من نعم الله الكبرى علينا في هذا البلد إقامة جهاز حكومي يعنى بأعمال الحسبة والأمر والنهي وهذا الجهاز من خصائص هذه الدولة المباركة أدامها الله على الشريعة وحفظها من كيد الأعداء ومكر السفهاء .
ولا شك أن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور عظيم في إصلاح المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره فرجال الحسبة يحمون أعراض المسلمين ويحافظون على عقائدهم ويكشفون فساد الوافدين ممن لا خلاق لهم ولا دين ويذكرون الناس بإقامة شعائر الله وغير ذلك من الأعمال الجليلة .
فكم من مروج للمخدرات قبضوا عليه وكم من وكر للدعارة كشفوه وكم من عصابة تروج للفساد بينوا أمرها وكم من دجال وساحر هتكوه وكم من فتاة مغرر بها ستروا عليها وحفظوا عرضها وكم من شاب ضال ردوه إلى الحق وكم من مصنع للخمور أغلقوه وكم وكم وكم ...
الحقائق والأرقام تشهد بهذا فلهم دور عظيم في انخفاض مستوى الجريمة الفكرية والأخلاقية واستقرار الأمن فإذا قويت الهيئة قلت الجريمة وشاعت الفضيلة وإذا ضعفت الهيئة كثرت الجريمة وشاعت الرذيلة ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مكابر .
ورجال الحسبة يمتازون عن غيرهم بكثرة النشاط واحتساب الأجر فطبيعة القضايا التي تردهم تتطلب منهم بذل الجهد وكثرة الوقت والتابعة الدائمة والتعرض للخطر ولا ينتهي عملهم غالبا بإنتهاء دوامهم فهم يبذلون ذلك مع قلة الحوافز وضعف الإمكانيات وقلة الكوادر في وقت تتسع البلاد وتكثر مناشطه ويقوى المؤثر الخارجي والإنفتاح العالمي .
والمؤمن الحق يفرح بجهود الهيئة ويبارك فيها ويدعمهم بالدعاء والمشورة النصيحة لما يرى من أثرهم الطيب على المجتمع وقيامهم بهذه الشعيرة العظيمة ورفع الحرج عن المؤمنين .
أسأل الله أن ينفع بهم ويوفقهم لما فيه صلاح العباد والبلاد ودمتم برعاية رب العزة والجلال