السؤال
السلام عليكم.
ثبت في الحديث أن عرش الرحمن اهتز لموت سعد بن عبادة، رضي الله عنه، ما حقيقة هذا؟ وما المقصود منه؟ لأن عرش الرحمن أعظم من أن يهتز لموت أحد، مع عظيم احترامنا للصحابي الجليل، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
المجيب : (د. محمد بن عبد الرحمن أبو سيف)
بسم الله، وصلى الله على رسوله ومصطفاه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ- لا ابن عبادة- رضي الله عنهما، حقٌّ ثابت، وقع على كيفية نجهلها تليق بعظمة العرش ولا تقتضي نقصًا ولا عيبًا، ويجب على المسلم الإيمان بذلك يقينًا؛ لأن إيمانه به هو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبرنا بلسانه عن ذلك، قاله لصحابته، رضي الله عنهم، وسمعوه منه يقينًا؛ إذ الأحاديث عنه بذلك متواترة، ومعلوم أن المتواتر أثبت أنواع الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، ولو لم يقله صلى الله عليه وسلم لما علمناه ولما قلنا به، ولو كان غير ثابت عنه صلى الله عليه وسلم لرددناه على قائله ولم نقبله منه؛ لأن الإخبار عن المغيبات لا سبيل إليه إلا من قبله صلى الله عليه وسلم؛ (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ
أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ)[الجن:27،26]. فيجب التسليم لخبره صلى الله عليه وسلم بالتصديق واليقين من غير حرج من خبره، ولا ضيق صدر به، والتسليم له تسليمًا تامًّا، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)[النساء:65]. والمقصود من اهتزاز العرش الاستبشار بقدومه، رضي الله عنه. انظر كتب المتواتر وأقربها (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) للكتاني.