السلام عليكم ورحمة الله
هذه من قصائد عنترة بن شداد ، ولاحظوا كيف شدة البأس والتحدي والبطولة ، فبغض النظر عن جاهليته إلا أن ثقافة الأفلام لم تتركه في حاله ، بل شوهت صورته لدى الجيل الحالي من الناس وجعلته بطلا قوميا خارقا من جهة ، وفاشلا ومحطما من جهة أخرى ، ناهيك عن التحريف الكبير في سيرته ، حتى جعلوه يتحدى جيش كسرى بنفسه
.
وكل هذا بسبب غياب أبطال حقيقيين في هذا الزمان يقودون الأمة ، فلم يجدوا إلا عنترة في وجه المدفع ، وجيد أنهم لم يختاروا احداً من أعلام الإسلام ليفعلوا به هذا
.
أظن أني أطلت عليكم ونسيت القصيدة .. يقول ابن شداد
أَنا في الحَربِ العَوانِ = غَيرُ مَجهولِ المَكانِ
أَينَما نادى المُنادي = في دُجى النَقعِ يَراني
وَحُسامي مَع قَناتي = لِفِعالي شاهِدانِ
أَنَّني أَطعَنُ خَصمي = وَهوَ يَقظانُ الجَنانِ
أَسقِهِ كَأسَ المَنايا = وَقِراها مِنهُ داني
أُشعِلُ النارَ بِبَأسي = وَأَطاها بِجِناني
إِنَّني لَيثٌ عَبوسٌ = لَيسَ لي في الخَلقِ ثاني
خُلِقَ الرُمحُ لِكَفّي = وَالحُسامُ الهِندُواني
وَمَعي في المَهدِ كانا = فَوقَ صَدري يُؤنِساني
فَإِذا ما الأَرضُ صارَت = وَردَةً مِثلَ الدُهانِ
وَالدِما تَجري عَلَيها = لَونُها أَحمَرُ قاني
وَرَأَيتُ الخَيلَ تَهوي = في نَواحي الصَحصَحانِ
فَاِسقِياني لا بِكَأسٍ = مِن دَمٍ كَالأُرجُوانِ
أَسمِعاني نَغمَةَ الأَسـ = ـيافِ حَتّى تُطرِباني
أَطيَبُ الأَصواتِ عِندي = حُسنُ صَوتِ الهِندُواني
وَصَريرُ الرُمحِ جَهراً = في الوَغى يَومَ الطِعانِ
وَصِياحُ القَومِ فيهِ = وَهوَ لِلأَبطالِ داني