موقع القبابنة لوحة تحكم العضو البحث تواصل مع الإدارة  




العودة   منتديات القبابنة المنتديات العامة الشريعة والحياة

الشريعة والحياة كل ما يتعلق بالدين الإسلامي ،

= : (( شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام )) : =


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2008, 01:18 AM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

= : (( شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام )) : =

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم شجرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :



فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم :

وهو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق فلنسبه من الشرف أعلى ذروة وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه .

فهو / محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضربن نزار بن معد بن عدنان .

إلى هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق " عدنان " مختلف فيه . ولا خلاف بينهم أن " عدنان " من ولد إسماعيل عليه السلام وإسماعيل : هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم .

المرجع : كتاب زاد المعاد لأبن قيم الجوزية

عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم :

عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم فعلى ما ذكره ابن إسحاق في السيرة ، وتبعه عليه ابن هشام : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ ( شاروخ ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو إدريس عليه السلام بن يرد بن مهلائيل بن قنين ( قينان ) بن يافت بن شيث بن آدم عليه السلام . والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان وفيما بعد عدنان إلى إسماعيل عليه السلام فيه خلاف كثير يأتي ذكره في الكلام على نسب عدنان في حرف العين المهملة إن شاء الله تعالى ، بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي . قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ :

{ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } ولو شاء أن يعلمه علمه ، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً ، قال : والصحيح أنه قول ابن مسعود . ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو ، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا ، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك . فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به ؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء ، موافقه ابن إسحاق على رفع النسب .

أما ما يتفرع عن الأنساب عن عمود النسب النبوي فلا خفاء . إن آدم عليه السلام هو أبو البشر ومبدأ النسل ، وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرث الذي ينسب إليه الفرس فأنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المفسرين ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح عليه السلام حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان ، وأن الطوفان عم جميع الأرض ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل الذي كان به نوح عليه السلام . ثم قد وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه دون من كان معه في السفينة ، وعليه يحمل قوله تعالى : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ }

وأما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة فقد روى : أنهم كانوا ثمانين رجلاً وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة يافث وهو أكبرهم ، وسام وهو أوسطهم ، وحام وهو أصغرهم وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث سبعة أولاد وهم كومر ويقال عومر ، وياوان ويقال يافان وهو يونان ، وماغوغ وهو طوبال ، ويروى قطوبال ، وماشح بالمهملة والمعجمة ، ويروى كاشح بالمهملة والمعجمة ، وطبراش ، ووقع في الإسرائيليات زيادة ماذاي فصاروا سبعة ، وذكر البيهقي ثامناً وهو علجان ووقع في كلام ابن سعيد زيادة سويل فيكونون تسعة . قال ابن إسحاق : وكان لسام خمسة أولاد ارفخشد . ولاوذ وارم . وآشور . وعيلام ، وفي الإسرائيليات : أنه كان لحام أربعة أولاد وهم مصر وبعضهم يقول مصرائيم . وكنعان . وكوش . والذي ذكره إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام فيكون حينئذ ابنان لابنه لصلبه . إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك .

المصدر : صفحة 33 إلى 40 من كتاب " نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب "، تأليف أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي المتوفى 821 هـ ، دار الكتب العلمية بيروت لبنان . وإليكم شجرة رسولنا / محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم :





وقد وردفي صحيح مسلم (2276) من طريق واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ". خرجه في كتاب : الفضائل من صحيحه ، باب : فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم : (2276)، (4/1782). وأورد البخاري - رحمه الله - نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ترجمته باب : مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتاب مناقب الأنصار في صحيحه بشرحه الفتح (7/162)، فقال : " محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ". وهذا القدر من نسبه متفق عليه عند أهل السير والأنساب ، حيث يذكر المؤرخون أن نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقسم إلى ثلاثة أجزاء :

الأول : جزء اتفق عليه كافة أهل السير والأنساب ، وهو الجزء الذي يبدأ منه – صلى الله عليه وسلم - وينتهي إلى عدنان .

الثاني : جزء كثر فيه الاختلاف حتى جاوز حد الائتلاف ، وهو الجزء الذي يبدأ بعد عدنان وينتهي إلى إبراهيم – عليه السلام -.

الثالث : ويبدأ بعد إبراهيم – عليه السلام - وينتهي إلى آدم – عليه السلام - وجُلّ الاعتماد فيه على أهل الكتاب .

مواليد وأعمار الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وإليكم أعمار بعض النبياء ومواليدهم او كما هو مذكور :

آدم ( أبو البشرية ) عليه السلام . عاش (1000) سنة المشهور أنه دفن عند الجبل الذي هبط فيه بالهند وقيل بجبل أبى قبيس في مكة المكرمة .

إدريس ( أخنون ) علية السلام . عاش على الأرض (865) سنه ثم رفعه الله إليه .

نوح ( شيخ المرسلين ) عليه الصلاة والسلام . لبث في قومه (950 ) سنه ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له . قيل أنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصح أن قبره الشريف بالمسجد الحرام .

هود عليه السلام . عاش ( 464) سنه دفن شرقي حضرموت علي بعد مرحلتين من تريم في كثيب أحمر عند رأسه سمرة .

صالح عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه توجه مع من أمن بالله أنهم أقاموا في ديارهم ومنهم من ذهب إلى مكة . وماتوا وقبورهم غربي الكعبة وقيل أنهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الأرجح ، وقيل أنهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون أن قبر البني صالح هناك والله أعلم .

لوط عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها كما أنه لم يذكر أن له قبرا في قرية ( صوعر ) التي لجأ إليها بعد هلاك قومه والله أعلم .

إبراهيم الخليل ( أبو الأنبياء ) عليه الصلاة والسلام عاش ( 200) وقد ولد بعد الطوفان ب ( 1263) سنه ودفن في المزرعة التي اشتراها في ( حبرون ) بفلسطين وفيها قبر زوجته الأولى سارة .

إسماعيل ( الذبيح ) عليه السلام عاش 137 سنه دفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام مكة المكرمة
إسحاق عليه السلام عاش 180سنه ودفن مع أبيه إبراهيم في مزرعة حبرون بفلسطين .

يعقوب ( إسرائيل ) عليه السلام عاش 147سنه توفي بأرض مصر وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى مزرعة حبرون في فلسطين .

يوسف ( الصديق ) عاش 110 سنه مات بمصر ونقله إخوته تنفيذا لوصيته ودفن بنابلس بأرض الشام وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام .

شعيب عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه بعد هلاك قومه عاش مده من الزمن إلى أن توفاه الله في الفترة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما الصلاة والسلام .

أيوب ( الصابر ) عليه السلام عاش 93 سنه وذكر أنه دفن بجوار زوجته بقربه الشيخ سعد بأرض الشام قريبا من دمشق والله أعلم .

ذو الكفل ( بشر ) عليه السلام . لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه ولد بأرض مصر - وتوفى في أرض سيناء أيام التيه وقيل إنه دفن بجوار والده بأرض الشام والله أعلم .

يونس عليه السلام لم تذكر كتب الفترة التي عاشها كما أنه لم يرد أي خبر عن مكان قبره أو المكان الذى ذهب إليه عن قومه والله أعلم .

موسى بن عمران ( كليم الله ) عليه الصلاة والسلام عاش 120 سنه وتوفي بأرض التيه بسيناء بعد وفاة أخيه هارون بأحد عشر شهرا ودفن هناك .

هارون عليه السلام عاش 122 سنه توفي بأرض التيه سيناء قبل أخيه موسى ودفن هناك .

إلياس عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وإنما ذكر أنه ولد بعد دخول بني اسرائيل فلسطين ولم يعرف مكان قبره عليه السلام .

اليسع عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها ولم يذكر المكان الذي اتجه إليه بعد عصيان قومه بمدنيه ( بانياس ) بأرض الشام .

داود عليه السلام عاش 100 سنه ذكر أن ملكه دام 40 سنة .

سليمان عليه السلام عاش 52 , يذكر أنه ورث ملك أبيه وعمره 12 سنه ودام ملكه 40 سنة .

زكريا عليه السلام عاش 150 سنه يذكر أنه نشر بالمنشار على يدي من ذبحوا ابنه يحيى .

يحيى عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وإنما ذكر أنه ولد في السنة التي ولد فيها السيد المسيح وقد ذبح عليه السلام وهو قائم في المحراب ظلما وعدوانا تنفيذا لرغبه إمرأة فاجرة من قبل ملك ظالم كما ذكر أن رأسه الشريف مدفون في الجامع الأموي بدمشق .

السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عاش على الأرض 33 سنه ثم رفعه الله تبارك وتعالى إليه بعد بعثته بثلاث سنين وذكر أن والدته البتول الطاهرة مريم عاشت بعده 6 سنين ثم توفيت ولها من العمر 53 سنة .

سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام ولد بمكة المكرمة سنه 570 وانتقل عليه الصلاة والسلام إلى جوار ربه وهو في الثالثة والستين من عمره الشريف ودفن في بيت سيدتنا (عائشة بالمسجد) النبوي بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده . والمرجع كتب أهل الكتاب .

آدم ( عليه السلام ) :

أخبر الله - عز وجل - ملائكته بخلق آدم - عليه السلام - فقال تعالى : { إني جاعل في الأرض خليفة } [ البقرة : 30 ] فسألت الملائكة الله - عز وجل - واستفسرت عن حكمة خلق بني الإنسان ، وقد علمت الملائكة أن من الخلق من يفسد في الأرض ، ويسفك الدماء ، فإن كانت الحكمة من خلقهم هي عبادة الله ، فهم يعبدونه ، فقالوا لله : { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } [ البقرة : 30 ] فأجابهم الله - عز وجل - عن استفسارهم بأنه - سبحانه - يعلم الحكمة التي تخفى عليهم ، فإنه - سبحانه - سيخلق بني البشر ويجعل فيهم الرسل والأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء ، والعلماء والعاملين لدين الله ، والمحبين له ، المتبعين رسله ، قال تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون } [ البقرة : 30 ]. وخلق الله - سبحانه - آدم من تراب الأرض ومائها ، ثم صوَّره في أحسن صورة ثم نفخ فيه الروح ، فإذا هو إنسان حي من لحم ودم وعظم ، وكان ذلك يوم الجمعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خُلق آدم ، وفيه أُدخل الجنة ، وفيه أُخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ). [ متفق عليه ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك ، والسهل والحَزْن ( الصعب )، والخبيث والطيب ) [ الترمذي ]. ولما صار آدم حيًّا ، ودبَّت فيه الحركة علمه الله - سبحانه - أسماء كل شيء ومسمياته وطرائق استعماله والتعامل معه من الملائكة والطيور والحيوانات وغير ذلك ، قال تعالى : { وعلَّم آدم الأسماء كلها } [ البقرة : 31 ] وأراد الله - عز وجل - أن يبين للملائكة الكرام فضل آدم ومكانته عنده ، فعرض جميع الأشياء التي علمها لآدم على الملائكة ، وقال لهم : { أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } [ البقرة : 31 ] فقالوا : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } [ البقرة : 32 ]. فأمر الله آدم أن يخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجزوا عن إدراكها ، فأخذ آدم يذكر اسم كل شيء يعرض عليه ، وعند ذلك قال الله -تعالى - للملائكة : { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون } [ البقرة : 33 ]. ودار حوار بين آدم - عليه السلام - والملائكة حكاه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " خلق الله آدم - عليه السلام - طوله ستون ذراعًا ، فلما خلقه قال : اذهب فَسَلِّم على أولئك - نفر من الملائكة - فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحية ذُرِّيتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ... ". [ متفق عليه ]. وأمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم تشريفاً وتعظيماً له فسجدوا جميعًا ، ولكن إبليس رفض أن يسجد ، وتكبر على أمر ربه ، فسأله الله - عز وجل - وهو أعلم : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين } [ ص : 75 ] فَرَدَّ إبليس في غرور : { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } [ ص : 76 ] فطرده الله - عز وجل - من رحمته وجعله طريدًا ملعونًا ، قال تعالى : { فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين } [ ص : 77-78 ]. فازداد إبليس كراهية لآدم وذريته ، وحلف بالله أن يزين لهم الشر ، فقال إبليس : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلَصين } [ ص : 82-83 ] فقال الله - تعالى - له : { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } [ ص : 85 ] وذات يوم نام آدم - عليه السلام -، فلما استيقظ وجد امرأة تجلس إلى جانبه فسألها : من أنتِ ؟ قالت : امرأة ، قال : ولِمَ خُلِقْتِ ؟ قالت : لتسكن إليَّ ، ففرح بها آدم وأطلق عليها اسم حواء ؛ لأنها خلقت من شيء حي ، وهو ضلع آدم الأيسر . وأمر الله - سبحانه - آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنة ، ويأكلا من ثمارها ويبتعدا عن شجرة معينة ، فلا يأكلان منها ؛ امتحانًا واختبارًا لهما ، فقال تعالى : { يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [ البقرة : 35 ] وحذَّر الله - سبحانه - آدم وزوجه تحذيرًا شديدًا من إبليس وعداوته لهما ، فقال تعالى : { يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى . إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى . وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } طه : [ 117-119 ]. وأخذ إبليس يفكر في إغواء آدم وحواء ، فوضع خطته الشيطانية ؛ ليخدعهما فذهب إليهما ، وقال : { يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } [ طه : 120 ] فَصَدَّق آدم وحواء كلام إبليس بعد أن أقسم لهما ، ظنًّا منهما أنه لا يمكن لأحد أن يحلف بالله كذبًا ، وذهب آدم وحواء إلى الشجرة وأكلا منها .. وعندئذ حدثت المفاجأة ؟‍‍!! لقد فوجئ آدم وحواء بشيء عجيب وغريب ، لقد أصبحا عريانين ؛ بسبب عصيانهما ، وأصابهما الخجل والحزن الشديد من حالهما ، فأخذا يجريان نحو الأشجار ، وأخذ يقطعان من أوراقها ويستران بها جسديهما ، فخاطب الله - عز وجل - آدم وحواء معاتبًا : { ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } [ الأعراف : 22 ] فندم آدم وحواء ندمًا شديدًا على معصية الله ومخالفة أمره وتوجها إليه - سبحانه - بالتوبة والاستغفار ، فقالا : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف : 32 ] وبعد الندم والاستغفار ، قبل الله توبتهما ودعاءهما ، وأمرهما بالهبوط إلى الأرض والعيش عليها . وعاش آدم وحواء على الأرض ، وبدءا مسيرة الحياة عليها .. ووُلد لآدم وهو على الأرض أولاد كثيرون ، فكان يؤدبهم ويربيهم ، ويرشدهم إلى أن الحياة على الأرض امتحان للإنسان وابتلاء له ، وأن عليهم أن يتمسكوا بهدى الله ، وأن يحذروا من الشيطان ومن وساوسه الضَّارة .

قصة ابني آدم :

وحكى لنا القرآن الكريم قصة ابني آدم حينما تقدم كل منهما بقربان إلى الله - سبحانه - فتقبَّل الله من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، فما كان من هذا الابن الذي لم يتقبل الله قربانه إلا أن حسد أخاه وحقد عليه وقتله ظلمًا وعدوانًا ، قال تعالى : { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين . لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين . إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين . فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } [ المائدة : 27-30 ]. ولما قَتَلَ ابن آدم أخاه لم يعرف كيف يواري جثمانه ، فأرسل الله إليه غرابًا يحفر في الأرض ؛ فعرف ابن آدم كيف يدفن أخاه ، فدفنه وهو حزين أشد الحزن لأنه لم يعرف كيف يدفن جثة أخيه ، قال الله تعالى : { فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين } [ المائدة : 31 ]وظل آدم يعيش وسط أبنائه يدعوهم إلى الله ، ويعرِّفهم طريق الحق والإيمان ، ويحذِّرهم من الشرك والطغيان وطاعة الشيطان ، إلى أن لقى ربه وتوفي بعد أن أتم رسالته ، وترك ذريته يعمرون الأرض ويخلفونه فيها . وعندما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة المعراج مَرَّ بآدم - عليه السلام - في السماء الأولى ، وقيل له : هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه ، فسلم عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وردَّ آدم - عليه السلام - على النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام ، وقال : ( مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ) [ متفق عليه ]. ويخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يوم القيامة يذهبون إلى آدم - عليه السلام - فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ، ألا تشفع لنا إلى ربك ؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ ولكن آدم - عليه السلام - يتذكر أكله من الشجرة فيستحي من الله ، ويطلب من الناس أن يذهبوا إلى غيره من الأنبياء . [ البخاري ]. منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 09-30-2008, 09:23 PM   رقم المشاركة : 2
مشرف قسم






بدر القباني غير متصل

بدر القباني is on a distinguished road


 

جزااااااااااااك الله كل خير


تقبل تحيااااااااااااااتي

 







توقيع :

[align=center]





[img]http://www.albrari.com/vb/uploaded/110_01258353432.gif[/img]



[img]http://www.albrari.com/vb/uploaded/110_11258353432.jpg[/img][/align]
  رد مع اقتباس
قديم 10-04-2008, 02:28 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إدريس ( عليه السلام ) :

نبي كريم من أنبياء الله - عز وجل - ذكره الله في القرآن الكريم مرتين دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أُرسل إليهم ، قال تعالى : { وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين } [ الأنبياء : 85 ] وقال تعالى : { واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًّا . ورفعناه مكانًا عليًّا } [ مريم : 56-57 ]. وقد مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإدريس ليلة الإسراء والمعراج ، وهو في السماء الرابعة ، فسلَّم عليه فقال : ( .. فأتيتُ على إدريس فسلمتُ ، فقال : مرحبًا بك من أخ ونبي ) [ البخاري ]. ويروى أن نبي الله إدريس - عليه السلام - كان خياطًا ، فكان لا يغرز إبرة إلا قال : سبحان الله !!! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً ، وذكر بعض العلماء أن زمن إدريس كان قبل نوح - عليه السلام - والبعض الآخر ذكر أنه جاء بعده ، واختلف في موته فقيل إنه لم يمت بل رفع حيًّا ، كما رفع عيسى - عليه السلام - وقيل : إنه مات كما مات غيره من الرسل ، والله أعلم .

