الجود والسخاء صفتان متلازمتان في الممدوح عند الشعراء ولأن المدح الجيد بناء أساسه كرم الممدوح فهذا الممدوح عادة مايكون حاضراً في ذهن الشاعر ساعة إنجاز الشعر مما يدفع إلى تجويده وتنميقه لأنه يعلم أن مخاطبه ممن يجزل العطاء ويكثر الجزاء ..
فالشاعر لايخلق في مدحه العجائب والغرائب بل يصف الممدوح ويؤلف خصاله الحميدة في أبيات شعر فلا بد أن يعرف كيف يصوغ الكلمة وينتقي المفردة في شعره الراقي الجميل فهو لايميل إلى المجازفة ولايمدح إلا من يستحق هذا الوصف فهو يعتبر ذلك كالهدية التي لاتعطى إلا لمن يستحقها ويعرف معانيها ..
لاأريد أن أسترسل بما كتبته في هذه المقدمة لأنني أعجز أن أستجمع الكلمات والمفردات التي لايعايشها إلا شاعر بقامة الشاعر / سعد بن سلطان بن عبدالله آل ذيب
الذي جادت قريحته بأبيات شعرية غاية في الجزالة واللفظ كتبها في شخصية كريمة الصفات كما هي صفات أخي الكريم / سعود بن ثلاب بن خريزان
كريم يابرق ٍ تكاشف بنوّه=يالله عسى وبله على رأس سمران
طالبك مدهال المناعير روّه=عشرين ليل ٍ فوقه المزن هتان
كل ماترزّم وأظلم اليوم جوّه=شفت البروق اللي تكاشف بالأمزان
تروي مفاييضه ويسقي علوّه=وتصبح بطاحيّه مناقع وغدران
مدهال من هو دايم ٍ به مروّه=هذاك أبوثلاب هو طير حوران
لاجيت شعبه يجذبك نور ضوّه=من حولها نجر ٍ مع دلال رسلان
صوت النجر للي مسيّر يدوّه=يجذبه لو دربه بعيد ٍ وله شان
يجلس على مركاه طربان لوّه=عنده من الأشغال زود ٍ ونقصان
يلقى المسيّر في مكانه حفوّه=طلق الحجاج المرحبي ذرب الأيمان
أنا أشهد إنه نادر ٍ في الإخوّه=عز الرفيق اللي تحدته الأزمان
في همته وقت المطاليب قوّه=هو عون من خلاه وقته بلا أعوان
فخر ٍ لمن بينه وبينه عنوّه=يادون من كانوا له أقراب وإخوان
طيبه من الجدان ماهوب توّه=والطيب مبني من على خير سيسان
ماهوب في وسط المجالس مشوّه=هرجه قليل ويأزن الهرج ميزان
ياصعب يلقى غلطة ٍ له عدوه=ماهوب قافي بالحكي فلان وفلان
يوم إن غيره في المجالس مفوّه=بالكذب يفتح له مع الجو بيبان
يامسوي الفنجال للقرم سوّه=وبدّه على غيره سلايل كحيلان
وصلوا على المبعوث ختم النبوّه=المصطفى المرسول من نسل عدنان