سؤال يتعلق بعلامات الساعة الكبرى عند ظهور الأعور الدجال وبعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً لماذا ينزل الله -عز وجل- عيسى -عليه السلام- دون غيره من الرسل؟ أي أعني ما هي العلاقة التي بين عيسى -عليه السلام- والمسيح الدجال؟ .
فالجواب على هذا السؤال في الآتي :
خروج الدجال ثم نزول عيسى – عليه السلام- حكماً عدلاً من العلامات الكبرى الثابتة بالنص والإجماع، أما العلاقة بين عيسى والمسيح الدجال أو الأصح أن نقول : الحكمة في نزول عيسى – عليه السلام- دون غيره فهذه المسألة تلمس لها العلماء عدداً من الحكم :
(1) الرد على اليهود الذين زعموا أنهم قتلوه فينزل ويقتلهم ويقتل رئيسهم مسيح الضلالة كما دل عليه حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- في الصحيحين البخاري ومسلم وحديث النواس بن سمعان –رضي الله عنه- في صحيح مسلم ورجح الحافظ ابن حجر هذه الحكمة على غيرها .
(2) ومنها أنه ينزل مكذباً للنصارى فيظهر زيفهم في ما ادعوه عليه ويحاربهم ويكسر شعارهم الصليب، كما أخبر – صلى الله عليه وسلم- "ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.." متفق عليه عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-، وعند الطبراني في الأوسط (1342) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه- "فيكسر الصليب ويقتل الخنزير والقرد" قال الحافظ في الفتح (6/491) إسناده لا بأس به .
(3) أن خصوصيته بذلك لقربه من النبي – صلى الله عليه وسلم- زماناً وبشارة وتصديقاً كما يدل عليه قوله – صلى الله عليه وسلم- "أنا أولى الناس بعيسى، الأنبياء أبناء عَلاَّتٍ وليس بيني وبين عيسى نبي" أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
فرسول الله – صلى الله عليه وسلم- أخص الناس به وأقربهم إليه وقد بشر به ودعا إلى الإيمان به قال –تعالى-: "وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" [الصف: من الآية6]، وقال – صلى الله عليه وسلم- " أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى" أخرجه الحاكم في المستدرك واللفظ له والإمام أحمد في مسنده عن العرباض بن سارية – رضي الله عنه- وله شاهد عند أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه- وجوّد سنده ابن كثير في التفسير .
(4) أن نزوله – عليه السلام – من السماء لدنو أجله ليدفن في الأرض إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيره ولهذا سيموت في الأرض ويصلي عليه المسلمون كما في سنن أبي داود عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- "ثم يتوفى فيصلِّي عليه المسلمون" وهو في صحيح الجامع (5/90).
(5) أنه هو الذي بشر بالنبي – صلى الله عليه وسلم- فهو الذي يدعو إلى الإسلام دين محمد – صلى الله عليه وسلم- ويقضي على جميع الأديان ويدل عليه أول الحديث السابق عند أبي داود : "فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام....." الحديث .