نوح ( عليه السلام ) :

كان ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر رجالا صالحين أحبهم الناس ، فلما ماتوا حزنوا عليهم حزنًا شديداً ، واستغل الشيطان هذه الفرصة فوسوس للناس أن يصنعوا لهم تماثيل تخليداً لذكراهم ، ففعلوا ، ومرت السنوات ، ومات الذين صنعوا تلك التماثيل ، وجاء أحفادهم ، فأغواهم الشيطان وجعلهم يظنون أن تلك التماثيل هي آلهتهم فعبدوها من دون الله ، وانتشر الكفر بينهم ، فبعث الله إليهم رجلا منهم ، هو نوح - عليه السلام - فاختاره الله واصطفاه من بين خلقه ، ليكون نبيًّا ورسولا ، وأوحى إليه أن يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له . وظل نوح - عليه السلام - يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام ، فقال لهم : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } [الأعراف : 59 ] فاستجاب لدعوته عدد من الفقراء والضعفاء ، أما الأغنياء والأقوياء فقد رفضوا دعوته ، كما أن زوجته وأحد أبنائه كفرا بالله ولم يؤمنا به ، وظل الكفار يعاندونه ، وقالوا له : { ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } [ هود : 27 ]. ولم ييأس نوح - عليه السلام - من عدم استجابتهم له ، بل ظل يدعوهم بالليل والنهار ، وينصحهم في السر والعلن ، ويشرح لهم برفق وهدوء حقيقة دعوته التي جاء بها ، إلا أنهم أصرُّوا على كفرهم ، واستمروا في استكبارهم وطغيانهم ، وظلوا يجادلونه مدة طويلة ، وأخذوا يؤذونه ويسخرون منه ، ويحاربون دعوته . وذات يوم ذهب بعض الأغنياء إلى نوح - عليه السلام - وطلبوا منه أن يطرد الفقراء الذين آمنوا به ؛ حتى يرضى عنه الأغنياء ويجلسوا معه ويؤمنوا بدعوته فقال لهم نوح : { ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون . ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون } [ هود : 29-30 ] فغضب قومه واتهموه بالضلال ، وقالوا : { إنا لنراك في ضلال مبين } [ الأعراف : 60 ]. فقال لهم : { يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين . أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون } [ الأعراف : 61-62 ] واستمر نوح - عليه السلام - يدعو قومه يومًا بعد يوم ، وعامًا بعد عام ، دون أن يزيد عدد المؤمنين ، وكان إذا ذهب إلى بعضهم يدعوهم إلى عبادة الله ، ويحدثهم عن الإيمان به ، وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه ، وإذا ذهب إلى آخرين يحدثهم عن نعم الله عليهم وعن حسابهم يوم القيامة ، وضعوا ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه ، واستمر هذا الأمر طويلا حتى قال الكفار له : { يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } [ هود : 32 ]. فقال لهم نوح : { إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين . ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون } [ هود : 33-34 ] وحزن نوح - عليه السلام - لعدم استجابة قومه وطلبهم للعذاب ، لكنه لم ييأس ، وظل لديه أمل في أن يؤمنوا بالله - تعالى - ومرت الأيام والسنون دون نتيجة أو ثمرة لدعوته ، واتَّجه نوح - عليه السلام - إلى ربه يدعوه ، ويشكو له ظلم قومه لأنفسهم ، فأوحى الله إليه : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون } [ هود : 36 ]. وظل نوح - عليه السلام - يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين ( 950 سنة ) دون أن يجد منهم استجابة ، فقال : { رب إن قومي كذَّبونِ . فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجني ومن معي من المؤمنين } [ الشعراء : 117-118 ] ودعا عليهم بالهلاك ، فقال : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا } [ نو ح: 26-27 ] فأمره الله أن يصنع سفينة ، وعلَّمه كيف يتقن صنعها ، وبدأ نوح - عليه السلام - والمؤمنون معه في صنع السفينة ، وكلما مر الكفار عليهم سخروا منهم واستهزءوا بهم ؛ إذ كيف يصنعون سفينة وهم يعيشون في صحراء جرداء لا بحر فيها ولا نهر ، وزاد استهزاؤهم حينما عرفوا أن هذه السفينة هي التي سوف ينجو بها نوح ومن معه من المؤمنين حينما ينزل عذاب الله . وأتمَّ نوح - عليه السلام - صنع السفينة ، وعرف أن الطوفان سوف يبدأ ، فطلب من كل المؤمنين أن يركبوا السفينة ، وحمل فيها من كل حيوان وطير وسائر المخلوقات زوجين اثنين ، واستقر نوح -عليه السلام - على ظهر السفينة هو ومن معه ، وبدأ الطوفان ، فأمطرت السماء مطرًا غزيرًا ، وتفجرت عيون الماء من الأرض وخرج الماء منها بقوة ، فقال نوح : { بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } [ هود : 41 ]. وبدأت السفينة تطفو على سطح الماء ، ورأى نوح - عليه السلام - ابنه ، وكان كافرًا لم يؤمن بالله ، فناداه : { يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين } [ هود : 42 ] فامتنع الابن ورفض أن يلبي نداء أبيه ، وقال : { سآوي إلى جبل يعصمني من الماء } [ هود : 43 ] فقد ظن أن الماء لن يصل إلى رءوس الجبال وقممها العالية ، فحذره نوح - عليه السلام - وقال له : { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم } [ هود : 43 ]. ورأى المشركون الماء يملأ بيوتهم ، ويتدفق بسرعة رهيبة ، فأدركوا أنهم هالكون فتسابقوا في الصعود إلى قمم الجبال ، ولكن هيهات .. هيهات ، فقد غطى الماء قمم الجبال ، وأهلك الله كلَّ الكافرين والمشركين ، ونجَّى نوحًا - عليه السلام - والمؤمنين ؛ فشكروا الله على نجاتهم ، وصدر أمر الله - تعالى - بأن يتوقف المطر ، وأن تبتلع الأرض الماء : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدًا للقوم الظالمين } [ هود : 44 ] وابتلعت الأرض الماء ، وتوقفت السماء عن المطر ، ورست السفينة على جبلٍ يسَمَّى الجودى . ثم أمر الله نوحًا - عليه السلام - ومن معه من المؤمنين بالهبوط من السفينة ، قال تعالى : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } [ هود : 48 ] وناشد نوح - عليه السلام - ربه في ولده ، وسأله عن غرقه استفسارًا واستخبارًا عن الأمر ، وقد وعده أن ينجيه وأهله ، فقال سبحانه : { إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } [ هود : 46 ] وكان ابن نوح من الكافرين فلم يستحق رحمة الله ، فامتثل نوح لأمر الله ، وهبط من السفينة ومعه المؤمنون ، وأطلق سراح الحيوانات والطيور ، لتبدأ دورة جديدة من الحياة على الأرض ، وظل نوح يدعو المؤمنين ، ويعلمهم أحكام الدين ، ويكثر من طاعة الله من الذكر والصلاة الصيام إلى أن توفي ولقى ربه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2008, 09:16 PM   رقم المشاركة : 4
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

هود ( عليه السلام ) :

في أرض اليمن ، وفي مكان يسمَى ( الأحقاف ) كان يقيم قوم عاد الأولى الذين يرجع نسبهم إلى نوح ، وكانوا يسكنون البيوت ذوات الأعمدة الضخمة ، قال تعالى : { إرم ذات العماد . التي لم يخلق مثلها في البلاد } [ الفجر : 7-8 ] ويبنون القصور العالية والحصون المرتفعة ، ويتفاخرون ببنائها ، قال تعالى : { أتبنون بكل ريع آية تعبثون . وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون } الشعراء : [ 128-129 ] ويملكون حضارة عظيمة ، وقد برعوا في الزراعة بسبب توفر الماء العذب الغزير وكثر لديهم الخير الوفير ، وكثرت الأموال والأنعام ، وأصبحت منطقتهم حقولا خصبة خضراء ، وحدائق زاهرة وبساتين وعيونًا كثيرة . وأعطى الله هذه القبيلة بنية جسدية تختلف عن سائر البشر ، فكانوا طوال الأجسام أقوياء . إذا حاربوا قومًا أو قاتلوهم هزموهم ، وبطشوا بهم بطشًا شديدًا ، قال تعالى : { وإذا بطشتم بطشتم جبارين . فاتقوا الله وأطيعون . واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين . وجنات وعيون } [ الشعراء : 130-134 ]. وبالرغم من هذه النعم الكبيرة والخيرات الكثيرة التي أعطاهم الله إياها ، لم يشكروا الله - تعالى - عليها ، بل أشركوا معه غيره ؛ فعبدوا الأصنام ، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان ، وارتكبوا المعاصي والآثام ، وأفسدوا في الأرض ، فأرسل الله لهم هودًا - عليه السلام - ليهديهم إلى الطريق المستقيم وينهاهم عن ضلالهم ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، ويخبرهم بأن الله - سبحانه - هو المستحق للشكر على ما وهبهم من قوة وغنى ونعم ، فقال لهم : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون } [ الأعراف : 65 ] فتساءلوا : ومن أنت حتى تقول لنا مثل هذا الكلام ؟‍‍! فقال هود - عليه السلام - { إني لكم رسول أمين . فاتقوا الله وأطيعون } [ الشعراء : 125-126 ] فرد عليه قومه بغلظة واستكبار : { إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين } [ الأعراف : 66 ] فقال لهم هود : { يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين . أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } [ الأعراف : 67-68 ]. فاستكبر قومه ، وأنكروا عبادة الله ، وقالوا له : { يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين } [ هود : 53 ] وقالوا له : وما الحالة التي أنت فيها ، إلا أن آلهتنا قد غضبت عليك ، فأصابك جنون في عقلك ، فذلك الذي أنت فيه ، فلم ييأس هود - عليه السلام - وواصل دعوة قومه إلى طريق الحق ، فأخذ يذكرهم بنعم الله -تعالى - عليهم ؛ لعلهم يتوبون إلى الله ويستغفرونه ، فقال : { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون } [ الشعراء : 132-134 ] ثم قال : { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين } [ هود : 52 ]. ولم يجد هود - عليه السلام - فيهم إلا قلوبًا ميتة متحجرة متمسكة بغيها وضلالها ، وإصرارها على عبادة الأصنام ، إذ قابلوا نصحه وإرشاده لهم بالتطاول عليه والسخرية منه ، فقال لهم : { إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون . من دونه فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم . فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قومًا غيركم ولا تضرونه شيئًا إن ربي على كل شيء حفيظ } [ هود : 54-57 ] فاستكبروا وتفاخروا بقوتهم وقالوا لهود : { من أشد منا قوة } [ فصلت : 15 ] وأخذوا يسخرون منه ويستعجلون العذاب والعقوبة في سخرية واستهزاء فقالوا : { فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } [ الأعراف : 70 ]. فقال هود - عليه السلام - : { قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين } [ الأعراف : 71 ] وبدأ عذاب الله لقوم عاد بأن أرسل عليهم حرًّا شديدًا ، جفَّت معه الآبار والأنهار ، وماتت معه الزروع والثمار ، وانقطع المطر عنهم مدة طويلة ، ثم جاء سحاب عظيم ، فلما رأوه استبشروا به ، وفرحوا ، وظنوا أنه سيمطر ماءً ، وقالوا : { هذا عارض ممطرنا } [ الأحقاف : 24 ]. لقد ظنوا أن السحب ستأتي لهم بالخير ، لتروي عطشهم وتسقي إبلهم وخيولهم ، وزرعهم وبساتينهم ، ولكنها كانت تحمل لهم العذاب والفناء ، فجاءتهم ريح شديدة استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام دائمة دون انقطاع ، تدمر كل شيء أمامها حتى أهلكتهم ، قال تعالى : { ريح فيها عذاب أليم . تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين } [ الأحقاف : 24-25 ]. ونجَّى الله هودًا ومن آمنوا معه ، قال تعالى : { فأنجيناه والذين آمنوا معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين } [ الأعراف : 72 ] وسار هود - عليه السلام - ومن معه من المؤمنين إلى مكان آخر يعبدون الله فيه ويسبحونه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008, 04:05 AM   رقم المشاركة : 5
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

