عندما كنت في الـ14 تقريباً في أحدى أيام عـيـد الفطر المبارك شاهدت أحد الأقارب أمام التلفاز وكان المنظر( العرضة النجدية) احتفالاً بالعيد فإذا به تدمع عيناه فلعله رحمه الله تذكر بعض الأخوة والأصدقاء كانوا معه والأهم من هذا تذكر تلك الأيام البسيطة والجميلة في معانيها وروعة لحظاتها .
ربما مررنا بتلك التجربة وربما أغلبها بدون دموع لان ما نفقده ليس بذاك القدر من الأهمية لو وضعنا مثال الرجل رحمه الله ما كان يعيشه في السابق ومايعيشه الأن لوجدنا فارق كبير والسبب ان كل ما حوله تغير لا الناس هي الناس ولا الزمان هو الزمان ولاالصحة والعافيه كما هي، فالبكاء عليها جميعاً مر الطعم كالعلقم الأول يطعن في القلب طعناٍ وهو تغير الناس والزمان، والأخير طعنات في تصيب هيكله الذي اصبح ضعيفاً .
ما اريد أن اوصله ان البكاء على الذكريات أشبه بشيء أمامك لا تستطيع ان تلمسه بينك وبينه حجاب غير مرئي شفاف ترى من خلاله الذكريات تتحسر عليها كأنك تشاهد شريط مسجل يعرض عليك أيام طفولتك و أيام اصدقائك ورفاقك الجميلة الدراسة و العيد والمواقف التي لا تنسى من يكون مرهف الإحساس سوف يصاب بألآم مضاعفة اعانهم الله ، مهما كان الشخص يملك قوة وصبر لابد يصاب بألم هذه الذكريات، والبكاء عليها ،وخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم عندما طلب من وحشي بن حرب رضي الله عنه ان يخبره كيف قتل سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب " عمه وصديق طفولته " بكى رسول الله بكاء شديد عليه وكان هذا بعد 8 سنوات من معركة أحد البطولية . فالذكريات على جمالها وروعتها وبراءتها لابد أن يكون له شوك مثل الزهرة تماماً إذا لمستها جرحتك.
مع تقدير أخوكم
القباني