من قصائد شاعر العراق معروف الرصافي في ثورة أهل العراق ضد الانكليز قبل أكثر من ثمانين عاماً ، وقصيدته هذه في أهالي الفلوجة ..
أيها الانكليز لن نتناسى = بغيكم في مساكن الفلوجه
ذاك بغيٌ لن يشفي الله إلا = بالمواضي جريحه وشجيجه
هو كرب تأبى الحمية أنّا = بسوى السيف نبتغي تفريجه
هو خطب أبكى العراقين والشا = م وركن البَنِيّة المحجوجه
حلّها جيشكم يريد انتقاماً = وهو مُغرٍ بالساكنين عُلوجه
يوم عاثت ذئاب آثور فيها = عَيْثةً تحمل الشَنار سميجه
فاستهنتم بالمسلمين سَفاهاً = واتخذتم من اليهود وليجه
وأدرتم فيها على العُزْل كأساً = من دماء بالغدر كانت مزيجه
واستبحتم أموالها وقطعتم = بين أهل الديار كل وشيجه
أفهذا تمدّن وعلاء = شعبكم يدّعي إليه عروجه
أم سكِرتم لما غلبتم بحرب = لم تكن في انبعاثها بنضيجه
قد نتجنا لقوحها عن خداج = فلذلك انتهت بسوء النتيجه
هل نسيتم جيشاًلكم مُبْذَعِرّاً = شهدت جُبنه سواحل إيجه
وهوى بانهزامه حَصن اقريـ = ـط وأمسى قذىً على عين فيجه
سوفَ ينْأى بخزيه وبعار = عن بلاد تريد منها خروجه
لا تغرّنّكم شِباكٌ كبارٌ = أصبحت لاصطيادنا منسوجه
لستم اليوم في الممالك إلا = جُعَلاً تحت صدره دُحروجه
وطن عشت فيه غير سعيد = عيش حرّ يأبى على الدهر عُوجه
أتمنّى له السعادة لكن = ليس لي فيه ناقة منتوجه
أخصب الله أرضه ولو أنّي = لست أرعى رياضه ومروجه
كل يوم بعزّه أتغنّى = جاعلاً ذكر عزّه أهزوجه
ما حياة الإنسان بالذُلّ إلا = مُرّة عند حَسْوِها ممجوجه
فثناءً للرافدين وشكراً = وسلاماً عليك يا فَلّوجه
صدق الله حين قال : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ..
هاهم أهل الفلوجة الأباسل الأبطال يعيدون الكرة ضد لصوص الأوطان
رحمكم الله يا أهل الفلوجة
رحمك الله يا معروف الرصافي