صالح ( عليه السلام ) :

في منطقة الحِجْر التي تقع بين الحجاز والشام ، والتي تسمى الآن ( بمدائن صالح ) كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود ، يرجع أصلها إلى سام بن نوح ، وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم ، فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا ، يسكنون فيها في الشتاء ؛ لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف . وأنعم الله - عز وجل - عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فأعطاهم الأرض الخصبة ، والماء العذب الغزير ، والحدائق والنخيل ، والزروع والثمار ، ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران ، فكفروا بالله -سبحانه - ولم يشكروه على نعمه وعبدوا الأصنام ، وجعلوها شريكة لله ، وقدَّموا إليها القرابين ، وذبحوا لها الذبائح وتضرعوا لها ، وأخذوا يدعونها ، فأراد الله هدايتهم ، فأرسل إليهم نبيًّا منهم ، هو صالح - عليه السلام - وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم .وبدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام ، فقال لهم : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } [ الأعراف : 73 ] فرفض قومه ذلك ، وقالوا له : يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً كريمًا محبوبًا نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك ، فماذا حدث لك ؟! وقال رجل من القوم : يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا ، ونتبع دينًا جديدًا ؟! وقال آخر : يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك ، وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير . كل هذه الاتهامات وجهت لنبي الله صالح - عليه السلام - فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها ، ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له ، بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم ، ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد ، ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم ، وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم ، فقال لهم : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورًا وتنحتون الجبال بيوتًا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين } [ الأعراف : 74 ] ثم أخذ صالح يذكِّرهم بنعم الله عليهم ، فقال لهم : { أتتركون في ما هاهنا آمنين . في جنات وعيون . وزروع ونخيل طلعها هضيم } [ الشعراء : 146-148 ]. ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله ، وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم ، فقال : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب } [ هود : 61 ] فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين ، وكفرت طائفة الأغنياء ، واستكبروا وكذبوه ، وقالوا : { أبشرًا منا واحدًا نتبعه إنا إذًا لفي ضلال وسعر . أؤلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر } [ القمر : 24- 25 ]. وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته ، فقالوا لهم : { أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه } [ الأعراف : 75 ] أي : هل تأكدتم أنه رسول من عند الله ؟ فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح وبما جاء به من ربه ، وقالوا : { إنا بما أرسل به مؤمنون } [ الأعراف : 75 ] فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم : { إنا بالذي آمنتم به كافرون } [ الأعراف : 76 ] ولما رأى صالح - عليه السلام - إصرارهم على الضلال والكفر قال لهم : { يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير } [ هود : 63 ].وكان صالح - عليه السلام - يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة ، وآدابه الرفيعة ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة ، ويجادلهم تارة أخرى في موضع الجدال ، مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق ، والطريق المستقيم . ولكن قومه تمادوا في كفرهم ، وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل حتى لا يؤمن به أكثر الناس ، وذات يوم كان صالح - عليه السلام - يدعوهم إلى عبادة الله ، ويبين لهم نعم الله الكثيرة ، وأنه يجب شكره وحمده عليها ، فقالوا له : يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا ، وإذا كنت تدعي أنك رسول الله ، فلا بد أن تأتينا بمعجزة وآية . فسألهم صالح - عليه السلام - عن المعجزة التي يريدونها ، فأشاروا على صخرة بجوارهم ، وقالوا له : أخْرِجْ لنا من هذه الصخرة ناقة طويلة عُشَراء ، وأخذوا يصفون الناقة المطلوبة ويعددون صفاتها ، حتى يعجز صالح عن تحقيق طلبهم ، فقال لهم صالح : أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بي وتصدقونني وتعبدون الله الذي خلقكم ؟ فقالوا له : نعم ، وعاهدوه على ذلك ، فقام صالح - عليه السلام - وصلى لله - سبحانه - ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا . وبعد لحظات حدثت المعجزة ، فخرجت الناقة العظيمة من الصخرة التي أشاروا إليها ، فكانت برهانًا ساطعًا ، ودليلاً قويًّا على نبوة صالح ، ولما رأى قوم صالح هذه الناقة بمنظرها الهائل آمن بعض قومه ، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم ، ثم أوحى الله إلى صالح أن يأمر قومه بأن لا يتعرضوا للناقة بسوء ، فقال لهم صالح : { هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم } [ الأعراف : 73 ]. واستمر الحال على هذا وقتًا طويلاً ، والناقة تشرب ماء البئر يومًا ، ويشربون هم يومًا ، وفي اليوم الذي تشرب ولا يشربون كانوا يحلبونها فتعطيهم لبنًا يكفيهم جميعًا ، لكن الشيطان أغواهم ، فزين لهم طريق الشر ، وتجاهلوا تحذير صالح لهم فاتفقوا على قتل الناقة ، وكان عدد الذين أجمعوا على قتل الناقة تسعة أفراد ، قال تعالى : { وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون } [ النمل : 48 ] ثم اتفقوا مع باقي القوم على تنفيذ مؤامرتهم ، وقد تولى القيام بهذا الأمر أشقاهم وأكثرهم فسادًا ، وقيل اسمه قدار بن سالف . وفي الصباح ، تجمع قوم صالح في مكان فسيح ينتظرون مرور الناقة لتنفيذ مؤامرتهم ، وبعد لحظات مرت الناقة العظيمة فتقدم أحدهم منها ، وضربها بسهم حاد أصابها في ساقها ، فوقعت على الأرض ، فضربها قدار بن سالف بالسيف حتى ماتت ، وعلم صالح بما فعل قومه الذين أصروا على السخرية منه والاستهزاء به ، وأوحى الله إليه أن العذاب سوف ينزل بقومه بعد ثلاثة أيام ، فقال صالح - عليه السلام - لهم : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام } [ هود : 65 ] ولكن القوم كذبوه واستمروا في سخريتهم منه والاستهزاء به ، ولما دخل الليل اجتمعت الفئة الكافرة من قوم صالح ، وأخذوا يتشاورون في قتل صالح ، حتى يتخلصوا منه مثلما تخلصوا من الناقة ، ولكن الله - عز وجل - عَجَّلَ العذاب لهؤلاء المفسدين التسعة ، فأرسل عليهم حجارة أصابتهم وأهلكتهم . ومرت الأيام الثلاثة ، وخرج الكافرون في صباح اليوم الثالث ينتظرون ما سيحل عليهم من العذاب والنكال ، وفي لحظات جاءتهم صيحة شديدة من السماء ، وهزة عنيفة من أسفلهم ، فزهقت أرواحهم ، وأصبحوا في دارهم هالكين مصروعين . قال تعالى : { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون . وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون } [ النمل : 52-53 ] وهكذا أهلك الله - عز وجل - قوم صالح بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة الله ، والاستهزاء بنبيهم صالح - عليه السلام - وعدم إيمانهم به ، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود ، وقف صالح - عليه السلام - ومن معه من المؤمنين ينظرون إليهم ، فقال صالح - عليه السلام - : { يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين } [ الأعراف : 79 ]. ولقد مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على ديار ثمود ( المعروفة الآن بمدائن صالح ) وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة ، فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين ، كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها ، وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها . [ متفق عليه ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 07:10 PM   رقم المشاركة : 6
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إبراهيم ( عليه السلام ) :

كان آزر يعيش في أرض بابل بالعراق ، يصنع الأصنام ويبيعها للناس ليعبدوها وكان له ولد صغير اسمه ( إبراهيم ) وهبه الله الحكمة وآتاه الرشد منذ الصغر ، وذات يوم دخل إبراهيم على أبيه آزر ، فرآه يصنع التماثيل ، فتعجب إبراهيم من أمر هذه التماثيل ، وقال في نفسه : لماذا يعبدها الناس وهي لا تسمع ولا تنطق ، ولا تضر ولا تنفع ؟! وكيف تكون آلهة ، والناس هم الذين يصنعونها ؟! وصارت هذه الأسئلة تراود الفتى الصغير دون إجابة . ولما كبر إبراهيم وشبَّ أخذ يفكر في هذا الأمر ، ويبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة ، فذهب إلى الصحراء الواسعة ، وجلس ينظر إلى السماء ، فرأى الكواكب والنجوم ، واستنكر أن تكون هي ربه الذي يبحث عنه ، لأنها مخلوقة مثله تعبد خالقها ، فتظهر بإذنه وتغيب بإذنه ، وظل إبراهيم في الصحراء ينظر إلى السماء يفكر ويتدبر عسى أن يهتدي إلى ربه وخالقه ، فهداه الله - سبحانه - إلى معرفته ، وجعله نبيًّا مرسلاً إلى قومه ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الله رب العالمين . وأنزل الله - سبحانه - على إبراهيم صحفًا فيها آداب ومواعظ وأحكام لهداية قومه ، وتعليمهم أصول دينهم ، وتوصيتهم بوجوب طاعة الله ، وإخلاص العبادة له وحده ، والبعد عن كل ما يتنافى مع مكارم الأخلاق ، وعاد إبراهيم إلى بيته ، وقلبه مطمئن ، ولما دخل البيت وجد أباه ، فتقدم منه إبراهيم وأخذ ينصحه ويقول له : { يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا . يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطًا سويًّا . يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيًّا . يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليًّا } [ مريم : 42-45 ] فردَّ عليه أبوه غاضبًا ، وقال : { أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليًا } [ مريم : 46 ]. لكن إبراهيم لم يقابل تلك القسوة بمثلها ، بل صبر على جفاء أبيه ، وقابله بالبر والرحمة ، وقال له : { سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا . وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًّا } [ مريم : 47-48 ] وخرج إبراهيم من عند أبيه متوجهًا إلى المعبد ، حتى يدعو قومه إلى عبادة الله ، ولما دخل عليهم وجدهم عاكفين على أصنام كثيرة ، يعبدونها ويتضرعون إليها ، ويطلبون منها قضاء حوائجهم ، فتقدم منهم إبراهيم ، وقال لهم : { ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون } [ الأنبياء : 52 ] فرد عليه القوم وقالوا : { وجدنا آباءنا لها عابدين } [ الأنبياء : 53 ]. فوضح لهم إبراهيم أن عبادة هذه الأصنام ضلال وكفر ، وأن الله - سبحانه - الذي خلق السماوات والأرض هو المستحق للعبادة وحده فغضب قومه منه ، واستكبروا وأصروا على كفرهم وعنادهم ، فلمَّا وجد إبراهيم إصرارهم على عبادة الأصنام ، خرج وهو يفكر في نفسه أن يحطم هذه الأصنام ، وكان اليوم التالي يوم عيد ، فأقام القوم احتفالا كبيرًا خارج المدينة ، وذهب إليه جميع الناس ، وخرج إبراهيم وحده إلى شوارع المدينة فلم يجد فيها أحدًا ، فانتهز هذه الفرصة وأحضر فأسًا ، ثم ذهب إلى المعبد الذي فيه الأصنام دون أن يراه أحد ، فوجد أصنامًا كثيرة ، ورأى أمامها طعامًا كثيرًا وضعه قومه قربانًا لها وتقربًا إليها ، لكنها لم تأكل . فأقبل إليها إبراهيم ، وتقدم منها ، ثم قال لها مستهزئًا : ألا تأكلون؟ ! وانتظر قليلا لعلهم يردون عليه ، لكن دون جدوى ، فعاد يسأل ويقول : ما لكم لا تنطقون ؟! ثم أخذ يكسر الأصنام واحدًا تلو الآخر ، حتى صارت كلها حطامًا إلا صنمًا كبيرًا تركه إبراهيم ولم يحطمه ، وعلق في رقبته الفأس ، ثم خرج من المعبد ، ولما عاد القوم من الاحتفال مرُّوا على المعبد ، ودخلوا فيه ليشكروا الآلهة على عيدهم وفوجئوا بأصنامهم محطمة ما عدا صنمًا واحدًا في رأسه فأس معلق ، فتساءل القوم : من فعل هذا بآلهتنا ؟ فقال بعض القوم : سمعنا فتى بالأمس اسمه إبراهيم كان يسخر منها ، ويتوعدها بالكيد والتحطيم ، وأجمعوا أمرهم على أن يحضروا إبراهيم ويسألوه ، ويحققوا معه فيما حدث . وفي لحظات ذهب بعض القوم وأتوا بإبراهيم إلى المعبد ، ولما وقف أمامهم سألوه : أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟! فرد إبراهيم : بل فعله كبيرهم هذا ، ثم أشار بإصبعه إلى الصنم الكبير المعلق في رقبته الفأس ، ثم قال : فسألوهم إن كانوا ينطقون ، فرد عليه بعض الناس وقالوا له : يا إبراهيم أنت تعلم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تسمع ، فكيف تأمرنا بسؤالها ؟ فانتهز إبراهيم هذه الفرصة وقال لهم : { أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضركم . أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } [ الأنبياء : 66-67 ] فسكتوا جميعًا ولم يتكلموا ، ونكسوا رءوسهم من الخجل والخزي ، ومع ذلك أرادوا الانتقام منه ، لأنه حطم أصنامهم ، وأهان آلهتهم ، فقال نفر من الناس : ما جزاء إبراهيم ، وما عقابه الذي يستحقه ؟ فقالوا : { حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين } [ الأنبياء : 68 ]. ثم ذهب جنود المعبد بإبراهيم إلى الصحراء ، وجمعوا الحطب والخشب من كل مكان ، وأشعلوا نارًا عظيمة ، وجاءوا بآلة اسمها المنجنيق ، ليقذفوا إبراهيم منها في النار ، ولما جاء موعد تنفيذ الحكم على إبراهيم ، اجتمع الناس من كل مكان ليشهدوا تعذيبه ، وتصاعد من النار لهب شديد ، فوقف الناس بعيدًا يشاهدون النار ، ومع ذلك لم يستطيعوا تحمل حرارته ، وجاءوا بإبراهيم مقيدًا بالحبال ووضعوه في المنجنيق ، ثم قذفوه في النار ، فوقع في وسطها ، فقال إبراهيم : حسبي اللَّه ونعم الوكيل . فأمر الله النار ألا تحرق إبراهيم ولا تؤذيه ، قال تعالى : { قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم } [ الأنبياء : 69 ] فأصبحت النار بردًا وسلامًا عليه ، ولم تحرق منه شيئًا سوي القيود التي قيدوه بها ، وظلت النار مشتعلة عدة أيام ، وبعد أن انطفأت خرج منها إبراهيم سالـمًا ، لم تؤذه ، وتحدث الناس عن تلك المعجزة وعن نجاة إبراهيم من النار ، وأراد النمرود ملك البلاد أن يناقش إبراهيم في أمر دعوته ، فلما حضر إبراهيم أمام الملك سأله : من ربك ؟ فقال إبراهيم مجيبًا : { ربي الذي يحيي ويميت } [ البقرة : 258 ] فقال الملك : { أنا أحيي وأميت } [ البقرة : 258 ] وأمر الملك الجنود أن يحضروا رجلين من المسجونين ، ثم أمر بقتل رجل وترك الآخر ، ثم نظر إلى إبراهيم وقال له : ها أنا ذا أحي وأميت ، قتلت رجلا ، وتركت آخر !! فلم يرد إبراهيم على غباء هذا الرجل ، ولم يستمر في جداله في هذا الأمر ، بل سأله سؤالاً آخر أعجزه ولم يستطع معه جدالاً ، قال له إبراهيم : { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب } [ البقرة : 258] فبهت النمرود ، وسكت عن الكلام اعترافًا بعجزه ، وقرر إبراهيم الهجرة من هذه المدينة لأنه لم يؤمن به سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط - عليه السلام - وهاجر إبراهيم ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط ، وأخذ ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، حتى استقر به الحال في فلسطين ، فظل بها فترة يعبد الله ويدعو الناس إلى عبادة الله ، وإلى طريقه المستقيم . ومرت السنون ، ونزل قحط بالبلاد ، فاضطر إبراهيم إلى الهجرة بمن معه إلى مصر ، وكان يحكم مصر آنذاك ملك جبار يحب النساء ، وكان له أعوان يساعدونه على ذلك ، فيقفون على أطراف البلاد ، ليخبروه بالجميلات اللاتي يأتين إلى مصر ، فلما رأوا سارة ، وكانت بارعة الجمال ، أبلغوا عنها الملك وأخبروه أن معها رجلاً ، فأصدر الملك أوامره بإحضار الرجل ، وفي لحظات جاء الجنود بإبراهيم إلى الملك ، ولما رآه سأله عن المرأة التي معه ، فقال إبراهيم : إنها أختي . فقال الملك : ائتني بها . فذهب إبراهيم إلى سارة ، وأبلغها بما حدث بينه وبين الملك ، وبما ذكره له بأنها أخته ، فذهبت سارة إلى القصر ، ولما رآها الملك انبهر من جمالها ، وقام إليها ، فقالت له : أريد أن أتوضأ وأصلي ، فأذن لها ، فتوضأت سارة وصلَّت ، ثم قالت : ( اللهمَ إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط على هذا الكافر ) [ أحمد ] فاستجاب الله لها ، وعصمها وحفظها ، فكلما أراد الملك أن يمسك بها قبضت يده ، فسألها أن تدعو الله أن تُبسَـط يده ، ولن يمسها بسوء ، وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات . فلما علم أنه لن يقدر عليها نادى بعض خدمه ، وقال لهم : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ، ثم أمر الخدم أن يعطوها هاجر ، لتكون خادمة لها . [ البخاري ] فعادت سارة إلى زوجها دون أن يمسها الملك ، فوجدته قائمًا يصلي فلما انتهى نظر إليها ، وسألها عما حدث ؟ فقالت : إن الله ردَّ كيده عني وأعطاني جارية تسمى هاجر لتخدمني ، وبعد فترة رجع إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى وأثناء الطريق استأذنه ابن أخيه لوط في الذهاب إلى قرية سدوم ليدعو أهلها إلى عبادة الله ، فأعطاه إبراهيم بعض الأنعام والأموال ، وواصل هو وأهله السير إلى فلسطين ، حتى وصلوا إليها واستقروا بها ، وظل إبراهيم - عليه السلام - في فلسطين فترة طويلة . وأحب الله إبراهيم - عليه السلام - واتخذه خليلاً من بين خلقه ، قال تعالى : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } [ النساء : 125 ] وذات يوم ، أراد إبراهيم أن يرى كيف يحيي الله الموتى ، فخرج إلى الصحراء يناجي ربه ، ويطلب منه أن يريه ذلك ، قال تعالى : { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا ثم ادعهن يأتينك سعيًّا واعلم أن الله عزيز حكيم } [ البقرة : 260 ]. ففعل إبراهيم ما أمره ربه ، وذبح أربعة من الطيور ووضع أجزاءها على الجبال ، ثم عاد إلى مكانه مرة أخرى ، ووقف متجهًا ناحية الجبال ، ثم نادى عليهن ، فإذا بالحياة تعود لهذه الطيور ، وتجيء إلى إبراهيم بإذن ربها ، وكانت سارة زوجة إبراهيم عقيمًا لا تلد ، وكانت تعلم رغبة إبراهيم وتشوقه لذرية طيبة ، فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها ، لعل الله أن يرزقه منها ذرية صالحة ، فتزوج إبراهيم هاجر ، فأنجبت له إسماعيل فسعد به إبراهيم سعادة كبيرة لأنه جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل . وأمر الله - عز وجل - إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة ، فأخذهما إبراهيم إلى هناك ، وتوجه إلى الله داعيًا { ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } [ إبراهيم : 37 ] ثم تركهما إبراهيم ، وعاد إلى زوجته سارة ، وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله في صورة بشر ، فقام إبراهيم سريعًا فذبح لهم عجلاً سمينًا ، وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون ، لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب ، وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم بأنهم ليسوا بشرًا ، وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا العذاب على قرية سدوم ، لأنهم لم يتبعوا نبيهم لوطًا ، وبشرت الملائكة إبراهيم بولده إسحاق من سارة ، وكانت عجوزًا ، فتعجبت حينما سمعت الخبر ، فهي امرأة عجوز عقيم وزوجها رجل شيخ كبير ، فأخبرتها الملائكة أن هذا هو أمر الله ، فقالت الملائكة : { أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } [ هود : 73 ]. وذات مرة رأى إبراهيم - عليه السلام - أنه يذبح ابنه في المنام ، فأخبر ابنه إسماعيل بذلك ، وكان هذا امتحان من الله لإبراهيم وإسماعيل ، فاستجاب إسماعيل لرؤيا أبيه طاعة لله ، واستعد كل منهما لتنفيذ أمر الله ، ووضع إبراهيم ابنه إسماعيل على وجهه ، وأمسك بالسكين ليذبحه ، فكان الفرج من الله ، فقد نزل جبريل - عليه السلام - بكبش فداء لإسماعيل ، فكانت سنة الذبح والنحر في العيد ، وصدق الله إذ يقول : { وفديناه بذبح عظيم } [ الصافات : 107 ] وكان نبي الله إبراهيم يسافر إلى مكة من حين لآخر ليطمئن على هاجر وابنها إسماعيل . وفي إحدى الزيارات ، طلب إبراهيم من ابنه أن يساعده في رفع قواعد البيت الحرام الذي أمره ربه ببنائه ، فوافق إسماعيل ، وأخذا ينقلان الحجارة اللازمة لذلك حتى انتهيا من البناء ، وعندها أخذا يدعوان ربهما أن يتقبل منهما فقالا : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } [ البقرة : 127-128 ] فاستجاب الله لإبراهيم وإسماعيل ، وبارك في الكعبة ، وجعلها قبلة للمسلمين جميعًا في كل زمان ومكان . قد كان لإبراهيم - عليه السلام - رسالة ودين قويم وشريعة سمحة ، أمرنا الله باتباعها ، قال تعالى : { قل صدقوا الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين } [ آل عمران : 59 ] أي اتبعوا الدين الحنيف القويم الثابت الذي لا يتغير ، ومرض إبراهيم - عليه السلام - ثم مات ، بعد أن أدى رسالة الله وبلغ ما عليه ، وفي رحلة الإسراء والمعراج قابل النبي - صلى الله عليه وسلم - خليل الله إبراهيم - عليه السلام - في السماء السابعة بجوار البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة يتعبدون فيه ، ويطوفون ، ثم يخرجون ولا يعودون إليه إلى يوم القيامة . وذلك كما ذكر في حديث المعراج الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ... ثم صعد بي جبريل إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبرائيل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبرائيل : قيل : ومن معك ؟ قال محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبًا به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت ، فإذا إبراهيم ، قال : هذا أبوك فسلم عليه ، فسلمتُ عليه فرد السلام ، ثم قال مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ... ) [ البخاري ]. وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خير البرية ، فقال : ( ذاك إبراهيم ) [ أحمد ]. وهو أول من يكْسى يوم القيامة ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم - : ( ... وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ) [ متفق عليه ]. فالناس يحشرون يوم القيامة عراة ، فيكسى إبراهيم عليه السلام تكريمًا له ثم الأنبياء ، ثم الخلائق ، وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم وأثنى علي ه، قال تعالى : { إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين . شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم . وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين } [ النحل : 120-123 ]. وقد فضل الله إبراهيم - عليه السلام - في الدنيا والآخرة ، فجعل النبوة فيه وفي ذريته إلى يوم القيامة ، قال تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين } [ العنكبوت : 27 ]. وإبراهيم - عليه السلام - من أولي العزم من الرسل ، ووصى الله نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يسير على ملته ، قال تعالى : { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين } [ الأنعام : 61 ] وقال : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين } [ النحل : 123 ] ومدح الله إبراهيم بالوفاء والقيام بما عهد إليه ، قال تعالى : { وإبراهيم الذي وفى } [ النجم : 37 ] ولأنه أفضل الأنبياء والرسل بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نصلي عليه في صلاتنا في التشهد أثناء الصلاة . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2008, 10:36 AM   رقم المشاركة : 7
فريق الاشراف
 
الصورة الرمزية محمد القباني






محمد القباني غير متصل

محمد القباني is on a distinguished road


 

الله يجزاك خير أخوي الكريم خيال الغلباء على الموضوع وجعل الله في ميزان حسناتك

 







توقيع :

[frame="6 70"]أمة لاتعرف تاريخها .. لاتحسن صياغة مستقبلها[/frame]

[align=center][/align]


[align=center]

[/align]
  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 07:20 PM   رقم المشاركة : 8
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

لوط ( عليه السلام ) :

هاجر لوط مع عمه إبراهيم - عليه السلام - إلى مصر ، ومكثا فيها مدة من الزمن ثم عادا إلى فلسطين ، وفي الطريق ، استأذن لوط عمه إبراهيم ، ليذهب إلى أرض سدوم ( بجوار البحر الميت في بلاد الأردن الآن ) حيث اختار الله لوطًا ليكون نبيًّا إلى أهل هذه الأرض ، فأذن له إبراهيم وذهب لوط إلى سدوم وتزوج هناك . وكانت أخلاق أهل تلك البلدة سيئة ، فكانوا لا يتعففون عن فعل المعصية ، ولا يستحيون من المنكر ، ويخونون الرفيق ، ويقطعون الطريق ، وفوق هذا كانوا يفعلون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين ؛ فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء ، وأخذ لوط - عليه السلام - يدعو أهل سدوم إلى الإيمان وترك الفاحشة ، فقال لهم : { ألا تتقون . إني لكم رسول أمين . فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . أتأتون الذكران من العالمين . وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون } [ الشعراء : 161-166 ]. لكن قوم لوط لم يستجيبوا له ، وتكبروا عليه ، وسخروا منه ، فلم ييأس لوط وظل صابرًا على قومه يدعوهم في حكمة وأدب إلى عبادة الله وحده ، وينهاهم ويحذرهم أشد التحذير من إتيان المحرمات وفعل الفواحش والمنكرات ، ومع هذا لم يؤمن به أحد واستمر الناس في ضلالهم وطغيانهم وفجورهم ، وقالوا له بقلوب قاسية : { ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } [ العنكبوت : 29 ] وهددوه بطرده من القرية لأنه كان غريبًا في قومه ، فغضب لوط من قومه وابتعد عنهم هو ومن آمن به من أهل بيته إلا زوجته ، فقد كفرت وانحازت إلى قومها وشاركتهم في مضايقته والاستهزاء به ، وضرب الله بها مثلاً في الكفر ، فقال تعالى : { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئًا وقيل ادخلا النار مع الداخلين } [ التحريم : 10] وخيانة امرأة لوط هي كفرها وعدم إيمانها بالله . وأرسل الله ثلاثة من الملائكة على صورة ثلاثة رجال هيئتهم حسنة ، فمروا على إبراهيم ، فظن إبراهيم أنهم بشر فقام على الفور وذبح لهم عجلاً سمينًا لكنهم لم يأكلوا منه ، وبشرت الملائكة إبراهيم بأن الله - سبحانه - سوف يرزقه بولد من زوجته سارة هو إسحاق ، ثم أخبرته الملائكة أنهم ذاهبون إلى قرية سدوم لتعذيب أهلها وعقابهم على كفرهم ومعاصيهم ، فأخبرهم إبراهيم بوجود لوط في هذه القرية ، فطمأنته الملائكة بأن الله سينجيه وأهله إلا زوجته لأنها كفرت بالله . وخرجت الملائكة من عند إبراهيم وتوجهوا إلى قرية سدوم ، فوصلوا إلى بيت لوط وكانوا في صورة شبان حسان ، فلما رآهم لوط خاف عليهم ، ولم يعلم أحد بقدومهم إلا آل لوط ، فخرجت امرأته وأخبرت قومها وقالت : إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء القوم يسرعون إلى بيت لوط يبغون الفاحشة مع هؤلاء الضيوف ، واجتمع قوم لوط وازدحموا عند باب بيته وهم ينادون بصوت عالٍ يطلبوا من لوط أن يخرج لهم هؤلاء الضيوف ، وكل منهم يمني نفسه بالمتعة والشهوة الحرام مع هؤلاء الرجال ، فمنعهم لوط من دخول البيت ومن الهجوم والاعتداء على ضيوفه ، وقال لهم : { إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون . واتقوا الله ولا تخزون } [ الحجر : 68-69 ] وأخذ يذكرهم بأن الله خلق النساء لقضاء شهوة الرجال فهن أزكى لهم وأطيب ، ولكن قوم لوط أصروا على الدخول ، ولم يجد لوط من بينهم رجلاً عاقلاً يبين لهم ما هم فيه من الخطأ وأحس لوط بضعفه أمام هؤلاء القوم، فقال : { لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } [ هود : 80 ]. وعندئذ كشف الضيوف عن حقيقتهم ، وأخبروا لوطًا بأنهم ليسوا بشرًا وإنما هم ملائكة من السماء جاءوا لتعذيب هؤلاء القوم الفاسقين ، وما هي إلا لحظات حتى اقتحم قوم لوط البيت على الملائكة فأشار أحد الملائكة ، بيده ناحيتهم ففقد القوم أبصارهم وراحوا يتخبطون بين الجدران ، ثم طلبت الملائكة من لوط أن يرحل مع أهله عندما يقبل الليل لأن العذاب سينزل على قومه في الصباح ، ونصحوه ألا يلتفت هو ولا أحد من أهله خلفهم عندما ينزل العذاب حتى لا يصيبهم . وفي الليل خرج لوط وابنتاه وتركوا القرية ، وما إن غادروها حتى انشق الصباح فأرسل الله العذاب الشديد على قرية سدوم ، فاهتزت القرية هزة عنيفة وتزلزلت الأرض ، واقتلع مَلَكٌ بطرف جناحه القرية بما فيها وارتفع بها حتى سمع أهل السماء نباح كلابها ثم انقلبت القرية رأسًا على عقب ، وجعل الله عاليها سافلها وأمطر عليهم من السماء حجارة ملتهبة تحرقهم ، وأحاط بهم دخان خانق يشوي وجوههم وأجسامهم . قال تعالى : { فلما جاءنا أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد } [ هود : 82-83 ] ونجَّى الله لوطاً وابنتيه برحمة منه سبحانه ، لأنهم حفظوا العهد ، وشكروا النعمة وعبدوا الله الواحد الأحد وكانوا خير مثال للعفة والطهارة ، وأصبحت قرية سدوم عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة ، قال تعالى : { وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم } [ الذاريات : 37 ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-17-2008, 02:18 PM   رقم المشاركة : 9
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ذيبان






ذيبان غير متصل

ذيبان is on a distinguished road


 

جزاك الله خير على هذا البحث المتكامل الشامل الوافي

أخوكم ذيبان

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008, 11:03 PM   رقم المشاركة : 10
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إسماعيل ( عليه السلام ) :

كان إبراهيم - عليه السلام - يحب أن تكون له ذرية صالحة تعبد الله - عز وجل - وتساعده في السعي على مصالحه ، فعلمت السيدة سارة ما يريده زوجها ، وكانت عاقرًا لا تلد فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها ؛ لعلها تنجب له الولد ، فلما تزوجها إبراهيم - عليه السلام - حملت منه ، وأنجبت له إسماعيل ، وبعد مرور فترة من ولادة إسماعيل أمر الله - عز وجل - إبراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وولده إلى مكة ، فاستجاب إبراهيم لأمر ربه ، وسار بهما حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة ، وظل معهما فترة قصيرة ، ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام ، فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه ، وتعلقت بثيابه ، وقالت له : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟!!! فلم يرد عليها إبراهيم - عليه السلا م- وظل صامتًا ، فألحت عليه زوجته هاجر ، وأخذت تكرر السؤال نفسه ، لكن دون فائدة ، فقالت له: آلله أمرك بهذا ؟ فقال إبراهيم : نعم ، فقالت هاجر : إذن لن يضيعنا ، ثم رجعت . وسار إبراهيم - عليه السلام - وترك زوجته وولده ، وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل ، ولما ابتعد عنها إبراهيم ، رفع يده داعيًا ربه فقال : { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } [ إبراهيم : 37 ] ثم واصل السير إلى الشام ، وظلت هاجر وحدها ، ترضع ابنها إسماعيل ، وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم حتى نفد ما في السقاء ، فعطشت ، وعطش ابنها فتركته وانطلقت تبحث عن الماء ، بعدما بكى الطفل بشدة ، وأخذ يتلوى ، ويتمرغ أمامها من شدة العطش . وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا ، فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا ؛ لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء ، فلم تجد شيئًا ، فهبطت من الصفا ، وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه ، إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك ، فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة ، ومن المروة إلى الصفا سبع مرات . وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج ، وذلك تخليدًا لهذه الذكرى ، قال تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم } [ البقرة : 158 ] وبعد أن تعبت هاجر ، وأحست بالإجهاد والمشقة ، عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء ، وهنا أدركتها رحمة الله - سبحانه - فنزل الملك جبريل - عليه السلام - وضرب الأرض ، فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير ، فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها ، وتملأ سقاءها ، وشكرت الله - عز وجل - على نعمته ، وعلى بئر زمزم التي فجرها لها . ومرت أيام قليلة ، وجاءت قافلة من قبيلة جرهم - وهي قبيلة عربية يمنية - فرأت طيرًا يحوم فوق مكان هاجر وابنها ، فعلموا أن في ذلك المكان ماء ، فأقبلوا نحو المكان الذي يطير فوقه الطير ، فوجدوا بئر زمزم فتعجبوا من وجودها في هذه المكان ، ووجدوا أم إسماعيل تجلس بجواره ، فذهبوا إليها ، وعرفوا قصتها فاستأذنوها في الإقامة بجوار هذه البئر ، فأذنت لهم ، وعاشت معهم هي وابنها وتعلم منهم إسماعيل اللغة العربية ، وأخذت هاجر تربي ابنها إسماعيل تربية حسنة وتغرس فيه الخصال الطيبة والفضائل الحميدة ، حتى كبر قليلاً ، وصار يسعى في مصالحه لمساعدة أمه . وكان إبراهيم - عليه السلام - يزور هاجر وولده إسماعيل من حين لآخر لكي يطمئن عليهما ، وذات يوم رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل ، فلما قام من نومه ، علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله ؛ لأن رؤيا الأنبياء حق ، فذهب إبراهيم إلى ابنه ، وقال له : { يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى } [ الصافات : 102 ] فقال إسماعيل : { يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } [ الصافات : 102 ]. وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وذهب به إلى مِنَى ثم ألقاه على وجهه كي لا يرى وجهه عند الذبح ، فيتأثر بعاطفة الأبوة ، واستسلم إسماعيل لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه ، وقبل أن يمر السكين سمع إبراهيم نداء الله تعالى يقول له : { يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إن كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين } [ الصافات : 104-106 ] وبعد لحظات من النداء الإلهي رأى إبراهيم الملك جبريل - عليه السلام - ومعه كبش عظيم ، فأخذه إبراهيم وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل . لقد أراد الله - عز وجل - أن يختبر إبراهيم في التضحية بابنه إسماعيل ، فلما وجده قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء ، وفدى إسماعيل بكبش عظيم ، وقد أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى ، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لهذه الذكري الطيبة ، وعاد إبراهيم بولده إلى البيت ، ففرحت الأم بنجاة ولدها فرحًا شديدًا ، وكبر إسماعيل حتى أصبح شابًّا قويًّا ، وتزوج امرأة من إحدى القبائل التي استقرت حول بئر زمزم . وذات يوم زار إبراهيم - عليه السلام - ابنه إسماعيل ، فلم يجده في بيته ، ووجد زوجته وكانت لا تعرفه ، فسألها إبراهيم عن زوجها إسماعيل ، فقالت : خرج يبتغي لنا رزقًا ، فسألها عن عيشهم ، فقالت : إننا نعيش في ضيق وشدة ، فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه ، فلما عاد إسماعيل سأل زوجته : هل زارنا أحد اليوم ؟ قالت له : نعم ، زارنا شيخ صفته كذا وكذا ، فقال إسماعيل : هل قال لك شيئًا ؟ قالت : سألني عنك وعن حالتنا وعيشتنا ، فقال لها : وماذا قلت له ؟ قالت : قلت له : إننا نعيش في ضيق وشدة ، فقال إسماعيل : وهل أوصاك بشيء؟ قالت : قال لي : قولي لزوجك عندما يعود أن يغير عتبة بابه ، فقال إسماعيل : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك ، فألحقي بأهلك فطلقها إسماعيل ، وتزوج بغيرها . ومرت فترة من الزمن ، ثم عاد إبراهيم لزيارة ابنه إسماعيل ، ولم يجده أيضًا ، ووجد زوجته ، وكانت هي أيضا لا تعرفه ، فسألها أين زوجك إسماعيل ؟ قالت له : خرج يبتغي لنا رزقًا ، فقال إبراهيم : وكيف أنتم ؟ قالت : نحن بخير وسعة ، ففرح إبراهيم بهذه الزوجة ، واطمأن لحالها ، فقال لها : إذا جاء زوجك فاقرئي له مني السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث ، وأثنت على إبراهيم ، فقال إسماعيل : ذاك أبي وأمرني أن أمسكك . [ البخاري ]. وعاد إبراهيم إلى فلسطين ، وظل بها مدة طويلة يعبد الله - عز وجل - ثم ذهب لزيارة إسماعيل ، فوجده يبري نبلاً له قرب بئر زمزم ، فلما رآه إسماعيل قام إليه واحتضنه واستقبله أحسن استقبال ، ثم قال إبراهيم لابنه : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ . فقال إسماعيل : اصنع ما أمرك به ربك ، فقال إبراهيم : وتعينني عليه ؟ قال إسماعيل : وأعينك عليه فقال إبراهيم : إن الله أمرني أن أبني هنا بيتًا ، كي يعبده الناس فيه فوافق إسماعيل أباه وبدأ ينقل معه الحجارة اللازمة لبناء هذا البيت ، وكان إبراهيم يبني ، وإسماعيل يعينه ، حتى إذا ما ارتفع البناء واكتمل جاء جبريل بحجر من الجنة ، وأعطاه لإبراهيم ، ليضعه في الكعبة ، وهو ما يسمى بالحجر الأسود . وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } [ البقرة : 127-128 ] وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل - عليه السلام - ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد ، والمحافظة على الصلاة ، وأنه كان يأمر أهله بأدائها ، قال تعالى : { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًّا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًّا } [ مريم : 54-55 ]. وكان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم ، وأوحى الله إليه ، قال تعالى : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [ البقرة : 163 ] وقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } [ النساء : 163 ] وكان إسماعيل - عليه السلام - أول من رمى بسهم ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشجع الشباب على الرمي بقوله : ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا ) [ البخاري ]. وإسماعيل - عليه السلام - هو جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو العرب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) [ مسلم ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-31-2008, 11:44 AM   رقم المشاركة : 11
عضو متميز
 
الصورة الرمزية يالبى القبابنة






يالبى القبابنة غير متصل

يالبى القبابنة is on a distinguished road


 

جزاك الله الف خير على هذا البحث الوافي
وجعله في ميزان حسناتك
وننتظر المزييييييييد ..

 







توقيع :

[align=center][/align]
  رد مع اقتباس
قديم 10-31-2008, 09:31 PM   رقم المشاركة : 12
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إسحاق ( عليه السلام ) :

بعد أن رزق الله إبراهيم - عليه السلام - بإسماعيل من زوجته هاجر ، كان إبراهيم يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان العذاب في سبيل الله ، فاستجاب الله له ، وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة رجال ، ليبشروه بولد له من زوجته سارة ، وأخبروه بذهابهم إلى قوم لوط للانتقام منهم ، ولما جاءت الملائكة إلى إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال ، وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة ، ثم أسرع لإعداد الطعام لهم ، فقد كان إبراهيم رجلاً كريمًا جوادًا ، وفي لحظات جاء بعجل سمين ، وقربه إليهم ، فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء ، فخاف إبراهيم - عليه السلام - منهم ، وظهر الخوف على وجهه ، فطمأنته الملائكة ، وأخبروه أنهم ملائكة ، وبشروه بغلام عليم . كل هذا ، وسارة زوجة إبراهيم تتابع الموقف ، وتسمع كلامهم ، وذلك من خلف الجدار ، فأقبلت إليهم ، وهي في ذهول مما تسمعه ، وتعجبت من بشارتهم ، فكيف تلد وهي امرأة عجوز عقيم ، وزوجها رجل كبير ، فأخبرتها الملائكة بأن هذا أمر الله القادر على كل شيء ، فاطمأن ابراهيم ، وذهب عنه الخوف ، وسكنت في قلبه البشرى التي حملتها الملائكة له ؛ فخر ساجدًا لله شاكر له . وبعد فترة ، ظهر الحدث المنتظر والمعجزة الإلهية أمام عين إبراهيم وزوجته ؛ حيث ولدت سارة غلامًا جميلاً ، فسماه إبراهيم إسحاق ، والقرآن الكريم لم يقص علينا من قصة إسحاق - عليه السلام - إلا بشارته ، وكذلك لم يذكر لنا القوم الذي أرسل إليهم وماذا كانت إجابتهم له ، وقد أثنى الله - عز وجل - عليه في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، قال تعالى : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار . إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار . وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } [ ص : 45 - 47 ]. كما أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إسحاق ، فقال : ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ) [ البخاري ] ورزق الله إسحاق ولدًا اسمه يعقوب ، ومرض إسحاق ثم مات بعد أن أدَّى الأمانة التي تحملها .

يعقوب ( عليه السلام) :

نبي من أنبياء الله - عز وجل -، اصطفاه الله ، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام -، بشرت الملائكة به إبراهيم - عليه السلام - زوجته سارة ، قال تعالى : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) [ هود : 71 ]. ولد يعقوب - عليه السلام - محاطًا بعناية الله ورحمته ، سائرًا على منهج آبائه ، وكان ليعقوب اثنا عشر ولدًا سمَّاهم القرآن الكريم بالأسباط ، وكان أجلهم قدرًا ، وأنقاهم قلبًا ، وأسلمهم صدرًا ، وأزكاهم نفسًا ، وأصغرهم سنًا ، يوسف - عليه السلام -، لذا كان يعقوب - عليه السلام - يحوطه بمزيد من العناية والحنان وهذا شيء طبيعي ، فالأب يحنو على الصغير حتى يكبر ، وعلى المريض حتى يبرأ . وكان يعقوب - عليه السلام - مثالاً يحتذى للأب الذي يقوم بتربية أولاده على الفضيلة ، فيقوم بأمرهم ، ويسدي لهم النصح ، ويحل مشاكلهم ، إلا أن الشيطان زين للأبناء قتل أخيهم يوسف لما رأوا من حب أبيهم له ، لكنهم بعد ذلك رجعوا عن رأيهم من القتل إلى الإلقاء في بئر بعيدة ، لتأخذه إحدى القوافل المارة ، وحزن يعقوب على فراق يوسف حزنًا شديدًا ، وأصابه العمى من شدة الحزن ، ثم ردَّ الله إليه بصره ، وجمع بينه وبين ولده . وبعد فترة من الزمن مرض يعقوب -عليه السلام - مرض الموت ، فجمع أبناءه وأخذ يوصيهم بالتمسك بالإيمان بالله الواحد وبعمل الصالحات ، قال تعالى : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدًا ونحن له مسلمون ) [ البقرة : 133 ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-05-2008, 12:13 PM   رقم المشاركة : 13
عضو فعال






حامل المسك غير متصل

حامل المسك is on a distinguished road


 

بارك الله فيك على الجهد الجبار والمشاركة الرائعة

 







  رد مع اقتباس
قديم 11-08-2009, 01:17 PM   رقم المشاركة : 14
عضو متميز






الزعيم المانلال غير متصل

الزعيم المانلال is on a distinguished road


 

مشكور

 







توقيع :

[line3][/line3]
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
الأنبياء, الصلاة, سيرة, عليهم, والرسل, والسلام


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

 

الساعة الآن 02:34 PM.



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
Powered by Style ALRooo7.NET

Copyright © 2010 alrooo7.net. All rights reserved