الصحابيات والقرآن في رمضان
د. أحمد بن عبدالله الباتلي
كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت).
أورد هذا الأثر الإمام ابن رجب في (لطائف المعارف) وهو يدل على عناية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالقرآن الكريم. وأنها تبدأ يومها من بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس بتلاوته. وفي هذا قدوة للمسلمين والمسلمات بأن يشغلوا الأوقات في شهر الخيرات بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم.فرمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}والصيام والتلاوة للقرآن عبادتان عظيمتان إذا اجتمعتا في هذا الشهر الكريم نال الصائم أجراً عظيماً.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى إذا دخل رمضان اشتغلوا بالقرآن تلاوة وتدبرا، قال ابن عبدالحكم (كان الإمام مالك بن أنس إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف). وقال عبدالرزاق: (كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان أقبل على تلاوة القرآن).
وكان زبيد بن الحارث الكوفي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف، وجمع إليه أصحابه يقرؤون القرآن).
فعلى الجميع الاستفادة من ذلك بالمبادرة للعمل والتطبيق. والإكثار من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر العظيم وعلى الآباء والأمهات حث أولادهم وبناتهم على تلاوة القرآن يوميا، وتخصيص وقت كل يوم أو ليلة للتلاوة والحفظ وتشجيعهم بالجوائز لحفز هممهم ليكونوا مع السفرة الكرام البررة. ولنعلم أن بيوتنا حينما تعمر بتلاوة القرآن تكون بيوت خير تغشاها الرحمة والسكينة.
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت).