بسم الله الرحمن الرحيم
هناك اشياء غريبة علينا مثل اسبابها ودوافعها ولماذا.. وهي الاقنعة التي يلبسها البعض والامر ليس بسهل او بسيط فهناك اقنعة كبيرة لا يختفي الوجه فقط بل الجسم بأكمله فيصبح الشخص مقنع بالكامل من حركاته إلى اسلوبه في الكلام ولكن هذه التصرفات تحتاج اشخاص مختصين يحللون مثل هذه الشخصيات وعلى سبيل المثال الشخصية المحتالة الماكرة فهذه الشخصية أخطرشخصية في نظري لان تأثيرها على المحيط الذي حوله، فهو يستيطع تحريك الاشخاص من بعد وصدم الاخرين ببعضهم يخرج منها وكأنه ليس له ناقة ولا جمل .. ليس هذا ما اقصده في موضوع لكن الاقنعة الذي اقصدها تأثيرها بسيط وسطحي لكن لا يمنع ان نسلط عليها الضوء ..
بعض الاشخاص يلبس اقنعة لظهور امام الاخرين بشكل ملائم حسب مايرغب ويشعر أنه في مسرح كبير يلعب به دوراً لكن ما ان يعود إلى حياته العادية فإنه يتغير .لن اخوض في اسباب هذه الشخصيات حتى يكون الموضوع قليل الدسم خفيف . وهذه الشخصية كلما قرب صلة الشخص به كلما اكتشف مثل السراب كلما اقتربت منه تعرف انه ليس الا حرارة الأرض ووهجها . فمثلا شخص كريم نبيل يتمسك بمبدأ الكرم هذا امام الاخرين ولكن في بيته وعند زوجته فهو بخيل لا يكرم أهل بيته ماديا ولا معنويا ، شخص اخر يدعي الثقافة والادب والنقاشات لكن في عمله سيء قليل الاحترام للمراجعين وزملاء العمل ، شخص يتلون كالحرباء يمدح فلان ويسبه في الاخرى وهذا المتملق وهي اقرب لشخصية النفاق والمنافقين فهو يأتيك بوجه ويقابل الاخر بوجه وخطرها يشتد عندما تدخل مع طلاب العلم الشرعي فهنا يقع خطرها الاكبر . تتصف هذه الشخصيات بالكبر والغطرسة والنقص الداخلي وقلة العاطفة وعدم الرحمة فهو يتلذذ بتعذيب الاخرين سواء لفظياً او كتابياً في الصحف والمنتديات ويكتب بأسماء وهمية ومستعارة لتحقيق لنفسه ظهور الاعلامي بالتمجيد لشخصيته الاصلية او الانتقام من أعدائه. قد يكون من اسباب لبس الاقنعة في هذه الشخصية هو عقدة النقص الخفية الغير ظاهره فهي حاجات نفسيه لا يشعر بها ، يعيش هذا الشخص داخل مجموعة تشاركه نفس التوجه فهي تدعم بعضها البعض فهذا يلبي لهذا عن طريق التمجيد والمدح والثناء ولكن التأزر بينهم ضعيف هش لا يطول كثيراً، تخدمه المصالح المشتركة .ومن صفات هذه الشخصية عدم الثقة في النفس وكره النقد فإن لا يحب ان يسمع الا ما يسره ويشبع رغباته النفسية ..
هل لهذه الحالة علاج ؟ بالنسبة لي اتوقع الصدمات القوية لها اثر في تعديل مثل هذه الحالات فالانكسار يعدل ويلغي بعض الافكار بالاصح ينسف الغطرسة ويزيل الاقنعة فموت ابن او ام او التعرض لحادث أليم قادر بشكل كبير على تغيير هذه الحالة .
وفي الختام ماقرأتموه سوى كلام عام لم استند إلى شي علمي بحت بقدر ماهو مقتطفات بسيطه من علم النفس واداخل رأيي فيها
نسأل الله العلي العظيم ان يحفظنا وان يجعل بواطن امورنا كظواهرها وان يبعد عن قلوبنا الغل والحسد ودائما علينا ان نتذكر هذه الاية الكريمة :
قول الله تعالى في سورة الحشر
( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
فلقد سمعت عن هذه الاية انها تزيل عن الشخص الحقد والكراهيه .
مع تقدير اخوكم القباني