بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام أعضاء ومتصفحوا منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد هناك قصص لاسماء قد ارتبطت بالمواقف الرجولية والاخلاق الحميدة لذلك الانسان المسلم العربي النبيل على أرض الجزيرة العربية وقد خلد تلك القصص تاريخ أرضها في سجلاته كما سطرها بأحرف الشهامة والبطولة والوفاء هذه الارض الزاخرة بالتاريخ العطر على مر الازمنة والعصور التي تعاقبت عليها بأريج من مكارم الاخلاق وعبق من الفروسية والشهامة ورائحة الاباء والشمم وقد حفظ لنا الرواة بعضا من هذه الاسماء مثل الفارس العربي الشهم والشاعر المغوار / مفضي بن ولمان الاحمدي الحربي الذي فر من منازل عشيرته بسبب قتله رجلا من افرادها ولم يتمكن من دفع الدية في الوقت ذاته وكعرف بين العرب انذاك فقد لجأ ( ابن ولمان ) الى جبل " رمان " في قرية " الصداعية " والتي يقطنها فخذ ( العليان ) من قبيلة شمر ، وقد أخذ يعمل برعي الابل لدى أميرالصداعية بعد ان أخفى اسمه الحقيقي خشية أن يتعرف عليه أحد لانه ( جلاوي ) أو دموي وقد خدم اخفاء اسمه ماكان من عادة العرب انهم كانوا لايلحون في سوالهم على من يلتجأ اليهم ، وقد عاش هذا الفارس على حالته تلك ماشاء الله له ذاهب الى المرعى مع ابل الامير صباحا وعائدا مساء وفي ذات يوم : وعندما كان في المرعى مع الابل فاذا بغارة تهاجم طرف المرعى وتسطوا على ابل ابنة الامير التي تدعى ( رثعة ) وبسبب كثرة اعداد المهاجمين في تلك الغارة فلم يجب على صراخها واستغاثتها احد قط حتى ابن عمها الذي كان على فرسه متقلدا سلاحه الا ان روح النخوة العربية الاصيلة التي كانت تتجسد في مفضي قد أجبرته لاشعوريا بالانطلاق خلف المغيرين وقاتلهم مجندلا من هم بعض الفرسان وهو ينتخي بنفسه حيث كان يصرخ ويقول انا الاحمدي انا الاحمدي وقد تم له ما أراد وأنقذ الابل كما اخذ الجياد التي قتل أصحابها وساق الجميع حتى وقف به على ابنة الامير وأعطاها اياه : وترك كل شىء ليعود الى ابله ويكمل عمله : وفي هذه الاثناء انطلق من كان يشاهد كل تلك الاحداث ليخبر عنها الاهالي : وعندما وصل فارسنا مفضي الى القرية ، قصد معاميل القهوة كعادته كل يوم في خدمة الاهالي الذين يتسامرون كل ليلة عند الامير ، عندئذ استأذنت ابنة الامير من ابيها بأن تدخل الرفه ( وهي الجزء المخصص للرجال في بيت الشعر ) فأذن لها حيث كان كل من في المجلس من اقاربها ولاريب في ذلك فدخلت واشارت الى مفضي بأن يقوم من مكانه قرب المعاميل ليجلس الى يمين ابيها وعندها أخبرت اباها ورجال العشيرة بما تصرفه هذا الفارس حيال ابلها وحلال العشيرة وقد سمع كل رجال العشيرة هذا الخبر ولكنهم صدموا عندما وجهت رثعة حديثها الى مفضي وقالت :
جاك الهوى مني بعشق من الراس
لاعاد ماتبخـل بروحـك عليـه
يامثبت العزوة ويامروي الكـاس
يامنتخـي بالعـزوة الاحمـديـه
وماكان من الفارس الا أن يرد عليها خصوصا وانه شاعر ايضا حيث رد عليها فورا وقال :
مالي هوى يابو ثمان كمـا المـاس
يابوخـديـد كـنـه النافـعـيـه
حالك على القرا وحالي على الياس
ماطـول ماقضيـت ديـن عليـه
ماني من اللي همه البطن ولبـاس
ولاعندهـم بالطيـبـة والـرديـه
عندئذ عرف الامير وعشيرته أنه دموي أي عليه دين دم وسألوه عن ذلك فاخبرهم بقصته وعزموا على مساعدته وجمعوا الديه وبعثوها الى اهل القتيل : بعد ذلك تزوج الفارس الشاعر مفضي بن ولمان ابنة الامير وعاش معهم كواحد من افراد قبيلتهم ردحا من الزمن وأنجبت زوجته بنت الامير ابنه حمود الذي كبر وترعرع بين اخواله وذات يوم حدث خلاف بين حمود بن مفضي مع عدد من زملائه وهم صبية يلعبون ولما اشتد الخصام فيما بينهم لمزه احدهم بكلام كان غريب عليه ومعناه انه غريب وليس من قبيلته فنقل حمود ماحدث من الكلام الى ابيه استفسارا عن معناه فقال الاب :
ياحمود عن ديرة خوالك جلينـا
شف دلوهم من يمنا تزحم الجال
لاعاد ماقربـك يحشـم علينـا
شور عليك نقلط الزمل نشتـال
ورحل مع أسرته الى منازل عشيرته ومع ذلك افتقد اصدقاءه واقرانه من عشيرة العليان والذين قد قضى معهم اجمل سنين عمره فانشد قصيدة رائعة مخاطبا غنام صقر كان يقتنيه فقال :
غنام ويـن ربوعـك الغانميـن
تلقى العلف بمرباعهم دب دومي
اقطع سبوقك وانهـزم ياحزيـن
لربوع بين الفارعي والقدومـي
ياحلو منـزال علـى الشعبتيـن
لي قيل جضع مرسمته الوسومي
وقد حاول امفضي بن ولمان الاحمدي الحربي ان يتقلد السلوان وينسى تلك المرابع والبقاع ولكنه دائما ماكان يتراءاى له ازوال من جبال رمان الفارعي ، القدومي ، جضع ولو ان أكثر الشوق كان لقوم ذلك الجبل وليس له بصفة اساسية ، واشتد عليه الشوق ، وقرر العودة الى من الفهم وعاش معهم قرر العودة لهم وقال :
ياحمود شد الزمل نرحل عن الدوم
نبي عربنا يـم اطاريـف رمـان
ياحمود ما والله علينـا بهـا لـوم
مااستانس الاوسط نـزل العليـان
ماكني الا عندهـم باشـة الـروم
ارجح بميزاني على كـل ميـزان
الله نشد ياحمود عن معرفة يـوم
وحنا ثمان وعشر ياحمود جيـران
ياحمود يظهر لك صديق من القوم
ويظهر من الربع القريبين عدوان
فشد الشديد عليه وعاد الى الصداعية وأمضى بقية عمره فيها الى أن انتقل الى جوار ربه ولاتزال اثاره التاريخية في الصداعية حتى الان ومنها مزرعته المسماة بحير الاحمدي على لسان العليان أهل الصداعية منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .