قصتنا اليوم وسالفتنا غير سالفة حصلت لأحد رجالات القبابنة مع الذيب وهذه القصة حدثت في قديم الزمان لرجل من المحاركة وهو محمد بن صديان بن زيد آل صديان القباني هذا الرجل قطاع للفرجة ويجيب الغنايم أينما حل وذهب وفي يوم من الأيام ذهب يجلب لأهله الطماعة من القوم كما هو ساير في ذلك الوقت في نجد والجزيرة العربية فسار في طريقه على ذلوله إلى أن أدركه الليل فأمساه الليل قبل أن يصل مبتغاه و بعدما أمساه الليل وأراد أن يرتاح قليلا ًواجهه ذيب وهو ليس معه بندقية فقام بن صديان يتهدد هذا الذيب بالأصوات ويصيح عليه ولكنه لم يفارقه وبعدما طال الليل عليه قرر بن صديان الراحة قليلا ً عندما رأى أن الذيب عليه ملامح الهدوء فنام وعندما استيقظ آخر الليل وإذا بالذيب بجانبه يهز ذيله فقام وأعد عشاه وأعطاه منه وأكل الذيب وبعد ذلك تريح فترة قصيرة من النوم وإذا بالذيب يأتي ومعه طلي حي فاستيقظ بن صديان ومسك بالخروف وذبحه وقسمه قسمين قسم له وقسم لخويه الذيب ولما طلع الصباح قرر المشى في ذلك النهار حتى أشرف على طوارف القوم واختفا في شعيب حتى أظلم الليل وأناخ راحلته فجانبهم من كل الجهات ولم يدرك منهم أي غنيمة لأنهم كانوا منتبهين وماخذين حذرهم فعاد إلى راحلته وبعدما أتى إليها وإذا عندها مجموعة من الإبل وقيل أنها أربع أتى بها الذيب إكراماً لإبن صديان فأخذ الغنائم وسار بها راجعاً وقاصداً مضارب أهله وبعدما أشرف على أهله وسمع نبح الكلاب فأشرف الذيب فعوى وإنعدل عن صاحبه وجلس فعقر أحد البكار وشق بطنها وتركها عند الذيب في ذلك المكان فذهب إلى أهله وجماعته وألفى عليهم وبلغهم وقال يكون لكم علم إنه لي خوي في ذالك المكان وذابح أحد غنائمي له ودامه عندها فهو في وجهي يقصد الذيب فقال أحد الحاضرين تأتي لنا بالسباع وتمنعنا لانذبحها قبل لاتذبح حلالنا إعتبرني ذابحه فقال بن صديان دام إني أعتبر إنك ذابحه فاعتبر إنى ذابحك فهذا خوي والخوي يعطى عند العرب حقه فذهب الرجل وذبح الذيب وبعدما ذبحه قام بن صديان خوي الذيب وأعتدى على ذبّاح خويه فذبحه وبهذه الحادثة نزح بن صديان على فعله الطيّب عن جماعته شرقاً من نجد وقال الأبيات التالية
تخاويت أنا والذيب سرحان=ودعيته بأمان الله وجاني
خويي خوي ٍ يقضي الشان=اليا شرّف المرقب شفاني
عقرت السمينه له بصطفان=وعطيته مواثيقي وأماني
وتهياء له من الناس شيطان=على شلوته والليل داني
وأنا في خويي ماخذ أثمان=إلابنفس ذباحه بياني
ضربته بشلفاً فعلها بان=وهي من كف غمر ٍ صيرماني
وأنا من سلايل نسل صديان=اليا جت مواجيب العواني
ومن ذلك الوقت لقب بن صديان بمخاوي الذيب وقد لقب بهذا اللقب كثيرون من رجالات القبائل المشهورة في الجزيرة العربية وقد روى هذه القصة الكثير من الرواة الثقاة وكذلك الراوية المعروف محمد الشرهان ذكرها ووثق هذه الرواية أيضاً الراوي والشاعر رشيد بن مساعد القباني عندما وثقها في قصيدة نقتطف منها مايخص موضوعنا وموضوع مخاوي الذيب حيث قال
متسلسل ٍ صديـان مـن راس قبـان=محركي ماهـوب زيـف وخرافـات
قد صار له وقفه مع الذيب سرحـان=وسرحان مع صديان له صار وقفات
قصه غريبه ضمّت إنسي وحيـوان=تخاوو الإثنين حسـب الروايات
ونوى بقتل الذيب من الناس شيطان=ردي حظ ولا يعرف الـمـروّات
ثم انتصف للذيـب صديان لاهـان=خجّه برمح ٍ منه المعتدي مـات
ولجأ بحصن شامخ حـرز وكنان=وعنه ذهب كل الحزن والصعوبات
معا بنـي خالـد طليقين الايمـان=نطاحة الكايـد بوقـت المهمـات
قبيلة وسـط القبايل لها شان=في عصرها الحالي وعصر لها فات
هذا حسب ماقيل واللـي لنا بان=والراوية عنده براهين واثبات
قصه سمعناها مـن ارواة شيبان=تنقل وتنسب من قـرون ٍ قديمات
نزح غريب وله بني عـم واخوان=متمركز ٍ له في العويرض قرابات
قرابة أصل وننسـب العلـم وكدان=محاركة وهم أصل صديان بالـذات
وإلى أن يحين لنا الموعد مع قصة وسالفة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال