سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
أشير إلى الخبر الذي ذكره الأخ الأستاذ سلطان المواش عن الدكتور الفلكي خالد الزعاق، المنشور على الصفحة الأخيرة من هذه الصحيفة العدد ذي الرقم 13839 بتاريخ 9 من شهر رمضان 1431هـ تحت عنوان غداً (سهيل) يلوح في الأفق، والخبر يتحدث عن نجم سهيل ومزاياه بين سائر النجوم وهذا شيء جيد وخصائص يختص بها نجم سهيل.
ولكن الذي دعاني للتعقيب، وجود تباين وأخطاء وردت في ثنايا ذلك الخبر، ومن أبرزها الإشارة الى ظهور سهيل قبل وقت ظهوره الحقيقي بسبعة عشر يوماً، أي أنّ الذي ذكر هذه المعلومات قد تعجّل أو أنّ المرصد مع كثرة الأقمار الصناعية التي امتلأت بها السماء (الفضاء) قد التقط صورة لأحدها، فيه (شبه) من سهيل وأشار إلى ظهوره قبل أن تنتهي مدة النجم الذي يسبقه في الظهور وهو الكليبين، وذلك بفارق أربعة أيام قبل وقت دخول نجم سهيل.
وأنا لا أشك في جهود الدكتور الزعاق ولكن يبدو أن هذا المرصد كالجواد، وقد حدث له عدة كبوات وعقبت على أحدها في جريدة الجزيرة بتاريخ 26 شعبان 1429هـ العدد 13117، ص (26) لذلك ينبغي التمييز بين وقت دخول النجم وظهوره،
أي أن دخوله لا يعني ظهوره على الإطلاق فأي نجم لا يظهر الا مع نهاية مدته التي هي ثلاثة عشر يوماً لكل نجم، ومثل ذلك دخول الشهر لا يعني ظهوره.
ودخول نجم سهيل لهذا العام هو يوم الثلاثاء 14 من رمضان وطلوعه وتلويحه في الأفق هو يوم الاثنين 27 رمضان 1431هـ الموافق 6 سبتمبر - ايلول 2010م وليس في 10 رمضان.
وهنا يلاحظ الفارق الزمني الكبير بين طلوعه الحقيقي وما جاء في الخبر المشار إليه، وعدد نجوم سهيل ليس اثنان كما ذكر بل أربعة وهي نوء الطرفة، نوء الجبهة، والزبرة والصرفة.
وميل الجو للاعتدال لا يحدث الا بعد طلوع سهيل أي في 27 رمضان، ولعل المتابع يتأكد من صحة ذلك من خلال ما سيحدث بإذن الله بعد هذا التاريخ من تغير ملحوظ نحو انخفاض في درجات الحرارة وبرودة الجو بعد منتصف الليل والظل والماء، وهذه الأمور تخضع لإرادة الله سبحانه وتعالى ثم لاتجاه الرياح، فالرياح الشمالية والشرقية تكون باردة في الغالب أما الرياح الجنوبية فهي عكس ذلك وانخفاض درجات الحرارة قبل طلوع سهيل خلال الأيام الماضية حالة مناخية نادرة، علماً بأنّ الكثير من الذين لهم اهتمام بالزراعة وتربية المواشي حاضرة وبادية في قديم الزمان وحديثه لديهم خبرة ومعرفة تامة في حساب دخول وخروج الشهور والفصول والبروج والنجوم ومواسم زراعة كافة المزروعات وأماكن الرعي، وهذه مهارة اكتسبوها لارتباط حياتهم بها.
وأنا لا أمتلك مرصداً فلكياً ولست متخصصاً في ذلك وإنما أعشق الاطلاع والمتابعة لمثل هذه الأمور وأرى ان تقويم أم القرى قد أعد بعناية ودقة متناهية من قبل لجنة متخصصة تم اختيارها لهذا الغرض، وأثبت ذلك صحة تاريخ دخول الشهور ومدتها في التقويم وما يحتويه من معلومات بقسمية الهجري والميلادي، فلو قدر ان أخذنا بمعلومات هذا المرصد لصمنا شهر رمضان العام القادم في النصف الأول من شعبان والوقوف بعرفة وعيد الأضحى في ذي القعدة، وأمل ان نقرأ توضيحاً من اللجنة المختصة بذلك.
وفق الله القائمين على هذه الصحيفة والعاملين فيها وقراءها الأفاضل.
الشاعر - عبدالله بن حمد السبر - محافظة ضرماء
http://www.al-jazirah.com.sa/20100830/rv2d.htm
العرض العادي
