الأربعاء
فعزم من معي يالقيام بصيام يوم الخميس
حتى يفطرون في الحرم
وحتى يكسبون الأجر العظيم
فيسّر الله لهم ذلك
===
أنه حينما اتجه أصحابي إلى الحرم قبل أذان المغرب ليفطروا في الصحن
وكنت معهم وقبل الأذان بدقائق
تفاجأنا بمجموعة شباب قرابة ستة او سبعة أو يزيد أو ينقص قليلاً
وهم أقارب فيما يبدو
تتراوح أعمارهم ما بين 8-23 تقريباً
قاموا بإحضار سفر ومجموعة كبيرة من التمر
وفرشوا السفر في جانب من جوانب الصحن أمام مجموعة من الصائمين
وقاموا بوضع التمر
وقاموا بأخذ كاسات الموية البلاستيكية
وصبوا فيها ماء وقاموا بجلبها للأخوة الموجودين في ذلك الجانب
وقاموا بإحصار مجموعة من الزمزميات او الحافظات التي فيها قهوة وبعضها فيها شاهي
وقاموا بصب القهوة وتوزيعها على الموجودين
===
فأفطر الصائمون
===
ثم قام أولئك الشباب بجمع السفر
===
وبعد الصلاة
قاموا بتجهيز زمزميات الشاهي لمن يريد شاهي
وقاموا بصب الشاهي لهم
===
فأخذت أتحدث مع أحدهم وسألته
منذ متى ما شاء الله تقومون بهذ العمل
فقال لي من زمن قديم كل خميس واثنين نقوم بهذا العمل
ثم أشار إلى كبير سن كان يجلس بجانبنا وقال هذا عمنّا
===
نقاط لا بد نستفيدها من هذه القصة
- ربّ نفسك على فعل الخير منذ الصغر وعوّد نفسك على ذلك فمن شب على شيء شاب عليه.
- اعمل الخير ولا تبالي فرب العباد يحصيه "كل امريء بما كسب رهين".
- لا تنظر إلى جوانب التقصير عندك وتقول هذا أنا مقصّر كيف أقوم بهذا؟
- أخلص النية واسأل الله الإخلاص في الأقوال والأعمال
وإذا خفت على نفسك شيء من الرياء فقل هذا الدعاء
" اللهم إني أعوذ بك ان أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"
- في بعض الأعمال وخاصة فيما يتعلق بالأكل والشرب لا بد من العناية بالنظافة والترتيب وهذا ما لاحظته في أبناء ذلك المسن أو أقرباؤه.
- يوجد في هذه القصة جانب تربوي كبير مهم: تعويد الصغار منذ الصغار على أمور الخير ومشاركتهم في ذلك ربما يجعلهم يمارسون هذا العمل وهم كبار بعد ان يُدركوا الأجر العظيم فتجدهم لا يترددون في الشماركة في هذا العمل بل يفرحون بذلك وهذا ما لاحظته من عدم تعبهم أو تهربّهم من القيام بمثل هذا العمل.
ولنا خير مثال في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تربية أبنائه وصحابته
ومثال في سيرة الصحابة وكيف تربيتهم لأبنائهم.